"الخط الساخن".. أولويات روسيا ومطامع إسرائيل في سوريا
"الخط الساخن".. أولويات روسيا ومطامع إسرائيل في سوريا"الخط الساخن".. أولويات روسيا ومطامع إسرائيل في سوريا

"الخط الساخن".. أولويات روسيا ومطامع إسرائيل في سوريا

القدس - كانت روسيا -لا اسرائيل- هي التي كشفت عن تفاصيل "خط ساخن"، بينهما وتدريبات جوية مشتركة قاما بها لتفادي تصادم عارض لطائراتهما في سماء سوريا.. وهو ما ينطق بالكثير.

تلتزم اسرائيل الصمت، على غير العادة إزاء التعاون العسكري، وهو تكتم يرجعه المسؤولون والخبراء جزئياً الى شكل من أشكال الاحجام عن الكشف عن أي تحول استراتيجي ملموس بعيدا عن الولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية، التي قلصت تعاملها مع الشرق الاوسط بينما صعدت روسيا منه.

وخلال حملة جوية، بدأت منذ ثلاثة أسابيع، دعمت الطائرات الروسية قوات الرئيس السوري بشار الاسد، وهي تحاول استعادة أراضي فقدتها لصالح قوات المعارضة في حرب أهلية مستعرة منذ عام 2011.

كما أرسلت روسيا أنظمة دفاع جوي متقدمة، مما أثار مخاوف من حدوث تصادم عارض بين قواتها والطائرات، التي تدفع بها اسرائيل أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون، في مقابلة إذاعية في تلخيص لتكيف اسرائيل مع روسيا "لا نتدخل في شؤونهم ولا يتدخلون في شؤوننا." أما السبب الآخر، الذي يدفع اسرائيل الى التكتم، هو أنها لا تعرف الأبعاد الكاملة لخطط روسيا في سوريا أو مدى تأثيرها على ايران وحزب الله اللبناني.. حليفتي الأسد.

ومن شأن وجود محور فعلي بين موسكو وأكبر عدوين لاسرائيل في المنطقة، أن يثير عدم ارتياح لحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه قد ينظر إليه أيضا على انه نفوذ يمكن ان يستخدم للتهدئة.

تحالفات فضفاضة

وقال أحد المقربين من نتنياهو لرويترز، شريطة عدم الكشف عن هويته، "النظام الجديد في الشرق الاوسط، يقوم على تحالفات فضفاضة لاغراض محددة ،ولذلك فان الشراكة الروسية مع ايران وحزب الله لانقاذ الاسد ليست بالضرورة سيئة بالنسبة لنا."

وأضاف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يريد أن تتلخبط الأمور مع اسرائيل، ومن غير المرجح أيضا أن ينظر بارتياح لأي لخبطة من جانب إيران او حزب الله مع اسرائيل الآن."

وقدمت روسيا لفتة تطمينية، حين استضافت نتنياهو في 21 سبتمبر ايلول، لاجراء محادثات بشأن "نزع فتيل الصراع" في سوريا.

واستغرق الامر من الولايات المتحدة وقتا، حتى توافق هذا الاسبوع على تنسيق مع روسيا مماثل لما تفعله مع اسرائيل في سوريا منذ وقت طويل.

وقال السفير الروسي في اسرائيل الكسندر شين، إن عمليات بلاده قاصرة على توجيه ضربات جوية وصاروخية "لجماعات ارهابية".

وأضاف، "ما من سبب يدعو في هذا الاطار للحديث عن أي تحالف بين الجانب الروسي وجانب حزب الله وايران في الشأن السوري."

حذر حيال الاسد

وقال شين، إن روسيا تدرك الاسباب وراء قيام اسرائيل بضربات جوية سابقة في سوريا، منها ما استهدف عمليات نقل مزعومة للسلاح من ايران او الجيش السوري الى حزب الله، وهي "تدرك تماما الاهمية الاستراتيجية لاسرائيل في الشرق الاوسط." لكنه قال إن الصراع يشكل خطرا على جيران الاسد واستقرار المنطقة كلها، ملمحا الى أن انتصار الاسد يمكن ان يصب في صالح أمن اسرائيل.

ودعت اسرائيل الى رحيل الاسد لدى بدء الحرب الاهلية، لكن حكومة نتنياهو أصبحت تفضل مؤخرا تبني لهجة محايدة، رغم ان القوى الغربية مستمرة في المطالبة بتغيير الزعامة السورية في نهاية المطاف.

وأصبح المسؤولون الإسرائيليون، بعد أن أرهقتهم الخلافات مع واشنطن بشأن البرنامج النووي الايراني ومحادثات السلام المجمدة الأن مع الفلسطينيين، يقرون في أحاديثهم الخاصة بأنهم يتوخون الحذر بشأن سوريا ،رغم قناعتهم بأن فرص بقاء الاسد في السلطة تحسنت بعد الحملة الجوية الروسية.

وفي الوقت نفسه لم تخف موسكو، أنها ترى في موقف حكومة نتنياهو تبريرا لاستراتيجيتها في سوريا.

وقال شين "التعقل الاسرائيلي من بداية الصراع في سوريا، أصبح واضحا في كون اسرائيل لا ترى الاطاحة بالرئيس الاسد شرطا لا غنى عنه لتفادي التدخل الاجنبي وضرورة لبدء المصالحة الوطنية."

وربط شين، هذا بما وصفه "بحكمة" اسرائيل وعدم انحيازها الى جانب معين، حين سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم وانتزعتها من اوكرانيا العام الماضي، عقب الاطاحة بالرئيس الأوكراني الذي كان مواليا لروسيا.

وأضاف، "أعتقد ان هذا يعكس الحرص على تطوير العلاقات الروسية الاسرائيلية بطريقة حقيقية ودية تقوم على التعاون."

تطور.. ولكن

ويتحدث المسؤولون الاسرائيليون باحترام، لكن دون مغالاة عن علاقتهم الاخذة في التطور مع روسيا. لكن لا يلوح في الافق مكسب دبلوماسي مثل اعتراف روسيا بضم اسرائيل لهضبة الجولان السورية، التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 كما ان تنامي العلاقات الروسية مع ايران يقلق حكومة نتنياهو.

ولمح وزير الدفاع الاسرائيلي، الى ان ايران يمكنها - بعد الاتفاق الذي أبرمته مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي الذي يقضي بتخفيف العقوبات المفروضة عليها - ان تشتري أسلحة من روسيا بقيمة 21 مليار دولار.

وقال انه سيحاول الحصول على موافقة بزيادة المساعدات العسكرية الامريكية لاسرائيل، حين يزور واشنطن الاسبوع القادم.

وقال يعلون لراديو الجيش الاسرائيلي، "بغض النظر عن كل الجدل الذي بيننا وبين الولايات المتحدة.. هي كحليف في نهاية الامر حجر الزاوية في استراتيجيتنا."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com