الجزائر.. عزل الجنرال توفيق ينذر بنهاية ساسة بارزين
الجزائر.. عزل الجنرال توفيق ينذر بنهاية ساسة بارزينالجزائر.. عزل الجنرال توفيق ينذر بنهاية ساسة بارزين

الجزائر.. عزل الجنرال توفيق ينذر بنهاية ساسة بارزين

عجزت الطبقة السياسية في الجزائر عن تفسير التغييرات التي أحدثها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هرم المؤسسة العسكرية خصوصاً تلك التي مست رأس دائرة المخابرات حيث ما تزال تنحية الجنرال توفيق الموصوف بصانع الرؤساء، تصنع الجدل لكن في صمت حيث فشلت التنبؤات التي قدمها سابقًا فاعلون في الحقل السياسي وضاعت بوصلة هؤلاء فلم يعد بالإمكان – حسب المراقبين- إدراجهم ضمن التصنيف التقليدي إلى معارضة وموالاة.

وفيما التزمت قيادات التشكيلات السياسية الموالية للسلطة ، صمتًا مطبقًا إزاء قرار إنهاء مهام رجل الجزائر القوي بعد 25 عامًا من إدارته لجهاز استخباراتي تغلغل بشكل جلي في كامل مفاصل الدولة، جانبت أحزاب المعارضة بعلمانييها وإسلامييها الصواب وغرقت في تقديم قراءات هي أقرب إلى الطلاسم  منها إلى التحليل السياسي.

واختفى رؤساء حكومات سابقون وسياسيون فاعلون من الواجهة ولم يظهر لهم أثر مثل مولود حمروش رئيس حكومة الإصلاحات الأسبق في بداية التسعينات وأيضًا سيد أحمد غزالي ومقداد سيفي وأحمد طالب الإبراهيمي و الرجل التاريخي يوسف الخطيب و وزير التجارة الأسبق نورالدين بوكروح و مستشار بوتفليقة عبد العزيز بلخادم وغيرهم كثيرون.

في كل هذا، كان جزء كبير من الإعلام و قطاع واسع من الساسة في الجزائر، يترقبون موقفًا لزعيمة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون وهي المعروفة بقربها من طرفي المعادلة السياسية(الرئاسة والعسكر) وفوق هذا وذاك فإن لويزة حنون معروفة بخوضها في القضايا الحساسة التي يتحاشاها في غالب الأحيان العلمانيون والمحافظون والإسلاميون .

لكن لويزة حنون وعلى غير العادة، ظهرت مضطربة وهي تتحدث عن الموضوع في "صمت وهدوء" غير معهودين في خطاباتها التي تكاد حبالها الصوتية تتقطع فيها، وبدا واضحًا أن هذه السياسية المثيرة للجدل عاجزة عن فهم ما يجري في دواليب الدولة رغم احتكاكها بمدير المخابرات السابق الفريق محمد مدين الشهير بتوفيق وكذلك السعيد بوتفليقة شقيق رئيس الجمهورية وكبير مستشاريه في القصر الرئاسي.

ولئن كان الناس العاديون وأيضا أحزاب المعارضة و الموالاة، ينتظرون من زعيمة "العمال" اليساري أن تقدم للرأي العام قراءات وافية وتحليلات موضوعية بحكم تكسيرها المعتاد للتابوهات وخوضها سابقا في ملف المخابرات والرئاسة، إلا أن ظهور لويزة حنون خالف كل التوقعات، وزاد في ضبابية المشهد السياسي في بلد بحجم قارة.

وأطلق مدونون على شبكات التواصل الاجتماعي تعليقات وقراءات ترسم معالم الخارطة السياسية الجديدة في البلاد في أعقاب تنحية صانع القادة الذي استهلك أربعة رؤساء جمهورية و 11 رئيس حكومة ومئات الوزراء والضباط.

وتقول بعض هذه القراءات إن أيام الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم عمار سعداني، صارت معدودة بعدما أتم مهمته في شن هجوم عنيف وغير مسبوق على جنرال المخابرات العسكرية بدعم من الفريق الرئاسي حتى انتهى الأمر إلى إحالة "التوفيق" على التقاعد.

وتشير هذه القراءات أيضًا إلى قرب انتهاء "حنون" التي كانت "أرنبًا" يستغلها صناع القرار في الجزائر منذ أزيد من عشرين سنة، بيدَ أنها الزعيمة الوحيدة التي عمرت طويلاً على رأس حزب سياسي يخلط بين اليسار والعلمانية والأصالة، ولم تعصف به أي حركة انفصالية داخل هذا الحزب.

ويصعب على المحللين السياسيين في الجزائر، تصنيف تموقع التروتسكية لويزة حنون التي "تظلل" الساسة و المتتبعين، فهي تارةً تشيد بمنجزات بوتفليقة وتارةً أخرى تهاجم وزراءه رغم تأكيدهم أنهم يطبقون برنامج رئيس الجمهورية، وفي تفاصيل الصراع المفترض بين الرئاسة والمخابرات العسكرية تمتدح المعنية بوتفليقة والجنرال توفيق في آن واحد وتهاجم المعارضة كما تطلق سهامها على الموالاة.

ويتنبأ مراقبون باختفاء وجوه سياسية كانت بارزة خلال السنوات الأخيرة، ربما انتهت صلاحيتها ولم يعد وجودها مجديا لأن السلطة مطالبة بالبحث عن وجوه أخرى بما يواكب المرحلة الجديدة حتى يُظهر النظام الحاكم للرأي العام المحلي والدولي أنه يتجدد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com