مراقبون: نتنياهو يستغل "فزع الإسرائيليين" لضمان بقاء ائتلافه
مراقبون: نتنياهو يستغل "فزع الإسرائيليين" لضمان بقاء ائتلافهمراقبون: نتنياهو يستغل "فزع الإسرائيليين" لضمان بقاء ائتلافه

مراقبون: نتنياهو يستغل "فزع الإسرائيليين" لضمان بقاء ائتلافه

نجحت سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زرع حالة من الهلع بين المواطنين الإسرائيليين، ليضمن بذلك بقاء حزب "الليكود" على رأس السلطة، حتى عقد الانتخابات العامة في موعدها بعد أربع سنوات.

وضمن نتنياهو عدم تفكك الائتلاف اليميني أمام المعارضة التي كانت بالأمس القريب تطالبه باستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين وتتهمه اليوم بالتراخي في مواجهة "الإرهاب" كما تقول.

وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر مخطط إشعال الأوضاع بالأراضي المحتلة الطريق أمام من يطالبونه بالحل السياسي، وظهر أمام الإسرائيليين كمن يقود حربا ضد الإرهاب الفلسطيني المزعوم مستغلا بذلك دعاية مُحكمة نجحت ليس فقط في زرع حالة الخوف لدى الإسرائيليين ولكنها على ما يبدو أبقتهم في منازلهم وأخلت الأسواق والشوارع من المارة، متسببا بذلك في خسائر إقتصادية ومحققا في الوقت نفسه الكثير من المكاسب السياسية.

وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن حالة الهلع التي تنتاب الإسرائيليين تلازمهم حتى بداخل غرف نومهم، مؤكدة أن الآلاف منهم يخشون التعرض لاعتداءات فلسطينية وأن بقائهم في منازلهم أصبح خيارهم المفضل منذ التطورات الأخيرة بمدينة القدس.

وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الأسواق بدت، الجمعة، خالية تماما من المواطنين متسائلة: "كيف يمكن أن تترك غالبية المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة من الحراسة أو التواجد الأمني في الوقت الذي تتحدث فيه التقارير عن مخاطر أمنية تطال الجميع؟".

وأضاف الموقع: "فقد الإسرائيليون الشعور بالأمان وخلت الحدائق العامة والشوارع والأسواق من المواطنين الذين يستشعرون أن نزولهم الشارع محفوف بالمخاطر ومغامرة غير محسوبة".

وأجرت المواقع الإعلامية الإسرائيلية حوارات مع بعض الإسرائيليين الذين أكدوا لها أنهم لا يعلمون إذا ما كان عليهم تصديق جميع ما يقال في وسائل الإعلام.

ونقل الموقع عن ليا ناحوم (50 عاما) من مدينة القدس المحتلة قولها، أنها تعيش في حالة فزع طوال الوقت وتخشى على مصير أبنائها، مؤكدة أنها لا تبرح منزلها سوى للضرورة القصوى وأنها حتى بداخل منزلها تخشى التعرض لاعتداء، ولكنها لم تحدد في النهاية من يمكنه أن يعتدي عليها ولم تعرف أسباب عدم وجود قوات الأمن الإسرائيلية في المناطق التي يفترض أنها تواجه مخاطر.

وقالت كانيرت أفراهام (33 عاما) من مستوطنة "جيلو" جنوب غرب القدس الشرقية، إنها قررت عدم إرسال أبنائها إلى المدراس في ظل الوضع الأمني المتدهور.

فيما عبرت ميطال من مدينة "حولون" عن دهشتها من غياب أي حراسة على المواقع الحيوية، مضيفة أنها لاحظت أن رياض الأطفال لا تخضع لأي حراسة.

واستغربت الحديث عن مخاطر محدقة بالإسرائيليين في وسائل الإعلام، في ظل عدم الحرص على تأمين مواقع من هذا النوع مشككة في المخاطر التي يجري الحديث عنها.

وقال مراقبون أن نتنياهو يمتلك سياسة خاصة يلجأ إليها كلما انهار وضعه السياسي، وهي "سياسات زرع الخوف بين الإسرائيليين" التي تعتمد على رسم سيناريوهات الفزع اليهودي تجاه أي عدو، وأنه في هذه المرحلة فقد "الكارت الإيراني" ولم يعد بمقدوره اللعب به وبالتالي لجأ إلى الكارت الفلسطيني الذي يعتبره الرابح دائما.

وقدروا أن الملف الإيراني والمخاوف التي زرعها نتنياهو بين الإسرائيليين إبان حملته الإنتخابية الأخيرة في مارس الماضي مكنته من تشكيل حكومته الرابعة.

وأعرب المراقبون عن اعتقادهم بأن زرع المخاوف بين الإسرائيليين مما يوصف بالإرهاب الفلسطيني، هي الطريقة الوحيدة لإبعاد خطر تفكك إئتلافه وإيقاع المعارضة التي تتحدث عن سقوطه الوشيك في شرك الدعوات التي تطالبه بالضرب بيد من حديد ضد الفلسطينيين، وترسخ بقاءه بشكل غير مباشر عبر تشديد الإجراءات القمعية ضد الفلسطينيين ليظهر بعد ذلك على أنه نجح في مهمته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com