الجزائر.. جدل و مخاوف في ذكرى انتفاضة أكتوبر 1988
الجزائر.. جدل و مخاوف في ذكرى انتفاضة أكتوبر 1988الجزائر.. جدل و مخاوف في ذكرى انتفاضة أكتوبر 1988

الجزائر.. جدل و مخاوف في ذكرى انتفاضة أكتوبر 1988

اتهم وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار، قائد أركان الجيش عبد الله بلهوشات بالتخطيط لقتل المتظاهرين في أحداث 5 أكتوبر 1988، في رسالة نشرها بمناسبة مرور 27 عامًا على المظاهرات التي عجّلت بالتعددية السياسية و الإعلامية في البلاد.

جنرال واستفهام

وتحمل اتهامات الجنرال خالد نزار ، درءًا للتهم التي وجهها إليه ضابط شرطة سابق يدعى خالد زياري حيث طالب بمحاكمة الرجل القوي سابقًا في منظومة الحكم عن "تورطه في جرائم بشعة في حق المتظاهرين الذين انتفضوا لأجل الكرامة".

ويظل الجيل الجديد من الجزائريين يجهل كثيرًا من الحقائق حول أحداث 1988 بسبب طمس بعض الجوانب الخفية في دواعي انتفاضة الشعب الجزائري قبل نحو ثلاثة عقود.

و ينقسم الرأي العام المحلي حول ما حدث بالضبط؟ بين من يقول إن الأحداث كانت عفوية للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي المتردي جرّاء انهيار أزمة البترول سنة 1986  وآخرون يقولون إن الغلق السياسي زمن الحزب الواحد كان سببًا في انتفاضة أكتوبر وبين من يدافع عن نظرية المؤامرة التي خيطت لتفجير البلاد.

مخاوف

إلى ذلك،حذرت حركة مجتمع السلم المعارضة من تكرار سيناريو الأحداث الماضية، بمبرر أن "تلك الظروف هي التي تتجمع اليوم لكي تعيد الجزائر الكرة ضمن ظروف دولية وأوضاع داخلية أخطر بكثير".

وأعادت حمس في بيان تحصلت "إرم" على نسخة منه، استحضار الأسباب التي فجرت أحداث أكتوبر وهي – حسبها - عبارة عن تراكمات كبيرة من الفشل والإخفاق على الصعيد الاقتصادي، و خيبات الأمل والاحتقان على الصعيد الاجتماعي، والانتشار المريع للفساد بسبب البحبوحة المالية في بداية الثمانينيات وانعدام الرقابة على المال العام وسيطرة الحزب الواحد وغياب الديمقراطية، ومواجهة الآراء المخالفة بالقمع والملاحقة البوليسية والأمنية، وصراعات الأجنحة داخل النظام السياسي.

ويعتقد الحزب الإسلامي الذي يقود قطب المعارضة (مجموعة من الأحزاب والشخصيات السياسية) أن  "الانتقال الديمقراطي تعثر بسبب الأنانيات والاستعجال وقلة التجربة وضعف الفهم والإدراك على مستوى المعارضة، وبسبب سيطرة الفكر الأحادي ومقاومة الديمقراطية وحب الهيمنة والأيديولوجيات المخالفة لثوابت الوطن على مستوى السلطة".

النفق

وتصرّ المعارضة أن السلطة ترفض القبول بمطالب التغيير و الانتقال السلمي رغم المخاطر التي تواجهها البلاد بسبب المشاكل الداخلية والاضطرابات الخارجية في دول الجوار .

و تتهم الموالاة بدورها خصومها في الساحة السياسية بالغلو في المطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ولأجل ذلك أطلق عمار سعداني زعيم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم ائتلافًا جديدا حول برنامج الرئيس المتربع على العرش منذ أبريل/نيسان 1999.

ولا يبدو أن الطبقة السياسية في الجزائر، واعية بالتحديات الجيوسياسية ولا أبعاد الأزمة متعددة الجوانب ، إذ يستمر الجدل و الانقسام منذ 5 أكتوبر 1988 دون أن يستفيد الجزائريون من دروس الماضي بما يحمي مستقبل الأجيال المتعاقبة بعدما فشل جيل الشباب من بلوغ أهدافه و العيش في رفاه وديمقراطية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com