خالد بحاح.. رجل طموح في مواجهة تحديات جمة
خالد بحاح.. رجل طموح في مواجهة تحديات جمةخالد بحاح.. رجل طموح في مواجهة تحديات جمة

خالد بحاح.. رجل طموح في مواجهة تحديات جمة

عدن- في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام  الماضي، وبينما كانت اليمن تعيش صراعاً حكومياً مريراً ، برز خالد محفوظ  بحاح بعدما استدعاه الرئيس عبد ربه منصور هادي من خارج الوطن، لتشكيل حكومة "كفاءات" خلفاً لحكومة باسندوة المستقيلة.

ترك بحاح إقامته الرائعة في مدينة نيويورك وجاء ملبياً نداء الواجب ، ورأى فيه الناس مخلصهم العظيم، لخبرته الكبيرة ، وسمعته الجيدة.

لكن طموح الرجل ، الذي شكل أفضل حكومة في تاريخ اليمن، بحسب مراقبين اصطدم بوجه الحوثيين ، بعد ثلاثة أشهر من تشكيله للحكومة لأسباب لم توضحها الحركة الحوثية.

ثم تسارعت الأحداث في اليمن قبل نحو عام وقام الحوثيون  بانقلاب ناعم على الرئيس هادي وحكومته بمساندة حليفهم الأبرز الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

فرض الحوثيون إقامة جبرية على الجمهورية اليمنية ، ممثلة بالرئيس ورئيس الحكومة ـ التي كانت قد قدمت استقالتها للرئيس هادي ـ  وجميع الوزراء ، وراح الحوثيون  يستغلون الفراغ لتمرير أشياء كثيرة.

الآن وبعد تغيرات كبيرة وسريعة لم تكن في الحسبان ، عاد بحاح من الرياض ـ بلد المنفى ـ قادماً إلى عدن وهي إحدى المدن اليمنية التي حررها التحالف العربي مسنودا بمقاومة شعبية كبيرة، من قبضة الحوثيين.

وقال بحاح في أول اجتماع له إن المسؤولية كبيرة وإنه سيعمل جاهداً من أجل الجمهورية اليمنية.

وتمثل عودة بحاح خطوة باتجاه عودة الرئيس هادي  إلى البلاد الذي يعمل منذ شهور من الخارج.

وقال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة إن بحاح الذي يتولى أيضا منصب نائب الرئيس جاء برفقة سبعة وزراء وهم يعتزمون الإقامة في عدن بشكل دائم.

وتأتي عودة بحاح من السعودية عقب عودة عدد من الوزراء من المملكة في الأسابيع التي أعقبت استعادة السيطرة على المدينة.

 وكان بحاح قد قام بزيارة خاطفة إلى عدن في مطلع شهر  أغسطس/آب.

ويرى مراقبون أن الأولوية التي ستقوم بها الحكومة في الأيام المقبلة، هي تحسين الخدمات في المناطق والمدن المحررة ، وإعادة الأعمار، والاهتمام بملف الجرحى، والملف الأمني  المتدهور.

وفي حال نجحت الحكومة ولو جزئياً في هذه الملفات فأنها ستكون انطلاقة قوية بحسب مراقبين.

وسادت الفوضى وغياب القانون المدينة التي يقطنها مليون نسمة منذ طرد الحوثيين منها.

ويقول مسؤولون إن حوالي 300 ضابط شرطة عادوا للعمل منذ يوليو /تموز وإن بعض مراكز الشرطة استأنفت عملها بمساعدة مستشارين من دولة الإمارات.

لكن الصحفي محمد عايش رئيس تحرير جريدة الأولى اليومية قال إنه غير متفائل بعودة بحاح ، لأنه جاء إلى المدينة ليلاً خوفاً من المناوئين لحكومته ، ومن تنظيم القاعدة.

وأضاف عايش القريب من جماعة الحوثيين في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "إن بحاح المنتصر يعود إلى عدن عودة المنهزم!".

وفي الشهر الماضي تعرضت المدينة لسلسلة تفجيرات منها تفجير قرب مكتب المحافظ، وخرب مهاجمون مقبرة مسيحية تعود للحكم البريطاني لعدن قبل حوالي 50 عاما.

ولعل عودة الحكومة ستشكل رسالة طمأنة للسكان بشأن السيطرة على الوضع بعد ظهور تهديدات، خصوصا من قبل تنظيم القاعدة.

أما الصحفي نبيل سبيع فقال: "إن السلطة التي كانت حكومة بحاح تتمتع بها في الرياض أكبر من السلطة التي تتمتع بها في عدن، لأنها عقدت أول اجتماع لها بعد عودتها من الرياض في فندق، وفي أبعد نقطة عن مركز المدينة حيث تقع مباني ومعاني السيادة التي تسيطر عليها في الوقت نفسه جماعات متطرفة".

ورد عليه  الناشط منصور الهادي بالقول  إنه لا يجب التسرع في الحكم على الحكومة لأنها في ساعاتها الأولى فالخطوة القادمة ستركز على التنسيق بين القوى الموجودة على الأرض من أجل العمل معاً".

وانسحبت الحكومة اليمنية من محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في مطلع الأسبوع لكن بادي قال إن الحكومة مستعدة للعودة إلى المحادثات إذا قبل الحوثيون قرار الأمم المتحدة الذي يدعوهم إلى الاعتراف بهادي كرئيس والانسحاب من المدن الرئيسية في البلاد.

وفي انتظار ما الذي ستقوم به حكومة بحاح في الجنوب، يتطلع الشارع اليمني لأن يرى نموذجاً مبشراً وفاعلاً  يبدأ من عدن، ويصل حتى صنعاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com