إسرائيل تطبق خطة "العقاب الجماعي" في القدس
إسرائيل تطبق خطة "العقاب الجماعي" في القدسإسرائيل تطبق خطة "العقاب الجماعي" في القدس

إسرائيل تطبق خطة "العقاب الجماعي" في القدس

أقرت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الخميس، خطة أمنية تستهدف الفلسطينيين في القدس المحتلة، وهي الخطة التي يصفها مراقبون بـ"العقاب الجماعي" للمقدسيين.

وصادق نتنياهو ووزير الأمن الداخلي جلعاد إردان، على الخطة، بعدما ناقشاها مع القائم بأعمال شرطة الاحتلال، اللواء بنتسي ساو، خلال جلسة طارئة شارك فيها وزير الدفاع موشي يعلون، ووزيرة العدل أيليت شاكيد، ووزير البنية التحتية والطاقة يوفال شتاينتس.

وحددت خطة الشرطة الإسرائيلية، الشهرين الجاري والمقبل، كجدول زمني لتنفيذها، بهدف "توفير استجابة للتصعيد الأمني في مدينة القدس، إلى أن يمرر المستوى السياسي القوانين التي يتطلع إليها".

وتشمل الخطة توصيف الجرائم الأمنية وغير الأمنية، وتحدد العقوبات التي ستفرض على الفلسطينيين بهدف ممارسة ضغوط عليهم، ووقف ما تقول شرطة الاحتلال إنها "أعمال شغب تتضمن إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة".

وطبقا للخطة، سيتم تقسيم القدس إلى "تسع خلايا عمل، تحت إشراف قائد شرطة القدس المحتلة، اللواء موشي أدري، على أن يقود كل منطقة ميدانيا ضابط برتبة عميد".

كما تشمل "تعزيز قوات الشرطة بقرابة 800 شرطي، إضافة إلى آلاف من عناصر الشرطة المتواجدين حاليا، وتعزيز كل خلية من الخلايا التسعة بقرابة 70 إلى 80 عنصرا من عناصر حرس الحدود. وتتضمن الخطة الدفع بكتيبتين من حرس الحدود لأوقات الطوارئ، أو لتنفيذ عمليات كبرى، طبقا لرؤية القائد الميداني لكل منطقة من المناطق التسع".

وحددت شرطة الاحتلال الهدف من وراء الخطة الجديدة بـ"فرض القانون على العديد من الأصعدة، بما في ذلك في ملفات غير أمنية، مثل مخالفات البناء أو التهرب الضريبي، أو التأمينات أو تراخيص العمل، على أن تقوم القوات الشرطية بتنفيذ عمليات الاعتقال بحق من يتم اتهامهم بتلك الجرائم".

كما انضمت شرطة السير إلى تلك الخطة، بحيث تنفذ عشرات الكمائن الأمنية على مداخل ومخارج جميع القرى والبلدات ومحاور السير الرئيسية في القدس الشرقية، لفحص تراخيص القيادة وصلاحية المركبات.

كما جرى الاستعانة بوسائل مراقبة حديثة في نقاط رئيسية في القدس الشرقية، خاصة تلك التي تقول سلطات الاحتلال إنها "بؤر عمليات إلقاء الحجارة واستهداف السيارات الإسرائيلية"، كما تستعين الخطة بالكلاب المدربة على مهاجة أهدافها بشراسة، على أن تتضمن الفترة المقبلة تأهيل المزيد من الكلاب المدربة التابعة للشرطة وحرس الحدود.

وتشير تقارير إلى أن "وحدات إضافية من المستعربين (قوات تعمل في الأراضي المحتلة بزي مدني) ستعمل لضبط الفلسطينيين الذين يعتزمون إلقاء الحجارة، فضلا عن الاستعانة بأجهزة الرؤية الليليلة ووسائل المراقبة الحديثة".

وذكرت مصادر إسرائيلية أن "هناك دورا كبيرا للقناصة الذين تلقوا تعليمات بقنص من يحاولون إلقاء الحجارة أو الزجاجات الحارقة، زاعمة أن التعليمات التي صدرت لهم، تضع القنص كخيار أخير".

إجراءات مشددة

قال رئيس حكومة الاحتلال خلال افتتاحه خط القطار بين عسقلان وبئر السبع، اليوم الخميس، إنه "قرر تغيير السياسات المتبعة حاليا، من النقيض إلى النقيض".

ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن نتنياهو، أنه "بصدد منح الشرطة الإسرائيلية غطاء سياسيا لفتح النار ضد راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة"، بزعم أنها "وسائل للقتل والإصابة"، مؤكداً أن "القرار الذي اتخذه يحظى بغطاء من الحكومة".

وأضاف أن "تعليمات فتح النار على الفلسطينيين ستكون مصحوبة بخطوات أخرى تشريعية، ومن ذلك رفع قيمة الغرامات المالية على العائلات التي يتورط أبناؤها في إلقاء الحجارة أو الزجاجات الحارقة، بما في ذلك مصادرة ممتلكات حال اقتضت الضرورة، بهدف إحداث حالة من الردع".

وشدد على أنه "لن يسمح للفلسطينيين بإلقاء الحجارة في دولة إسرائيل، أو استهداف السيارات كما يحلو لهم، وأن من يقدم على ذلك سيدفع ثمنا باهظا".

الموقف الأمريكي

وفيما يتعلق بالمواقف الأمريكية الرافضة للسياسات الإسرائيلية بشأن القدس المحتلة، قال رئيس حكومة الاحتلال، إنه "يقرأ ويستمع إلى الكثير من المحللين الذين يضللون الجمهور، ويغيرون الواقع"، مشيرا إلى أن "نفس المحللين كانوا قد أكدوا منذ شهور طويلة أن الصراع الذي يقوده ضد البرنامج النووي الإيراني سيتسبب في تضرر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الحقيقة هي أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث".

وطالب نتنياهو المحللين الإسرائيليين بـ"توخي الدقة، والنظر إلى الواقع بشكل مختلف، وأن عليهم التحلي بروح التواضع، حيث أن العلاقات مع الجانب الأمريكي لن تضرر، خاصة أن الإدارة الأمريكية تدرك الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية"، مضيفا أنه "يعرف كيف يحافظ على علاقات إسرائيل الخارجية، لكنه قبل ذلك يعرف كيف يحافظ على إسرائيل نفسها داخليا"، على حد قوله.

خلافات داخلية

وتصاعدت حدة الخلاف بين القطاعات الحريدية الإسرائيلية والتيارات المنتمية للصهيونية الدينية، على خلفية اقتحام وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، للحرم القدسي الشريف، على رأس عشرات المستوطنين اليهود، ما تسبب في إشعال الاضطرابات الحالية، وقادت المشهد السياسي الإسرائيلي إلى مزيد من التطرف، مع انضمام الأحزاب اليسارية المعارضة إلى مواقف حكومة نتنياهو ضد الفلسطينيين.

وانتقد عضو الكنيست موشي جافني (يهدوت هاتوراة) تصرف وزير الزراعة، قائلاً إنها "تفتقر إلى المنطق الديني".

وأضاف خلال مشاركته في اجتماع لجنة الشؤون المالية في الكنيست، اليوم الخميس، "لا أعتقد أنه أقدم على ذلك من منطلق كونه وزير الزراعة".

وكان رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بيركات، قال أمس الأربعاء إن "راشقي الحجارة سيدفعون ثمنا باهظا"، معتبرا أن  "الحجارة مثل الأسلحة الأخرى قد تتسبب بالقتل، وأن من سيقدم على ذلك ستسيل دمائه، وأنه على الفلسطينيين فهم أن من سيفعل ذلك سيدفع الثمن".

وتوقع مراقبون أن تشهد الفترة القادمة تفعيل قرار الاعتقالات الإدراية بشكل عشوائي بحق الشبان والأطفال الفلسطينيين في القدس المحتلة، حيث تؤكد العديد من التقارير أن "هناك نوايا مبيتة من جانب سلطات الاحتلال لإشعال الأوضاع وجر الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى انتفاضة ثالثة، تشكل ذريعة إسرائيلية لتنفيذ المخططات الجديدة بشأن تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي".

وتضيف التقارير أن إسرائيل تهدف أيضا من محاولة جر الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة، إلى "عرقلة الخطوات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية على الصعيد الدولي، وصرف أنظار الشارع الإسرائيلي عن الإخفاقات المتتالية لحكومة نتنياهو، وصناعة عدو يضمن التفاف الشارع الإسرائيلي حول تلك الحكومة، ويسهم في عدم سقوطها كما توقع الكثير من المراقبون والسياسيون المعارضون لسياسات نتنياهو".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com