هدنة هشة في حمص السورية تظهر وجهين متناقضين للمدينة
هدنة هشة في حمص السورية تظهر وجهين متناقضين للمدينةهدنة هشة في حمص السورية تظهر وجهين متناقضين للمدينة

هدنة هشة في حمص السورية تظهر وجهين متناقضين للمدينة

أظهرت الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين النظام السوري والمعارضة وجهين متناقضين لمدينة حمص السورية: وجه يضج بالحياة، وآخر يغمره الحزن.

وتقول صحيفة الأوبزرفر "إن السيارات عادت للمرور في شوارع حمص واكتظت المقاهي بالرواد وأنارت أضواء عيد الميلاد الكنائس العتيقة ومداخل الفنادق الأنيقة، لكن في مقابل ذلك هناك أيضا زوايا مظلمة؛ كئيبة في ثالث أكبر المدن السورية، بعد دمشق وحلب.

وتقول مصادر من المدينة أن أحياء بأسرها، كانت تقطنها غالبية سنية، بقيت موحشة حيث ترى البنايات المتفحمة التي تمتلئ جدرانها بالثقوب الناجمة عن إطلاق النار أو التي دمرت تماما جراء القصف، خلال خمس سنوات من الحرب.

ولاحظ مراقبون الفوارق في المدينة الواحدة بين أحياء مخدّمة ومنظمة تقطنها الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري، وبين أحياء مهملة، منسية يقطنها السنة الذين ثاروا على النظام.

وترى الصحيفة أنه "بعد خمس سنوات من اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد، يشعر السوريون بالإعياء ويتوقون لرؤية أي بادرة أمل، ولكن الذكريات القديمة ما زالت سببا للفرقة والخراب، وما زال الكثيرون يرون أنه من الصعب تخيل بناء حياة مشتركة جديدة".

وبتوقيع الهدنة تصبح حمص، التي شهدت بعض أوائل الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد وبعض أعنف المعارك في سوريا، أول مدينة تعود بالكامل لأيدي الحكومة.

وكانت لجان ممثلة لمسلحي المعارضة وأهالي حي الوعر في مدينة حمص اتفقت على هدنة مع النظام السوري برعاية الأمم المتحدة، تقسم إلى ثلاث مراحل تقضي المرحلة الأولى بوقف إطلاق النار بين الجانبين لمدة عشرة أيام، وخروج من أراد من المدنيين والمسلحين مع سلاحهم الخفيف، وتسهيل عمل هيئات الإغاثة داخل الحي.

وتتضمن المرحلة الثانية تسليم خرائط الألغام وجمع السلاح المتوسط، وإطلاق سراح معتقلين يحتجزهم النظام، وعودة النازحين إلى الحي.

أما المرحلة الثالثة فتقضي بخروج دفعة من الراغبين في الخروج إلى شمال سوريا وليس إلى ريف حمص الشمالي، ومن المرجح أن تكون الوجهة ريف حماة أو ريف إدلب، بالإضافة إلى تسليم القسم المتبقي من السلاح المتوسط للسلطات السورية.

وتسيطر قوات النظام منذ بداية مايو/أيار 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب نحو ألفي عنصر من مقاتلي الفصائل من أحياء حمص القديمة بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات، بعد عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام.

ويقع حي الوعر في غرب مدينة حمص، وهو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، ويقيم في الحي حاليا قرابة 75 ألف نسمة، مقابل ثلاثمئة ألف قبل بدء الأزمة السورية في مارس/آذار 2011.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com