الانقسام السياسي وخطر داعش يعرقلان إصلاحات العبادي
الانقسام السياسي وخطر داعش يعرقلان إصلاحات العباديالانقسام السياسي وخطر داعش يعرقلان إصلاحات العبادي

الانقسام السياسي وخطر داعش يعرقلان إصلاحات العبادي

بغداد ـ تتزايد التحديات أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يسعى لتطبيق إصلاحات "مؤلمة" في بلد مضطرب يعاني الانقسام وسوء الخدمات، ويسيطر تنظيم داعش المتشدد على مساحات واسعة منه.

وتقول مصادر مطلعة أن العراقيل لا تقتصر على الظروف الصعبة التي يمر بها العراق، بل يواجه العبادي، كذلك، مقاومة من داخل صفوف حزب الدعوة، الذي ينتمي إليه، والمهدد بالانشقاق نتيجة تمسكه بتطبيق الاصلاحات.

وفي محاولة لاستعادة الزخم بعد أن منع البرلمان في الأسبوع الماضي حكومته من إقرار أي إصلاحات مهمة دون موافقة النواب تواصل العبادي خلال مطلع الأسبوع مع المؤسسة الدينية الشيعية التي تتمتع بنفوذ كبير في العراق، وسبق أن أيدت حملته لمكافحة الفساد.

وكشفت مصادر مطلعة أن العبادي عاد من لقاءات مع كبار رجال الدين في مدينة النجف المقدسة عند الشيعة دون أن يفوز بدعم جديد، الأمر الذي يثير احتمال أن يواجه المزيد من العزلة.

وأخفق العبادي خلال زيارته للنجف في مقابلة أرفع المراجع الشيعية علي السيستاني الذي ابدى حماسة لاصلاحات العبادي، لكن يبدو أن صبر المراجع بدأ ينفد لبطء وتيرة الإصلاح.

وفي موازة هذا اللغط السياسي والديني حول توجهاته، يسعى العبادي كذلك إلى تجنب خطر اقتراع النواب المستائين على سحب الثقة منه.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن سلفه نوري المالكي يعمل في هذا الاتجاه، بل ظهرت تسريبات أن المالكي يعد لانقلاب على خلفه بدعم من ميليشيات الحشد الشعبي التي تدين له بالولاء.

واضطر المالكي لترك الساحة في الصيف الماضي بعد أن استعدى حزبه وغيره من الشيعة وكذلك حلفاءه الأمريكيين بل وايران التي تتمتع بنفوذ إقليمي ولها نفوذ كبير في العراق.

وأيد أصحاب النفوذ في العراق ومن بينهم المؤسسة الدينية الشيعية العبادي عندما تولى رئاسة الوزراء بعد ان اتضح أن بوسعه تحقيق توافق وأمامه فرصة لرأب الخلافات السياسية والطائفية.

وأكبر تحد يواجهه العبادي هو إصلاح المؤسسة العسكرية العراقية التي اشتهرت بتفشي الفساد فيها والتي كادت تنهار أمام زحف تنظيم الدولة الاسلامية إلى جانب إصلاح الجهاز الحكومي الضعيف.

وبتشجيع من الاحتجاجات الشعبية في بغداد وغيرها من المدن ودعوة من السيستاني للعمل بدأ العبادي وحده حملة إصلاح في أغسطس اب.

وتحرك العبادي لتفكيك نظام المحسوبية والقضاء على عدم الكفاءة والفساد الأمر الذي أضعف معركة العراق لمحاربة مقاتلي الدولة الاسلامية الذين استولوا على ثلث مساحة البلاد.

وسرعان ما عرقلت طعون قضائية ومعارضة من أصحاب المصالح هذه الإجراءات.

وخرج محتجون للشوارع يطالبون بوضع نهاية للفساد وتحسين خدمات المياه والكهرباء وبدأوا يصفون العبادي بأنه ضعيف وغير كفء.

