زنجبار اليمن.. مضخة نزوح مستمرة
زنجبار اليمن.. مضخة نزوح مستمرةزنجبار اليمن.. مضخة نزوح مستمرة

زنجبار اليمن.. مضخة نزوح مستمرة


قرر صالح مسعود، ترك مدينته زنجبار، والنزوح إلى عاصمة اليمن المؤقتة عدن، المتاخمة لمحافظته أبين، على الرغم من حالة السلم التي تشهدها مدينته، فاراً بأسرته – كغيره العشرات – من ضنك العيش الذي تفاقم مع افتقار المدينة لأبسط مقومات الحياة.

لم تندمل بعد جراح مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، جنوب اليمن، من الحرب المستعرة التي شهدتها المدينة أثناء استعادة القوات الحكومية سيطرتها على المحافظة التي أعلنها تنظيم القاعدة ولاية إسلامية في 2011م، حتى أثقل كاهل قاطنيها بحرب أخرى أشعلها المتمردون الحوثيون والموالين للرئيس المخلوع صالح، أواخر مارس/ آذار الماضي وحتى مستهل أغسطس/ آب، المنصرم.

يقول مسعود "فضّلت الصمود في زنجبار أثناء الحرب، رغم سوء الأحوال المعيشية، لأنها فترة حرب ومن الطبيعي أن تصاحبها أزمات خدماتية كالكهرباء والماء والاتصالات، لكن ما دفعني لمغادرة المدينة هو استمرار انقطاع وتذبذب هذه الخدمات حتى الآن، أي بعد انتهاء الحرب بقرابة شهرين".

وأشار في حديثه لـ"شبكة إرم" إلى أن درجة الحرارة في مدينته الساحلية "تصل خلال فترة الصيف إلى 40 درجة، والناس أحوج ما يكونون إلى الكهرباء، لكننا نراها أحيانا ساعتين في اليوم الواحد، ناهيك عن انقطاع المياه عن منطقة باجدار التي أسكنها، وارتفاع أعداد المصابين بالأوبئة كحمى الضنك المتزامن مع تهالك الوضع الصحي في المحافظة ككل وتردّي الوضع الأمني. كل هذه الأسباب دفعتني وعائلتي للمغادرة إلى عدن، التي تشهد ترديا فيما يخص الكهرباء، لكن على الأقل تجد الخدمات الأخرى متوفرة".

مثل مسعود هناك العشرات، فضّلوا مغادرة زنجبار والإقامة في عدن المجاورة، تاركين من بقي فيها في صراع مستمر مع السلطات المحلية، التي تجد نفسها غير قادرة على مواكبة متطلبات المواطنين وسط شح إمكانيات الدولة خصوصا مع استمرار الحرب في المناطق الشمالية من البلاد.

ناصر عبدالله، أحد سكان زنجبار، اضطر إلى حفر بئر ماء داخل سور منزله، ليسقي نفسه وجيرانه، بعد استمرار انقطاع المياه، وبلوغ ثمن 4 آلاف لتر من الماء إلى 6 آلاف ريال يمني (ما يقارب 28 دولار أمريكي)، لكنه يقول إن "هذه البئر تحتاج لبعض المعدات حتى تتحول إلى بئر ارتوازية تسقي كل أبناء المدينة، وظروفي الخاصة منعتني من تأدية هذا الواجب الوطني والإنساني".

يتعلل المسؤولون في أبين، بالإمكانيات الشحيحة لتوفير مولدات الكهرباء ومضخات المياه بدرجة رئيسية، ناهيك عن ارتباط تشغيل المضخات المتوفرة بالكهرباء، وصعوبة استمرار تشغيلها بشكل منعزل لعدم توفر مادة الديزل باستمرار، نظرا لأزمة المشتقات النفطية التي تشهدها البلد، أو على الأقل المناطق المحررة من الحوثيين وقوات صالح، إلى جانب عدم استلام موظفي مؤسسة المياه في أبين رواتبهم لأكثر من عشرة أشهر.

محافظ المحافظة الجديد، الخضر السعيدي، قال في أحد اجتماعاته مع مدراء فروع الكهرباء والمياه، إن قيادة المحافظة "عقدت لقاءات مع مسؤولين إماراتيين لتمويل تزويد المحافظة بـ10 ميجاوات للتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وان الجهود جارية لتوفير المزيد من مضخات المياه".

وتولد الطاقة الكهربائية المستأجرة في مدينتي خنفر وزنجبار، عشرة ميجا واط، وأربعة ميجا واط أخرى تولدها المحطة المحلية، في حين تحتاج المدينتين إلى ما يقارب 36 ميجا واط.

مصادر إعلامية قالت إن مديونية الحكومة للشركة التي تقدم الطاقة المستأجرة في أبين منذ سنوات، قد وصلت إلى ما يكفي لإنشاء ثلاث محطات توليد كهربائية لتشغيل المحافظة بقدرتها الاحتياجية بثلاثة أضعاف.

معاناة أهالي أبين، مستمرة منذ الحرب الشرسة التي شهدتها المحافظة خلال العامين 2011 – 2012م، بعد أن نزح جميع سكان عاصمة المحافظة زنجبار، حين سيطرت القاعدة على المحافظة وأعلنتها "ولاية إسلامية"، ما اضطر الجيش الحكومي بمساندة شعبية من أهالي المحافظة إلى مواجهتها وتحرير أبين بعد أن نالت زنجبار الحظّ الأوفر من الدمار في البنية التحتية ومساكن المواطنين، لا زالت شواهدها حاضرة حتى الان، بعد أكثر من ثلاث سنوات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com