مصر.. حكومة اسماعيل ما بين التعتيم والمجاملات
مصر.. حكومة اسماعيل ما بين التعتيم والمجاملاتمصر.. حكومة اسماعيل ما بين التعتيم والمجاملات

مصر.. حكومة اسماعيل ما بين التعتيم والمجاملات

فجر إعلان التشكيل الوزاري الجديد في مصر، موجة انتقادات حادة وصلت إلى حد السخرية من اختيار بعض الشخصيات في مواقع وزارية بعيدة تماما عن مجال تخصصهم، خاصة وأن ذلك يشير إلى أن الاختيارات غلب عليها طابع المجاملات أو الاستعجال، بحسب الناشط السياسي حسام أبو العلا.

أبو العلا، ضرب نموذجا للتخبط السياسي الذي تشهده مصر حاليا، بتعيين وزير التربية والتعليم الأسبق أحمد زكي بدر، نجل وزير الداخلية الأشهر والأشرس زكي بدر، في موقع وزير التنمية المحلية في حكومة المهندس شريف إسماعيل، خلفا للواء عادل لبيب، حيث تشير سيرة بدر إلى أنه بعيد كل البعد عن مهام وزارة التنمية المحلية، فهو رجل أكاديمي تخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وتدرج فى المناصب حتى وصل إلى رئاسة الجامعة، وعين إبان عهد حسني مبارك وزيرا للتربية والتعليم، ليخرج من المنصب في 29 يناير 2011 أي بعد ثورة 25 يناير بأيام.

الناشط السياسي، أكد أن تجربة زكي بدر في التربية والتعليم كانت مريرة، ومن قبلها تجربته في جامعة عين شمس، والتي شكلت رأياً عاماً معارضًا له داخل الجامعة، فضلا عن كونه منع من السفر بأوامر من النائب العام خلال عام 2013 لاتهامه في عدة قضايا.

ويؤكد أبو العلا، أن الاختيارات فى الأغلب جاءت بطريق أهل الثقة وليس الكفاءة، فزكي بدر رجل كل العصور وفي خدمة كل الأنظمة، وسيقبل أي منصب حتى لو لم يكن لديه الخبرة الكافية لشغله.

الأمر ذاته، تكرر مع حقيبة وزارة النقل، فقد أدى اللواء سعد الجيوشي، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيرا للنقل، وهو صاحب الخلافات الأشهر داخل ديوان الوزارة، الوزير السابق المهندس هانى ضاحي، والتي انتهت بإقالته من رئاسة الطرق والكباري.

وجاء الاختيار بحسب مصادر داخل الوزارة، مجاملة للجيوشي المنتدب من وزارة الدفاع، بعد أن تم إلغاء انتدابه في السابق بسبب الانتقاد الإعلامي لأدائه، وتعليقاته التي لم تكن تخلو من السخرية.

"فساد الزراعة" فجّر الأزمة

يأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه كثيرون، أن استقالة حكومة محلب ثم تكليف شريف إسماعيل بتشكيل مجلس الوزراء، ليخرج بهذا النحو، ما هو إلا تعتيم على القضية الأساسية، وهي قضية الرشوة التي هزت أرجاء وزارة الزراعة مؤخرا.

طرف القضية الأول "الراشي" رجل الأعمال أيمن رفعت الجميل والملقب بـ"حوت دمياط"، أحد رموز الحزب الوطني المنحل بالمحافظة، والذي استولى على 2500 فدان ملاصقة للريف الأوروبي بطريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي تصل قيمتها إلى حوالي 3 مليارات جنيه، عن طريق الرشوة لصلاح هلال وزير الزراعة الحالي.

ورأى جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن توقيت التغيير الوزاري يثير الكثير من التساؤلات، خاصة أنها حكومة مؤقتة أو تسيير أعمال ولن تكون قادرة علي رسم سياسة محددة لمدة 3 أشهر، لافتا إلى أنه وفقا للدستور لابد أن تقدم هذه الحكومة استقالتها عقب انتخاب مجلس النواب.

ولفت إسحاق، إلى أن فساد وزارة الزراعة وما أثير خلال الفترة الماضية حول هذه القضية، كان له دور كبير في تغيير الحكومة، وجعل التغيير الوزاري أمراً ملحاً خاصة قبل الانتهاء من انتخابات البرلمان، مشيرا إلى أن التغيير الوزاري الذي قام به المهندس شريف إسماعيل لم يكن بالشكل المطلوب.

 تغيير شكلي

من جانبه، أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التغيير الوزاري الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو تغيير شكلي أكثر منه موضوعيًا.

وأشار نافعة، إلى أنه لا أحد يعرف الأسباب الحقيقة وراء استقالة حكومة محلب، وإجراء هذا التغيير الوزاري، مشيرا إلى أن قضية فساد وزارة الزراعة قد تكون ذريعة لإقالة حكومة محلب، وأن الرئيس السيسي اعتقد أن التغيير الوزاري سيساعد على إجراء الانتخابات البرلمانية بشكل أفضل.

وأوضح، أنه لن يكون بمقدور الحكومة الجديدة القيام بأعمال كبرى خلال الفترة القادمة، لأنها ستكون حكومة محدودة المهام والوقت، خاصة أنها لن تستمر أكثر من شهرين أو ثلاثة لحين انتخاب مجلس النواب، لافتا إلى أنها ستكون حكومة تسيير أعمال أكثر من كونها حكومة فعلية للدولة.

وقال نافعة، في تصريحات خاصة لـ"إرم"، "التغييرات التي قام بها المهندس شريف إسماعيل في الحكومة الجديدة لن تكون مفيدة، لأن السياسات لن تتغير، ومن الصعب أن تضع سياسة لحكومة عمرها لا يتعدى الـ3 أشهر، كما أن الشعب المصري مشغول هذه الأيام بالانتخابات البرلمانية، التي ستحدد بشكل كبير شكل الحكومة الفعلية التي ستتشكل عقب انتخابات البرلمان".

وأضاف؛ "البعض يرى أن التغيير قد يكون مفيدا، لكن الحكومة الجديدة لن تكون مفيدة للشعب المصري حتى ولو تم تشكيلها من الملائكة، لأنها لن تكون قادرة على إحداث الفارق، أو تحقيق طموحات الشعب المصري، خاصة أنه يتوجب عليها تقديم استقالتها عقب انتخاب مجلس النواب".

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحكومة الجديدة لن تحظى بثقة البرلمان، لأن ضيق الوقت لعب دورا كبيرا في تشكيلها، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة يجب أن تتشكل من التيارات والأحزاب التي سيتكون منها البرلمان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com