أئمة الجزائر غاضبون من "علمانية" فرنسا
أئمة الجزائر غاضبون من "علمانية" فرنساأئمة الجزائر غاضبون من "علمانية" فرنسا

أئمة الجزائر غاضبون من "علمانية" فرنسا

طالبت نقابة الأئمة الجزائريين وموظفي الشؤون الدينية من الحكومة تقديم شروحات وافية حول الشروط الجديدة التي أعلن عنها وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بخصوص إجبارية حصول الأئمة المنتدبين من الجزائر على دبلوم في "علمانية الدولة".

و لم تكشف السلطات الجزائرية عن فحوى الاتفاق المبرم مع نظيرتها الفرنسية، حيث جاء إعلان وزير الداخلية الفرنسي المكلف أيضًا بشؤون الأديان، صادمًا ومفاجئًا كون الاتفاق محل الجدل تم في "سرية وكتمان" ولو لا حديث الوزير الفرنسي الذي أفاد أيضًا أن بلاده ترمي إلى إبرام اتفاق مماثل مع المغرب وتركيا، لما تسّرب شيئٌ من القضية للرأي العام الجزائري.

و أفاد الشيخ جلول حجيمي نقيب أئمة الجزائر أن هيئته سارعت إلى طلب توضيحات بشأن القضية من وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، لأن "مفهوم علمانية الدولة واسع وغير واضح".

وتابع حجيمي لـ"إرم" أنه من غير المنطقي أن يتحلى الإمام بالعلمانية وينسلخ عن ملته. وأن تصريح وزير الداخلية الفرنسي مبهم ويحتمل عدة قراءات، لأن مصطلح العلمانية يحتاج إلى تدقيق وتوضيح لمعناه، خاصة أن المعنيين هم أئمة وليسوا موظفين أوومواطنين عاديين. ويحملون على عاتقهم تنوير الناس خاصة بالمهجر، حيث تكمن صعوبة مهمة الإمام، خاصة أنه يواجه صعوبة التعامل مع مختلف الأطياف من المشارب العربية، باختلافها".

وأشار المتحدث أن الموقف النهائي من المسألة سيتحدد بعد الاطلاع على وثيقة الاتفاق، مشددًا أن "النقابة مع احترام الأئمة الجزائريين لقوانين فرنسا وتعايش الأديان والاعتدال وهذا أمر قائم منذ سنوات ولكننا نخشى أن يكون الأمر متعلق بالانسلاخ من تعاليم الإسلام والانقلاب على مبادئ الشريعة والرسالة المحمدية".

وألحّ ممثل أئمة الجزائر على "وجوب احترام مبادئ الدولة الفرنسية والقوانين الأوربية بعيدًا عن التطرف و الغلو ودون الانسلاخ من قيم الإسلام وثوابت الهوية"، مبرزًا أن عدد المنتدبين للعمل في المساجد الفرنسية يتزايد بشكل واضح لحاجة باريس إلى ضبط الخطاب المسجدي ومحاربة التطرف وسط الجالية المسلمة على أراضيها.

وفي سياق متصل، قال وزير الداخلية وشؤون الديان الفرنسي برنار كازنوف إنه يأمل "أن يجبر الأئمة أنفسهم على الحصول على دبلوم جامعي خلال السنة الأولى من إقامتهم في فرنسالأن هذا سيوفر الضمان لاندماج جيد".

وأضاف كازنوف "عندما يعرفون المبادئ التي ترعى ممارسة الشعائر الدينية في فرنسا سيصبح بإمكانهم الرد بما يتفق والمجتمع الفرنسي عندما يجيبون على مخاوف المؤمنين".

وتوجد في فرنسا 13 جامعة خصوصًا في باريس وليون وستراسبورغ (شرق) تمنح جميعها "شهادات جامعية في العلمانية" مخصصة لرجال الدين من كل الأديان بهدف تعريفهم على مكانة الدين في الدولة العلمانية.، وتعد فرنسا الدولة الأوربية الأولى في عدد المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين مسلم.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com