إيران تلعب بورقة "تدافع منى" لابتزاز السعودية
إيران تلعب بورقة "تدافع منى" لابتزاز السعوديةإيران تلعب بورقة "تدافع منى" لابتزاز السعودية

إيران تلعب بورقة "تدافع منى" لابتزاز السعودية

فتح حادث التدافع الأخير في منى، شهية إيران لتصفية حسابات إقليمية وسياسية مع حكومة الرياض.

فإيران الباحثة أصلا عن أوراق ضغط على السعودية، وجدت في حادث التدافع فرصة للنيل من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في مواجهة الانقلاب الحوثي في اليمن المدعوم من إيران.

وبادرت طهران للعب على أوتار حادث "التدافع"، في مسعى ظاهره تنديد وتضخيم لما حدث، وباطنه محاولات لابتزاز الحكومة السعودية، وربما الحصول على تنازلات منها في ميدان الصراع الساخن.

الإيرانيون، لا يريدون لحادث منى، أن يمر دون استغلاله ما أمكن لأغراض شتى يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي فالإقليمي، لذلك بادر المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، إلى تحميل السلطات السعودية وما وصفه بـ"سوء الإدارة"، مسؤولية حادث تدافع الحجاج في منى، معلناً الحداد في إيران لمدة 3 أيام.

مسؤولون وبرلمانيون إيرانيون، طالبوا الرياض بالتحقيق حول وقوع المأساة، أو التخلي عن حقها في تنظيم الحج، وذلك بعد مقتل أكثر من 700 شخص، بينهم 131 إيرانياً علي الأقل.

وقال علاء الدين بروجردي، عضو اللجنة البرلمانية الإيرانية معلقاً على حادث التدافع، "إنها ليست المرة الأولي، التي تظهر الحكومة السعودية عدم كفاءتها أثناء موسم الحج، وهذا العام وقعت حادثتان مفجعتان في وقت قصير".

إدارة بديلة

ورغم أن إيران ليست المتضرر الوحيد من حادث "التدافع"، إلا أنها بالغت في استغلاله لدرجة دفعت برجل دين إيراني بارز، إلى دعوة السعودية بتسليم مسؤولية تنظيم الحج لمنظمة التعاون الإسلامي، باعتبارها هيئة دولية، ترى إيران أنها ستكون الأفضل لتوضيح أسباب الكوارث القاتلة في السنوات الأخيرة.

مراقبون، اعتبروا أن المطلب الإيراني، بعيد عن الواقعية، فبالرغم من أنه من حق الحكومة الإيرانية الغضب من الوفيات، إلا أنها أرادت أن تستغل الفرصة السانحة لتوجيه ضربة قوية لمنافسها الإقليمي، ولأهل السنة السعوديين.

وذهب محللون سياسيون، إلى القول إن "الإيرانيين يدركون تمامًا أن موسم الحج تتحكم فيه السعودية بالكامل في نهاية المطاف، وأن التصعيد في هذا الوقت قد لا يكون مفيدًا إلا في تفاقم التوتر بين البلدين، وهما على طرفي نقيض من الحرب الأهلية في اليمن".

آخرون، يرون أن طهران بالغت في تضخيم مطالبها، مؤكدين أن تنظيم الحج مهمة سعودية، تشرف عليها حكومة ذات طبيعة دينية تسيطر علي الأراضي المقدسة، وبالتالي فمن المستحيل تصور إدارة بديلة للحج كل عام.

أردوغان ينتصر للسعودية

وفي تطور لافت، ومخالف للتصعيد الإيراني، المتمثل في المطالبة بتغيير طريقة تنظيم الحج، اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، أن "التفكير بشكل عاطفي أمر خاطئ.. فالسلطات السعودية تعمل بشكل دائم على تطوير البنية التحتية وجميع الاستعدادات المتعلقة بالحج."

ونفى أردوغان، الأنباء التي تم تداولها بأن تركيا تدين السعودية حول حادثة منى خلال مناسك الحج، لافتا إلى أنه من "غير الصواب إظهار المملكة بمظهر المذنب".

وأشار الرئيس التركي، أنه لاحظ عن كثب، خلال أدائه مناسك الحج والعمرة، التنظيم والاهتمام الذي تبديه السلطات السعودية في تنظيم موسم الحج. مؤكدا أنه يثق باتخاذ السلطات السعودية لقرارات صارمة بعد حادث تدافع منى، مشابهة للقرارات التي   اتخذتها بعد حادث سقوط الرافعة في الحرم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com