تغير الموقف الغربي حيال الأسد يثير جدلاً واسعاً
تغير الموقف الغربي حيال الأسد يثير جدلاً واسعاًتغير الموقف الغربي حيال الأسد يثير جدلاً واسعاً

تغير الموقف الغربي حيال الأسد يثير جدلاً واسعاً

عرفت المواقف الأوروبية حيال بشار الأسد تغيرات في الآونة الأخيرة، آخرها جاء على لسان، وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الذي قال في مقابلة نشرتها صحيفة "لو موند"، الفرنسية أمس الجمعة، إن "بشار الأسد يجب أن يرحل، لكن قد يكون من الضروري التحدث معه في إطار اتفاق بشأن انتقال السلطة".

ويأتي كلام هاموند في نفس الإطار الذي تحدثت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأول، في قمة الاتحاد الأوروبي، وهو وجوب التحدث "مع كثير من اللاعبين، ومن بينهم الأسد". 

ويلاحظ مراقبون أن التغيرات في المواقف الغربية حيال الأزمة السورية، بدأت منذ أكثر من عام، حيث أن الإدارة الأميركية، بالرغم من تصريحات بعض أركانها العلنية عن رحيل الأسد، إلا أنها بدأت تتقبّل تتدريجياً فكرة بقاء مشروط له لفترة انتقالية، يتم خلالها إحداث بعض التغييرات الجوهرية في تركيبة نظامه، وإشراك معارضين له في حكومة وحدة وطنية.

ويجمع معارضون سوريون على استحالة إدخال تغييرات جذرية في تركيبة النظام السوري مع الإبقاء على رأسه. 

وفي هذا السياق قال الباحث والأكاديمي، خطار أبو دياب، إن "مراقبة تسلسل الأحداث، تشير أن الأزمة السورية كانت رهينة الحسابات الأميركية وأولويات إدارة أوباما، لذا فإن تسامح أوباما مع النظام السوري والفظائع الجماعية المرتكبة، لا تنفصل عن كون النظام السوري ذراعا لإيران في المنطقة، ولم يكن أضمن الأثمان التي دفعها بشكل غير مباشر للحصول على الاتفاق النووي مع إيران".

وأضاف أنه "بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، دخل العامل الروسي بقوة، وبصورة تدخل عسكري مباشر، فازدادت في الأسابيع الأخيرة الإشارات المتضاربة حول بقاء الأسد، مما زاد من التخبط ومن الضباب الدبلوماسي".

وتابع القول إن "إرسال روسيا قوات عسكرية إلى سوريا زاد من حرج إدارة أوباما، وبرزت قدرة سيد الكرملين على “استغلال حالة الشلل في السياسة الخارجية الأميركية”، حسب قول الجنرال جون ماكين. ومع تعزيز روسيا لوجودها وفرض ذلك كأمر واقع، وجد البيت الأبيض نفسه في موقع دفاعي، معرباً عن الاستعداد للتعاون مع الروس في عمل بناء ضد "داعش"، مع التحذير، بخجل، من دعم الأسد".

وتأتي تصريحات المسؤولين الغربين، مع تزايد الحديث عن أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن انتقال سلمي للسلطة في سورية، من دون الإشارة إلى مصير الأسد في الاتفاق المأمول، أو اشتراط رحيله قبل تطبيق الاتفاق. وهناك أحاديث عن مبادرة أمريكية في هذا الخصوص، في طريقها للتبلور. 

وتلتقي تصريحات بعض الساسة الأوروبيين مع تصريحات المسؤولين في الإدارة الأميركية، في تغير الموقف حيال رحيل الأسد، ليبدأ جدل إزاء دور الأسد في المرحلة الانتقالية في أي حلّ سياسي مقبل في سوريا، أظهر إختلاف المواقف الغربية حوله، خاصة بعد فشل الاجتماع الذي عقد في باريس، أمس، بين وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، ونظيريه البريطاني، فيليب هاموند، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، بحضور ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغريني.

ويتميز الموقف الفرنسي بالتشديد على أن الانتقال السياسي يضع حداً للفوضى، وأنه لو كان الأسد عنصراً من عناصر الحل لما آلت الأوضاع في سوريا إلى الكارثة، لذلك تعتبر باريس أن وجود الأسد يفاقم الأزمة ورحيله جزء من الحل المنشود. 

وقد أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسي، بعد انتهاء الاجتماع الثلاثي، أن بقاء الأسد في السلطة "لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة، لتصبح البلاد مقبرة هائلة مفتوحة. 

وموقف فرنسا يتلخص في أن الانتقال السياسي فقط، هو الذي يمكن أن يحل هذه الأزمة وأن رحيل الأسد جزء من ذلك الحل".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com