"ذوبان الجليد" يهدد كيان جماعة الإخوان في ليبيا
"ذوبان الجليد" يهدد كيان جماعة الإخوان في ليبيا"ذوبان الجليد" يهدد كيان جماعة الإخوان في ليبيا

"ذوبان الجليد" يهدد كيان جماعة الإخوان في ليبيا

تسود أروقة جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، حالة من "ذوبان الجليد" يضرب كيانها القيادي، بعد استقالة أعضاء بارزين في كتلتها الحزبية داخل المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، إثر اتهامهم لقادة حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لإخوان ليبيا، بانحرافه عن مسار وتوجهات الحزب، وانفراده بالقرار دون الرجوع إلى قاعدة التشاور.

وقد أثار عضو الجماعة البارز الدكتور محمود الورفلي، حالة الصدع في جدران الجماعة، عندما خرج قبل أيام على شاشة قناة (النبأ) الإخبارية المحسوبة على تيار الإسلام السياسي، وأعلن استقالته و8 أعضاء من حزب العدالة والبناء، نتيجة لما اسماه "انحراف الحزب عن قاعدة التشاور، وانفراد القيادة العليا للحزب بقراراتها، دون الرجوع إلى كتلة الحزب داخل المؤتمر الوطني".

وضرب الورفلي، واقعة عن هذا الانحراف، بأن الحزب حمل المؤتمر الوطني والحكومة المنبثقة عنه، مسؤولية سقوط طائرة مروحية غرب العاصمة، وهو دليل آخر على تخبط الحزب وإشارة واضحة للنيل من الشرعية، على حد وصفه.

وقد سارع الحزب من جهته، إلى نفي تسجيل استقالة جماعية لأعضائه داخل المؤتمر، باستثناء استقالة عبد العزيز الورفلي.

وقال نزار كعوان، رئيس المكتب السياسي لحزب العدالة والبناء في تصريح تلفزيوني، إن "الحزب لم تصله أي استقالات باستثناء طلب استقالة الدكتور الورفلي"، مؤكدا حقيقة الخلافات حول المشهد السياسي في ليبيا وبأنها "موجودة".

وأضاف كعوان، حول اتهام الحزب للمؤتمر وحكومة طرابلس حول مسؤولية سقوط الطائرة، " نعم للأسف المؤتمر وحكومة الانقاذ يتحملان المسؤولية كاملة حول سقوطها، كون الحادثة امتداد لأزمة مستمرة منذ شهور، لم يتمكنا خلالها من إنهاء التوتر غرب البلاد، ولم يقدما معالجة حقيقية للأزمة في ليبيا".

امتصاص الصدمة

وحاول حزب العدالة والبناء، تخفيف الصدمة بشأن استقالة أعضائه، رافضا الاعتراف بانفراد قيادته العليا بالقرار السياسي.

وأقر الحزب، في بيان تحصلت (إرم) على نسخة منه، بوجود بعض الاختلافات في وجهات النظر، قائلاً "هذا شيء طبيعي في ظل هذه الظروف، وهو دليل على أن الحزب مؤسسة حية تتفاعل بإيجابية إزاء ما يجري من أحداث، وتسمح بتعدد الآراء واختلاف وجهات النظر داخلها، كما للحزب الآليات الصحيحة للتواصل والتفاهم، وقد تمت الدعوة إلى لقاء عاجل لبحث هذا الأمر".

مبيناً في ختام البيان، بأنه في الوقت ذاته قيادة الحزب تقدر عاليًا الجهود، التي يبذلها أعضاء الكتلة داخل المؤتمر، ويدركون حجم الضغوطات في سبيل الثبات على مواقف الحزب الوطنية، والداعمة لجهود الخروج من الأزمة السياسية بتشكيل حكومة الوفاق، التي تنهي الانقسام وتحفظ السيادة ووحدة التراب وتحقق الاستقرار.

ملامح الانقسام

محمد الخوجة، الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهابية، فسر ملامح الانقسام الذي تعيشه جماعة الإخوان في ليبيا، بأنها نتاج طبيعي نتيجة الخلاف والتقاطع في الأفكار، خاصة داخل حزب العدالة والبناء واجهة الجماعة السياسية.

وأوضح الخوجة، في حديث عبر الهاتف مع (إرم) تفاصيل هذه الخلافات، "الحزب بات منقسما حول نفسه، المجموعة الأولى تؤيد وبقوة الحل السياسي المقدم من البعثة الأممية، والمجموعة الثانية انحازت إلى معسكر المتطرفين، وبات ذوبان الجليد داخل الحزب، يهدد كيان جماعة الإخوان واستمرار سلطتها في ليبيا، الذين طالما ما وصفوا بانهم متماسكين، وأنهم الحصن الأخير للجماعة في الشرق الأوسط، خاصة بعد انهيارهم في مصر وتراجع شعبيتهم في تونس".

سقوط فجر الأزمة

وشهدت سواحل بلدة "الماية" غرب العاصمة طرابلس قبل أسبوع، سقوط طائرة مروحية ووفاة 23 راكباً كانوا على متنها، من بينهم قيادات بارزة لمليشيات "فجر ليبيا" ورئاسة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته.

واتهم المؤتمر الوطني ووزارة الدفاع المنبثقة عن حكومته، ما اسماهم ب "جيش القبائل" بإسقاط الطائرة عبر مضادات للطيران، مطالبين بملاحقة المسؤولين وشن عملية عسكرية لضبطهم والقضاء عليهم.

وفيما أرجع مراقبون، سقوط الطائرة إلى تصفية حسابات وخلافات بين تيار الإسلام السياسي (جماعة الإخوان والجماعة الليبيبة المقاتلة)، وخلافتهما التي باتت معلنة ًمؤخراً، بسبب انقسامهما حول حل الأزمة الليبية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com