الدب الروسي والسيجار الكوبي والكوفية الفلسطينية.. نجوم في الأمم المتحدة
الدب الروسي والسيجار الكوبي والكوفية الفلسطينية.. نجوم في الأمم المتحدةالدب الروسي والسيجار الكوبي والكوفية الفلسطينية.. نجوم في الأمم المتحدة

الدب الروسي والسيجار الكوبي والكوفية الفلسطينية.. نجوم في الأمم المتحدة

يقتحم الدب الروسي العنيد قاعات الأمم المتحدة متباهيا بالانتصار، بينما يتصاعد دخان السيجار الكوبي ليبدد عزلة نصف قرن عاشتها الجزيرة الشيوعية، في حين تحضر الكوفية الفلسطينية برمزيتها لتكون شاهدة على آلام شعب ناضل عقودا ليجد علمه عاليا، للمرة الأولى، بين أعلام الدول، في أضخم تجمع لزعماء العالم.

ويكتمل هذا السيناريو الأممي بالجرح السوري النازف وبصيحات اللاجئين التي أغرقت القارة العجوز بطوفان بشري لم يعهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن هموم "اليمن السعيد"؛ المستسلم لكآبة الحروب والنزاعات.

ويستأثر عدد قليل من القادة والزعماء بالنجومية والاهتمام، رغم حرص معظم زعماء العالم على حضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعد فرصة لعقد صفقات سرية ومعلنة.

ولا تنبع النجومية، هنا، كما هي الحال بالنسبة للسينمائيين، من مهارات التمثيل والوسامة والخبرات الفنية المتراكمة، وإنما تأتي من ثقل الملفات التي يحملها هؤلاء الزعماء القادمون من أتون الصراعات والحروب.

ويبرز، في هذا السياق، اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يكتف بمعارضة الغرب في حشد قواته في سوريا، وإنما اقنع خصوم الأسد، في خطوة دبلوماسية لافتة، على الجلوس معه على طاولة المفاوضات.

وبعدما مهد بوتين هذه الأرضية من المنتظر أن يطرح مبادرة حول سوريا تضع محاربة داعش كأولوية، وهو ما ينسجم مع الرؤية السورية، ويضيف إلى سجل الدب الروسي العنيد نقاطا جديدة كان قد كسبها في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

وفي استعادة لأجواء الحقبة الشيوعية يرن اسم راؤول كاسترو غريبا في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

راؤول (شقيق قائد الثورة الكوبية فيديل كاسترو) استطاع أخيرا أن يقطع الكيلومترات القليلة التي تبعد كوبا عن أمريكا، بعد قطيعة دامت نصف قرن توجت بعودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا، في خطوة اعتبرها الخبراء بـ"التاريخية".

واكتملت العناصر الفلسطينية لمنح محمود عباس نجومية خاصة، ففضلا عن قنبلته المنتظرة، سبقته إلى نيويورك أخبار العلم الفلسطيني، الذي سيرفع للمرة الأولى في المبنى الأممي، وكذلك التصعيد الإسرائيلي المتواصل في المسجد الأقصى.

ويحظى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بدوره، بنصيب وافر من النجومية على ضوء الاتفاق النووي الذي أنجز عقب سنوات من المفاوضات الشاقة.

وتسطع نجومية روحاني، كذلك، من بوابة الأزمة السورية، التي من المنتظر أن تلعب بلاده دورا مؤثرا فيها بعدما استبعدت من هذا الملف منذ بدء الأزمة قبل نحو 5 سنوات.

وانتهز روحاني فرصة انفتاح الغرب على طهران، ليطالب من منبر الأمم المتحدة بتحقيق أممي بشأن حادثة التدافع في منى، والتي قضى فيها نحو 163 حاجا إيرانيا، الأمر الذي زاد التوتر بين السعودية وإيران.

ورغم التمثيل المنخفض للوفد السوري، لكن أية شخصية تمثل سوريا، ستكون محط أنظار الإعلام والمراقبين والخبراء، لا سيما وأن الأزمة السورية المستعصية على الحل، ستأخذ حيزا واسعا من النقاشات.

ويرى خبراء أن الرئيس السوري هو النجم الغائب في هذه الدورة التي ستعيد الشرعية للأسد بعد إجماع دولي على ضرورة وجوده ضمن مرحلة انتقالية عنوانها مكافحة الإرهاب.

وغير بعيد عن الملف السوري، سيناقش المجتعمون قضية اللاجئين والطوفان البشري الذي أغرق القارة العجوز، وهنا ستظهر نجومية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي استقبلت بلادها أكبر عدد من اللاجئين، واتبعت سياسة الأبواب المفتوحة، على خلاف أوروبا الشرقية التي أوصدت الأبواب أمام موجات الفارين.

ويحظى الرئيس الصيني شي جين بينغ بنجومية يوفرها العملاق الصيني الذي يصعد كقوة اقتصادية، وينتهج سياسة حذرة ومدروسة في التعاطي مع الملفات الساخنة.

وتأتي هذه المشاركة الصينية بعد غياب طويل، وهي تعيد إلى الأذهان سنوات الحرب البادرة والخصومات التي قسمت العالم إلى شرق اشتراكي، وغرب رأسمالي.

وسيحظى الوفدان اليمني والليبي بنجومية نابعة من التعقيدات السياسية والميدانية في هذين البلدين، وسط سعي الأمم المتحدة إلى إحداث اختراق في المسار السياسي المتعثر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com