إرم تعايش أزمة شرم الشيخ (الجزء الأول)

بدت مدينة شرم الشيخ المصرية أكثر معاناة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، على خلفية حادث تحطم الطائرة الروسية في وسط سيناء الأسبوع الماضي، ما دفع عدة دول إلى إصدار تحذيرات لمواطنيها من زيارة المدينة الساحلية فضلاً عن بدء دول أخرى بسحب رعاياها نهاية الأسبوع الماضي.

وفي جولة ميدانية لشبكة إرم الإخبارية، تسيطر على أغلب الفنادق حالة من اليأس والاستياء نتيجة مغادرة الوفود الأجنبية للمدينة وضعف الإقبال الذي وصل في بعض الفنادق إلى "العدم"، على حد تعبير أحد مسؤولي فندق شهير بوسط المنتجع الساحلي.

جاءت أغلب تصريحات مسؤولي الفنادق في المدينة لمراسل شبكة إرم "سلبية"، فبينما سيطرت حالة من الإحباط على البعض نتيجة مغادرة ما يقرب من 90% من السياح الأجانب الفندق وعدم استقبال وفود أخرى، قال آخر "لم أستقبل سائحًا أجنبيًا منذ الأزمة، بل على العكس كل شغلنا حاليا هو خروج وليس دخول".

وأشار العاملون بقطاع السياحة إلى أن الأزمة الحالية التي تمر بها مدينة شرم الشيخ لم تشهدها المدينة "حتى خلال أيام الثورة"، لافتين إلى أن مدينة السلام دائمًا مؤمنة وبعيدة عن السياحة أو الصراعات وكانت منغلقة والعمل ظل ساريًا، رغم تضرره في بعض الأحيان.

وأجمع هؤلاء على أن المرحلة الحالية التي يمر بها قطاع السياحة في شرم الشيخ أرغمت العديد من الشركات والفنادق على الإغلاق والإفلاس وتشريد مئات العمال والموظفين، لافتين إلى أن مستوى الخدمة انخفض كثيرًا خلال الفترة الأخيرة نتيجة انخفاض قيمة الإقامة الفندقية والخدمات لترغيب السياحة الداخلية والخارجية من زيارة المدينة.

وأشار أحد مسؤولي فندق آخر يقرب من مطار شرم الشيخ الدولي بحوالي 3 كيلو مترات إلى أن إدارة الفندق تتجه لتسريح عدد كبير من العاملين، نتيجة الأزمة الأخيرة التي يمر بها القطاع السياحي بشكل عام وشرم الشيخ بشكل خاص.

وعن نسبة الإشغال الفندقي في مجمل الفنادق التي زارتها شبكة إرم في تقرير ميداني، كان أغلب الفنادق دون الـ50%، بينما كان جزء من الفنادق لم يصل إلى 20%، وجزء آخر قليل اقترب من الـ60%، وهي الإحصائيات التقديرية التي قال مسؤولي الفنادق إنها مؤقتة لحين انتهاء الرحالات الموجودة، حيث تقل النسبة بشكل يومي نتيجة مغادرة البعض وعدم استقبال آخرين.

وثمّن كافة مسؤولي الفنادق التي التقتهم شبكة إرم، المبادرات الوطنية التي تدعو للعودة إلى مدينة شرمك الشيخ، لافتين إلى أنهم على "أهبة الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات والخدمات لعبور البلد من الأزمة الحالية وأن تظل مدينة السلام قِبلة العالم للحرية والسلام والاسترخاء".