أهداف وحيثيات التدخل الروسي في سوريا
أهداف وحيثيات التدخل الروسي في سورياأهداف وحيثيات التدخل الروسي في سوريا

أهداف وحيثيات التدخل الروسي في سوريا

كثرت التحليلات والآراء حول أهداف وحيثيات التدخل العسكري الروسي في سوريا، وذهب بعضهم إلى اعتباره بداية لغزو سوريا، خاصة وأن الروس قدموا سوابق في هذا المجال، بدءاً من أفغانستان عام 1979، مروراً بالشيشان خلال عقم التسعينيات من القرن العشرين المنصرم، ثم أبخازيا وأسيتا الجنوبية عام 2008، وصولاً إلى شبه جزيرة القرم وأوكرانيا عام 2014.

غير أن العديد من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين، يستبعدون انخراطاً عسكرياً واسعاً على الأرض السورية، يصل إلى درجة التضحية بأرواح الجنود الروس، بل وحتى العتاد العسكري الحديث، من طائرات ودبابات وصواريخ وسواها، مازال بيد الطيارين والخبراء الروس، ولم تسلمه موسكو إلى حاكم دمشق.

ولتملس غايات الساسة الروس، عسكريا وسياسياً، قال العميد السوري المنشق، أحمد رحال، لشبكة إرم اليوم، إن "التدخل الروسي عسكرياً في سوريا، مايزال محدوداً، ويقتصر على إدارة وإعادة تأهيل مطار حميميم، القريب من مدينة اللاذقية، وهناك تفكير في توسيع التواجد الروسي في طرطوس، بما يرقى إلى إقامة قاعدة عسكرية، وليس نقطة لوجستية، كما في السابق".

وأضاف رحال أن التواجد العسكري الروسي، الذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة، يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية المصالح الروسية، وروسيا لم تعد دولة إيديولوجيا، بل دولة تبحث عن إيجاد مناطق نفوذ في محيطها الحيوي، وفي منطقة الشرق الأوسط".

وتابع القول، "لقد أغلقت أمام الروس أبواب العراق، وليس لهم تواجد في الخليج ولا في شمال أفريقيا، وسوريا هي الموقع الأخير، عسكريا وجيوسياسياً، المتبقي لهم في المنطقة، لذلك لم يأت الروس إلا لتأكيد تواجدهم في هذا الموقع الهام بالنسبة إليهم".

واستبعد رحال أن ينخرط الجنود الروس في معارك ضد تنظيم داعش، أو ضد فصائل المعارضة السورية، معتبراً أن ذلك سيكلف الروس كثيراً، ويلزمه ألاف الجنود، وربما عشرات آلاف الجنود، ومراكز قيادة وتحكم عسكرية، وتكلفته كبيرة جداً، وليس من مصلحة الساسة الروس الإنخراط إلى هذه الدرجة في الأزمة السورية، على الأقل وفق المعطيات الراهنة على الأرض.

وأضاف رحال أن التواجد العسكري الروسي، جاء كي يقول للجميع، للولايات المتحدة ولإيران وغيرهما، أن "مصالح روسيا يجب أن يحسب لها حساب في أي سيناريو تسوية قادم، وفي حال سقوط مفاجئ للنظام، والأهم أن ثقل التواجد هو في المنطقة التي يعتبرها النظام "الخطة باء"، أي ما قيل عن "سوريا المفيدة"، ومعروف أن منطقة القلمون يتواجد فيها حزب الله اللبناني، وإيران تريد أن تقسم سوريا، وتتواجد في دمشق، وتشتري العقارات، وتريد تغيير ديموغرافية سوريا، كما تتواجد قوات من الحرس الثوري الإيراني وميلشيات طائفية تابعة لها في مناطق درعا والفوعة وكفريا وغيرها. وبالتالي تريد روسيا أن تضمن حصتها، حتى في حال تقسيم سوريا، ولن تترك سوريا لنظام الملالي في إيران".

ويعتقد مراقبوان أن أهداف التواجد العسكري الروسي في سوريا متعدد الأهداف، كونها تطمح إلى لعب دور الدولة العظمى، التدخلية، ذات الأذرع الطويلة، والنفوذ الواسع، كما تطمح لأن تمسك بخيوط جميع الملفات الساخنة، لكن اعتبارات المصالح فوق كل اعتبار، وهو أمر تتفهمه الولايات المتحدة الأميركية، لذلك تحاول الإدارة الأميركية محاورة الروس، عسكريا وسياسياً لمعرفة حدود وأهداف التدخل الروسي، ولا تمانع أن تكون روسيا منخرطة في الحرب ضد تنظيم داعش، وربما يهمها أن تقف روسيا في وجه مطامح إيران التوسعية في سوريا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com