مقربون من بوتفليقة ينقلبون عليه ويشككون في قدرته على القيادة
مقربون من بوتفليقة ينقلبون عليه ويشككون في قدرته على القيادةمقربون من بوتفليقة ينقلبون عليه ويشككون في قدرته على القيادة

مقربون من بوتفليقة ينقلبون عليه ويشككون في قدرته على القيادة

اشتعلت في الجزائر معركة سياسية جديدة بطلتها هذه المرة لويزة حنون زعيمة حزب العمال التروتسكي التي جمعت شخصيات سياسية و حكومية سابقة لرفع طلب إلى رئاسة الجمهورية قصد لقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ظل ما تواجهه البلاد من "تدهور في مناخها العام"، بحسب تلك الشخصيات.

ومن أبرز الشخصيات الجزائرية الـ19 التي وجهت رسالة علنية إلى رئيس البلاد الوزيرة السابقة خليدة تومي، والمناضلة المعروفة ضد الاستعمار الفرنسي زهرة ظريف بطاط، والنائبة التروتسكية لويزة حنون، والكاتب رشيد بوجدرة، إضافة إلى العديد من الشخصيات المعروفة بقربها من الرئيس بوتفليقة.

وردًا على الخطوة، وجه عمار سعداني، السبت، انتقادًا لاذعا للمترشحة الرئاسية السابقة واتهمها بأنها صنيعة المخابرات العسكرية وعلى هذا الأساس – حسب سعداني -  فقدت "لويزة حنون بوصلتها السياسية منذ رحيل الجنرال توفيق من رئاسة المخابرات العسكرية وتغير مواقفها من داعم لبوتفليقة إلى متهجم عليه".

وورد في الرسالة التي حررها سياسيون وزراء سابقون و ثوريون شاركوا في ثورة أول نوفمبر 1954، (وعددهم 19 شخصًا) أن "الوضع الحالي لم يعد يحتمل ما يستدعي لقاءنا برئيس البلاد لمعرفة حقيقة القرارات الصادرة باسمه".

ويحمل كلام هؤلاء تشكيكًا في مصدر القرارات الأخيرة التي باشرها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في وظائف سامية بالقضاء والجيش والمخابرات والحكومة والجماعات المحلية، رغم أنهم كانوا إلى وقت قريب من أشد المتحالفين معه مثل وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي عمرت في منصبها لأزيد من 12 عامًا قبل تنحيتها العام الفارط في ظروف غامضة.

وقال الساخطون على الوضع العام السائد في البلاد، إن الظروف الحالية التي تمر بها الجزائر تجعل "اللقاء بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مهمًا وضروريًا لنعرف منه بالضبط ما جرى وما يجري"، وهو ما يعني أن هؤلاء غير واثقين في قدرة الرئيس الجزائري على تسيير دفة الحكم.

وأشار المجتمعون بأحد فنادق العاصمة الجزائرية، إلى أنهم طلبوا لقاء الرئيس عبر مراسلة مدير ديوانه الوزير أحمد أويحي وهو أيضًا رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الموالي للسلطة، مبرزين أنه من غير المعقول أن يلتقي بوتفليقة شخصيات أجنبية ويرفض لقاء شخصيات جزائرية.

ويُستشف من لغة المتكتلين في مجموعة الــ 19 ، خشيتهم من رفض مبادرتهم الموجودة بقصر الرئاسة، حيث لم يسبق لرئيس الجمهورية أن التقى أي شخصية جزائرية غير رسمية منذ فوزه بانتخابات الرئاسة شهر نيسان-أبريل 2014، عدا المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وندد زعيم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في البلاد، بــ"هذا السلوك السياسي المتنافي مع الأخلاق" كون الذين يشككون في مصدر قرارات الرئيس وصحته هم أنفسهم من يطلبون لقاءه فماذا ينتظر هؤلاء أن يقول لهم بوتفليقة؟" يتساءل عمار سعداني أبرز رجال الحكم في المرحلة الحالية.

وفي السياق ذاته، هاجم موسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية المعارض، مبادرة مجموعة الــ 19 التي طالبت بلقاء بوتفليقة، لأن أفرادها – بحسبه – "تحركهم أطماع سياسية ضيقة حيث يبحثون عن مناصب حكومية ومزايا من الدولة لذلك هم يمارسون الابتزاز والمساومة و هدفهم لا يتعلق بمصلحة الجزائر".

ويقول مراقبون محايدون إن تحرك هذه  الجماعة يفتقد للمصداقية بسبب مشاركة أفرادها في حكومات بوتفليقة المتعاقبة منذ 16 عامًا أو دعم سياسته وتموقعهم في معسكر الموالاة، لذلك قد لا تجد المبادرة أي سند شعبي أو سياسي سواء من المعارضة أو المحسوبين على السلطة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com