خلافات أيديولوجية تعصف بوزارة الخارجية الاسرائيلية
خلافات أيديولوجية تعصف بوزارة الخارجية الاسرائيليةخلافات أيديولوجية تعصف بوزارة الخارجية الاسرائيلية

خلافات أيديولوجية تعصف بوزارة الخارجية الاسرائيلية

تفاقمت حدة الأزمات بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وبلغت مداها، باتهامات وجهها عاملون وموظفون كبار بالوزارة ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، وقالوا إن الحديث يجري عن فوضى عارمة، وأن "نتنياهو" يعمل على تدمير الدبلوماسية الإسرائيلية، ويقود البلاد نحو كارثة على الصعيد الدولي، طارحين شكوكاً تؤكدها بعض المواقف، بأن ما يقوم به نتنياهو، الذي يتولى بنفسه حقيبة الخارجية، هي خطوات متعمدة، واصفين الوضع بأنه بمثابة "سفينة على وشك الغرق".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن موظف كبير بالخارجية الإسرائيلية اليوم الجمعة، أن الوزارة "بلا قيادة، أو رؤية محددة"، واصفا إياها بالسفينة التي تغرق، ومؤكدا أن حالة من اليأس تخيم على جميع العاملين بها.

وأضاف الموظف الإسرائيلي الكبير، والذي فضل حجب اسمه، أنه "في الوقت الذي ينبغي فيه أن تدير إسرائيل حربا دبلوماسية ضد دعوات المقاطعة العالمية، وتبرر ما يحدث في الفترة الحالية من تطورات بالأراضي المحتلة، فإن من يتحكم بها حاليا هو مكتب نتنياهو، والذي يتشكل من شخصيات لا توجد لديهم أدنى ثقة بوزارة الخارجية، ويتعاملون بتطاول مع العاملين بها".

وتكمن مسألة غياب الثقة بين مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية، في الاعتقاد السائد بأن غالبية العاملين بتلك الوزارة والدبلوماسيين الذين يخدمون بالخارج يحسبون على تيارات اليسار، فيما يخيم الطابع اليميني على مكتب نتنياهو وحكومته، وهو ما يعني أن التحذيرات التي أطلقها مراقبون حين شكل نتنياهو حكومته الرابعة (اليمينية – الحريدية) كانت في محلها، من حيث تداعيات تشكيل حكومة تحمل هذه الأيديولوجيات على صورة الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج.

إضراب شامل

وفي هذا السياق، هددت رابطة موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الخميس، بعرقلة زيارة "نتنياهو" المرتقبة إلى واشنطن، وأعلنت أنها ستقوم بإجراءات من شأنها أن تشوش تلك الزيارة، في ضوء ما قالوا إنه تجاهل الحكومة للموظفين العاملين بالوزارة، لافتين إلى أنهم مضطرون للعمل في ظروف في غاية السوء.

وتشمل الخطوات، التي تحدثت عنها الرابطة إضرابا شاملا، قد يبدأ في أي لحظة بمقر وزارة الخارجية بالقدس المحتلة، فضلا عن جميع السفارات والقنصليات الإسرائيلية بالخارج، وهي خطوة يقول العاملون بالوزارة إنها قادرة على عرقلة زيارة نتنياهو إلى واشنطن.

وقال "حانان جودير"، رئيس رابطة العاملين بالوزارة، إن حالة الاحتقان تعود إلى أسباب عديدة، من بينها تخفيض الميزانيات المخصصة لها، وإحتقار العاملين بالوزارة من قبل مكتب نتنياهو، مضيفا أنه "من حق العاملين إعلان الإضراب، وأنه من غير الممكن ألا ينضم إليهم العاملون والموظفون بالسفارات والقنصليات بالخارج".

أزمات متراكمة

وبدأت أزمة العاملين بوزارة الخارجية الإسرائيلية بالقدس المحتلة، مع استقالة وزير الخارجية السابق "أفيجدور ليبرمان" من حكومة تسيير الأعمال، وانضمامه لجناح المعارضة على رأس حزب (إسرائيل بيتنا) في آيار/ مايو الماضي، مع أن مراقبين يعتبرون أن وجوده على رأس تلك الوزارة، هو ما خلق الأزمات المتراكمة، والتي طفت على السطح حاليا.

وتفاقمت الأزمة، حين استحوذ "نتنياهو" على منصب وزير الخارجية، وتركه كورقة ضغط لمساومة المعارضة، والشخصيات الطامحة في هذا المنصب، قبل أن يعين "تسيبي حوتوفيلي" نائبة لوزير الخارجية، ويمنحها صلاحيات واسعة، فيما تبين أنها لا تمتلك الحد الأدنى من القدرة على إدارة وزارة بهذه الأهمية.

وطالب كتاب ومحللون،  بإقالة "حوتوفيلي" بعد العاصفة التي أحدثتها عبر تصريحاتها الأسبوع الماضي، والتي تدعو إلى السيطرة على (الحرم القدسي الشريف) ورفع العلم الإسرائيلي فوق (المسجد الأقصى)، واصفة تلك الخطوة بأنها "الحلم الذي طالما راودها".

وعبر المحللون، عن اعتقادهم بأن "المهزلة التي تواجهها وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنما نجمت في الأساس عن خطوة متهورة قام بها "نتنياهو"، حين قرر تعيين فتاة تحمل أيدولوجيات دينية يمينية متطرفة في منصب رفيع، لا تدرك طبيعته ولا تستجيب لمحاولات تلقينها التصريحات والمواقف التي ينبغي أن تبديها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com