الإرهاب والإخوان والعلاقات التجارية ملفات يبحثها السيسي في بريطانيا

يبحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في بريطانيا عدداَ من الملفات مع مسؤولين بريطانيين تتعلق بعلاقات البلدين وقضايا الشرق الأوسط والإرهاب.

ويزور السيسي بريطانيا لمدة يومين يلتقي خلالها عدداً من المسؤول البريطانيين، فيما كشف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف لمراسل شبكة إرم الإخبارية عن تفاصيل زيارة السيسي التي تتصدرها ٦ ملفات رئيسية هي" (مكافحة الإرهاب)، و(دعم العلاقات التجارية بين البلدين)، و(مساعدة مصر عسكريا وسياسيًا) خاصة ما يتعلق بملف جماعة الإخوان المسلمين الذي يتخذون من لندن أحد أهم مقارهم، بالإضافة إلى (الأزمة الليبية)، والملف الخامس يتعلق بـ(عضوية مصر في مجلس الأمن وأطر القضايا الإقليمية المشتركة خاصة الأزمة السورية)، وأخيرًا (التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين).

وأشار يوسف إلى أن السيسي سيعقد لقاءً ثنائيًا مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ووزير دفاعه، مايكل فالون، ومجموعة من أعضاء البرلمان، وأبرز المفكرين البريطانيين، فضلا عن لقاءات مع كبرى الشركات البريطانية ومجتمع المال والأعمال ورئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

تصعيد إخواني

يأتي ذلك بينما تحاول جماعة الإخوان المسلمين من خلال أنصارها في لندن الحشد ضد زيارة السيسي، من خلال تصدير دعوات لرفض الزيارة، وهي الخطوات التي قابلتها الجالية المصرية في لندن بتحركات مضادة من خلال تدشين حملات وتنظيم فاعليات لدعم زيارة السيسي.

وبينما يتصارع الطرفان (المصريان) على الدعم والرفض، تبدو السلطات البريطانية أكثر تفهمًا للوضع الجاري في مصر، خاصة مع قرب الانتهاء من خارطة الطريق بإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل مجلس نواب.

فيما من المتوقع أن يتطرق مباحثات السيسي إلى ملف أعضاء جماعة الإخوان المتواجدين في لندن والمطلوبين أمنيًا حيث طلبت القاهرة في وقت سابق دعم الحكومة البريطانية لمحاصرة قيادات إسلامية بارزة تتخذ من لندان مقرًا لتحركاتها سواء السياسية أو الإعلامية.

مكافحة الإرهاب

وأعلن السفير جون كاسن ترحيب بريطانيا بـ"انتخاب برلمان جديد كخطوة مهمة في استعادة دور المؤسسات الشرعية في مصر"، مشيرًا إلى أن "مصر كدولة عربية وإسلامية كبيرة تلعب دورا بارزا في محاربة داعش والفكر المتطرف.

يأتي ذلك؛ فيما قال السفير المصري لدى لندن ناصر كامل، مساء أمس الثلاثاء، إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ستتناول العلاقات المصرية البريطانية والأوضاع على الساحة الدولية والعربية، لاسيما الأوضاع في ليبيا.

وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف لمراسل شبكة "إرم" إلى أن الملف الليبي سيتصدر مباحثات السيسي في بريطانيا، بهدف عودة الاستقرار لهذه الدولة، لافتًا إلى أنه "مصر وبريطانيا متفقتان على ضرورة وجود بديل لمواجهة تداعيات فشل جهود المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينيو ليون.

التعاون العسكري

وفيما يتعلق بالملف العسكري، من المفترض بحسب السفير أن يلتقي السيسي وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، لبحث وتدعيم العلاقات المصرية في المجال العسكري.

ومطلع شهر أغسطس الماضي قررت الحكومة البريطانية استئناف تصدير الأسلحة لمصر، وألغت قرار تعليق كل أشكال التعاون الأمني والعسكري الذى أصدرته عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى ووفقا لما نقلته مجلة «نيوزويك» الأمريكية آنذاك.

ونقلت المجلة عن مصادر بريطانية مسئولة وقتئذ أن حكومة ديفيد كاميرون وافقت على بيع أسلحة لمصر بقيمة ٤٨.٨ مليون جنيه أسترليني (حوالى ٦٠٠ مليون جنيه مصري). في أعقاب تراجع التعاون العسكري بين البلدين لأدنى معدلاته خلال العام الماضي ٢٠١٤، وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري عقد صفقة واحدة لم تتجاوز قيمتها ١.٦ مليون جنيه أسترليني.

ويرافق "السيسي" خلال الزيارة وزراء الخارجية "سامح شكري"، والتعاون الدولي "سحر نصر"، والاستثمار "أشرف سالمان"، والبترول "طارق الملا".

تعزيز المكانة الإقليمية والدولية

وتحاول السلطات المصرة استثمار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن من خلال طرح أطر القضايا الإقليمية، خاصة الأزمة السورية بهدف المساهمة في وضع نهاية للأزمات التي تؤرق الشرق الأوسط.

وتركز معظم زيارات المسؤولين المصريين في الخارج على تلك النقطة، بهدف استعادة القاهرة لمكانتها الإقليمية والدولية كأحد أهم اللاعبين الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط.

العلاقات التجارية

وكان السفير البريطاني لدى القاهرة قد أشار في وقت سابق إلى أن زيارة السيسي ستشهد "تعزيز العلاقات التجارية بين بريطانيا ومصر؛ استنادًا إلى موقع بريطانيا كأكبر مستثمر في مصر حيث بلغ حجم استثمارات الشركات البريطانية في مصر نحو 25 مليار دولار منذ العام 2010، وعلى الصادرات بين البلدين التي قدرت العام الماضي بمليار جنيه استرليني".

وتحدثت مصادر دبلوماسية، عن نية الحكومة البريطانية تعيين مبعوث لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، لتنمية العلاقات التجارية مع مصر، وهو ما يترجم حرص بريطانيا على تدعيم العلاقات مع مصر ومساندتها اقتصاديًا.