وأبدى السيستاني أيضا استياءه للتأخر في تطبيق الإصلاحات وطالب العبادي باتخاذ خطوات أكثر جرأة في مواجهة المعارضة.

ورغم أن السيستاني الذي بلغ الثمانينات من العمر ويميل لحياة العزلة والزهد نادرا ما يستضيف الساسة فقد كان من الممكن أن يدعم اجتماع في النجف العبادي في مواجهة الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من ايران والتي تتمتع بشعبية كبيرة وفي مواجهة بعض الساسة من أمثال المالكي الذين سعوا للاحتفاط بامتيازات استهدفتها الإصلاحات.

وقال النائب سامي العسكري من ائتلاف دولة القانون الحاكم عن رحلة النجف "كانت نكسة. أنا واثق أن العبادي عاد منها غير راض لأنه لو استطاع أن يقابل السيستاني لساعد ذلك على تحقيق توازن مع كل حركة في البرلمان."

وقال متحدث باسم العبادي إن أحدا لم يقدم طلبا لعقد مثل هذا اللقاء لكن مصدرا مقربا من رئيس الوزراء وصف عدم لقاء السيستاني بأنه أمر "سلبي".

ومع انحسار التفويض الذي حصل عليه من قبل من المحتجين والسيستاني ربما لا يجد العبادي نفسه في وضع يمكنه من تحدي من يعارضون حملته الاصلاحية.

ويعتبر أنصار المالكي المتحالفون مع ايران العبادي قريبا أكثر مما يجب من الولايات المتحدة التي تسلح القوات العراقية وتدربها وتشن حملة قصف جوي على الدولة الإسلامية.

والمالكي نفسه له شعبية في صفوف الفصائل المسلحة المدعومة من إيران والتي تعتبر من أعمدة التصدي للمتشددين.

وقال العسكري "العبادي يشعر أحيانا أن هذا خطر على سلطته وقد حاول إضعاف المالكي."

وأخفق العبادي في تنفيذ واحد من إصلاحاته الرئيسية كان من شأنها إبعاد المالكي والنائبين الآخرين لرئيس البلاد عن مناصبهم. وبدلا من ذلك ما زال المالكي يتشبث بموقعه وهو ما وضعه على مسار تصادمي مع العبادي.

وقال العسكري "كلما ضغط (العبادي) على المالكي خسر تأييد دولة القانون."

ويرفض أعضاء في دولة القانون تكهنات بأن العبادي بدأ يحاول التقرب من أحزاب خارجية لتشكيل ائتلاف جديد لتأييد إصلاحاته. ويحذرون من أن مثل هذه الخطوة تستلزم تنازلات كبيرة وتعرضه لهجمات من بين صفوف قاعدته.

لكن نوابا يقولون إن العبادي قد يحتاج لتأييد أوسع لضمان إقرار مقترحاته في البرلمان دون مشاكل وللحيلولة دون احتمال التصويت على سحب الثقة منه وهو ما لم يستبعده أعضاء في البرلمان.

ومن المحتمل أن يكون دعم المراجع الشيعية التي التقى بها العبادي في مطلع الأسبوع وتعارض المالكي إلى حد كبير ذا أهمية كبيرة في أي مواجهة تحدث في المستقبل لكن يبدو أن هذا الأمر مستبعد في ظل الظروف الراهنة.

من ناحية أخرى قال المصدر المقرب من رئيس الوزراء إن تأييد جماعات شيعية أخرى مثل التيار الصدري أو المجلس الأعلى الإسلامي سيمكن العبادي من الحيلولة دون الانقلاب عليه من داخل تحالفه الانتخابي.

وأضاف المصدر "هذا فقط لضمان أن لديه أعضاء في البرلمان سيمنعون أي خطوة لاحقة لسحب الثقة."

وتابع أن بعض الدعم "من الأكراد أو من حزب سني يعني أنك تضمن ألا يصلوا إلى نسبة الستين في المئة التي يحتاجون إليها. هذا مجرد تحرك وقائي."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com