السعودية تطور تعاونها العسكري مع تركيا
السعودية تطور تعاونها العسكري مع تركياالسعودية تطور تعاونها العسكري مع تركيا

السعودية تطور تعاونها العسكري مع تركيا

تتجه المملكة العربية السعودية لتوثيق صلاتها العسكرية مع الجمهورية التركية بعد أعوام من القطيعة السياسية، لمواجهة أزمات المنطقة.

ويبدو أن ملف الأزمة السورية، وتنامي الدور الإيراني في المنطقة، دفع مسؤولي الدولتَين إلى رفع سوية العلاقات، إذ تجمع الرياض وأنقرة نظرة مشتركة حيال سوريا، ويناصبان العداء لدمشق منذ اندلاع الأزمة السورية، في آذار/مارس 2011.

وفي هذا السياق؛ وصل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، عبد الرحمن بن صالح البنيان، إلى العاصمة التركية أنقرة، اليوم الخميس، في زيارة رسمية، لمناقشة آخر التطورات السياسية والعسكرية والأمنية في المنطقة.

بداية التقارب

وبدأت مؤشرات التقارب السعودي مع تركيا، تظهر مع اعتلاء الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سدة الحكم في المملكة، إلا أن ذلك التقارب يشوبه الحذر والقلق؛ وكانت المبادرة الأولى من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قطع جولته الإفريقية، وزار السعودية، لتقديم واجب العزاء برحيل الملك السابق عبد الله، يوم 23 كانون الثاني/يناير الماضي.

الخطوة الثانية، كانت عسكرية أكثر منها دبلوماسية؛ بإرسال أنقرة - بعد مضي أسبوع واحد على زيارة أردوغان للرياض- سفينة حربية إلى ميناء جدة البحري، ضمن مناورات عسكرية مع دول البحر الأحمر، والتي تزامنت مع تركيز من قبل الإعلام الرسمي التركي على الحدث.

وفسّر محللون –آنذاك - وصول الطرّادة التركية، إلى جدة، على أنه امتداد للتعاون العسكري بين البلدين، الذي وقع عليه الأمير سلمان حين كان ولياً للعهد.

وفي 19 شباط/فبراير الماضي؛ زار رئيس هيئة أركان الجيش التركي السابق، الجنرال نجدت أوزال، الرياض في ظل التنسيق للتصدي لتنظيم داعش المتشدد، وحضور اجتماع قوات التحالف المشترك ضد التنظيم، الذي حضره أيضاً رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارتن ديمبسي، والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيليب بريدلاف، ومسؤولون عسكريون من 20 دولة.

وجاءت زيارة ولي ولي العهد السعودي حينها، وزير الداخلية، محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، إلى أنقرة، يوم 6 نيسان/إبريل الماضي، ضمن تلك المساعي لتحديد الأطر العامة للتقارب بعد شهور من التنسيق، على مختلف الأصعدة؛ السياسية، والأمنية، والعسكرية، والاقتصادية.

عداء العرب

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قد ساءت، بعد أن حوّلت أنقرة معظم جيرانها العرب إلى أعداء، نتيجة دعمها للإخوان المسلمين في مصر، ما أثار حفيظة السُّلطات المصرية آنذاك، وحلفائها حكام السعودية، ومعظم دول مجلس التعاون الخليجي.

وساهم تنظيم البيت الداخلي الخليجي، وحل الخلافات السعودية القطرية، ومن ثم إعادة فتح قنوات دبلوماسية بين الدوحة والقاهرة، في تحجيم الدور التركي في المنطقة، ما جعل الأتراك يبحثون عن قنوات تواصل جديدة، لاستعادة دور اللاعب الأساسي، ووجّه البوصلة إلى السعودية.

وتُعدّ الاتفاقيات العسكرية بين تركيا والسعودية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي، الأبرز بين الاتفاقيات التي وقعتها أنقرة مع دول الخليج العربي، إذ يعتبر التعاون المشترك في مجال التسليح، قفزة نوعية في العلاقات المتبادلة.

تركيا تتودد لدول الخليج العربي

وتحاول تركيا، التحرر من قيود القطيعة الإقليمية، التي عاشت فيها خلال الأعوام الأخيرة مع محيطها العربي، عبر تفعيل الاتفاقيات العسكرية مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي باتت ملامحها أكثر وضوحاً في الآونة الأخيرة.

وأجرى الجيش القطري، حديثاً، مناورات عسكرية مشتركة، مع الجيش التركي، في العاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "نصر 2015" في خطوة عملية لتفعيل الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين البلدَين.

وجاءت المناورات القطرية التركية، بالتزامن مع زيارة وفد عسكري رفيع من دولة الكويت إلى أنقرة، في 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، للاطلاع على تجربة قوات الدرك التركية في المهام العسكرية والأمنية، ضمن مساعي دول مجلس التعاون الخليجي في الوصول إلى صيغة توافق مع الحكومة التركية، تعزز العلاقات العسكرية، وتبادل الخبرات، لضمان الاستقرار السياسي في المنطقة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com