روسيا تنتهج خطة إعلامية لتبرير تدخلها في سوريا
روسيا تنتهج خطة إعلامية لتبرير تدخلها في سورياروسيا تنتهج خطة إعلامية لتبرير تدخلها في سوريا

روسيا تنتهج خطة إعلامية لتبرير تدخلها في سوريا

أفادت دراسة صادرة عن "وحدة دراسات الرأي العام والإعلام"، التابعة لـ"المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية"، ومقره القاهرة، أن روسيا نجحت في توظيف وسائل الإعلام في عملياتها العسكرية في سوريا، بصورة ملفتة، مستغلة في ذلك وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، التي روجت للعمليات حتى قبل أن تبدأ، مشيرة إلى أنها "عرفت كيف تمهد الطريق إعلاميا للتدخل العسكري في سوريا".

وطبقا للدراسة، فقد جاءت العمليات العسكرية الروسية في سوريا "مصحوبة بخطوات إعلامية استباقية، ركزت على خطر الإرھاب وتوسع تنظیم داعش، على الرغم من الجدال الدولي حول حقیقة أھداف ھذا التدخل، ومدى جدواه في وقف تمدد نشاط داعش في سوریا والإقلیم".

وتشير الدراسة إلى أن روسيا واجهت الانتقادات بشأن طبيعة أهدافها في سوريا، ودعمها لنظام بشار الأسد كأولوية قصوى، بظهور مكثف لمسؤولیھا، وأجھزة إعلامھا الداخلیة والخارجیة، لا سیما الموجھة منھا لمنطقة الشرق الأوسط والناطقة باللغة العربیة، حیث "تشن وسائل الإعلام الروسیة حملة مكثفة للترویج بشكل منظم، قبل وبعد تنفیذ العملیات العسكریة على الأراضي السوریة، للتأكيد على أن الهدف هو "توجيه ضربة استباقیة لدرء خطر الإرھاب، وبالتالي حققت تأیید شعبي في الشارع الروسي، مدعومة بموافقة الكریملین والكنيسة".

وذهب معدو الدراسة إلى كون الاستراتیجیة الإعلامیة الروسية "تعتمد على توظیف وسائل الإعلام الناطقة بالعربية لخدمة أھدافھا والترویج لخطوتھا العسكریة، التي لا تحظى بتأیید دولي بشكل عام، معتمدة على استراتيجية إعلامیة بدأت قبل العملیات العسكریة، للتمهيد لتلك العمليات".

وتضيف الدراسة أن الخطة الإعلامية الروسية ركزت على "التأكيد على مدى اھتمام روسیا بالشأن السوري، وكيف أن خطر الإرھاب لیس بعیدا عنھا، وإن كان لا یزال داخل الأراضي السوریة، وأن توسع داعش وشیك، ثم استمرت بعد تنفیذ العملیات وأثنائھا من خلال تغطیة مباشرة لھذه العملیات على الأرض، عن طریق مراسلین صحفیین في مناطق النزاع، وبث فیدیوھات عالیة الجودة لعملیات القصف الجوي"، طبقا للدراسة.

وحددت الدراسة التي أعدتها وحدة دراسات الرأي العام والإعلام، بالمركز الإقليمي أنه خلال مرحلة الإعداد للعملیات العسكریة الروسیة، تصدرت سوریا ومجریات الوضع فیھا المشھد الإعلامي الروسي، بالتركیز على ممارسات "داعش" ھناك، ومدى الحاجة إلى وجود مواجھة حقیقیة وناجحة لھذا التنظیم، في ظل فشل قوات التحالف الدولي.

واستمر التركیز على الأوضاع في سوریا حتى تنفیذ العملیات وتواصلھا، حیث اھتم الإعلام الروسي بالبیانات العسكریة الصادرة بانتظام عن قیادات العملیات في سوریا، والتي تؤكد جمیعھا نجاح الضربات الموجھة لتنظیم "داعش" على الأراضي السوریة.

وتقول الدراسة إن الإعلام الروسي ركز على عدم وجود نوايا لدى موسكو للتوسع في دول الشرق الأوسط، وأن العمليات جاءت بناء على طلب رسمي من النظام السوري، واستنادا للقانون الدولي، لا سيما في ظل فشل التحالف في عملياته ضد "داعش".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com