"إرهابي" يسلم نفسه و3 نساء من عائلته للجيش الجزائري
"إرهابي" يسلم نفسه و3 نساء من عائلته للجيش الجزائري"إرهابي" يسلم نفسه و3 نساء من عائلته للجيش الجزائري

"إرهابي" يسلم نفسه و3 نساء من عائلته للجيش الجزائري

بث الجيش الجزائري عبر التلفزيون الحكومي، شريطا خاصا يصور إرهابيا سلم نفسه لقوات الجيش الجزائري بمعية ثلاث نساء من أقربائه، في ولاية جيجل شرق البلاد.

أطلق الأرهابي الذي قرر النزول من الجبل وتسليم نفسه وسلاحه والذخيرة الحربية التي كانت بحوزته، نداءً يدعو فيه "رفاق الجبل" إلى الاستسلام وترك السلاح والنزول من الجبال حتى يستفيدوا من تدابير "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" التي توفر حمايةً قانونية للإرهابيين "التائبين".


اعترافات المغرر بهم

وفي اعترافه الموثق في الشريط المصوّر، قال بوطاوي بوزيد المكنى "الهلالي" إنه "غرّر بي من قبل الجماعات الإرهابية سنة 1995 حيث كنت أبلغ من العمر وقتها 18عامًا ومستواي الدراسي هو الصف التاسع من التعليم المتوسط".


وقدمت "رفيقته" وهي ابنة خاله اعترافها لقوات الجيش حيث تقول إنها مولودة في 1970 والتحقت رفقة عائلتها بالعمل الإرهابي في جيل "القروش" بولاية جيجل الشرقية سنة 1994، وتزوجت في الجبل من إرهابيين آخرين أنجبت منهما طفلتين واحدة من مسلح مقبوض عليه وتبلغ من العمر 19 عاما بينما البنت الصغرى تصغرها بسنتين ووالدها إرهابي قضت عليه قوات الجيش في إحدى العمليات.


وأثارت اعترافات "التائبين" قضية جوهرية تتعلق بما يعرف بــ"أبناء الجبل" وهم الأطفال الذين ولدوا في الجبال نتيجة زواج تم هناك فكانوا مسلوبي الفكر والعقل وغير متحصلين على أي مستوى دراسي كما أنهم غير مسجلين في دفاتر الحالة المدنية.


وتولي السلطات الجزائرية، عناية خاصة بهذه الفئة فور إتمام إجراءات "الاستسلام والتسليم"،حيث يتم في العادة تسجيل هؤلاء في دفاتر الحالة المدنية في البلديات ثم المدارس كخطوة يمكنها التكفل بهؤلاء المغرر بهم.


نداء التوبة

وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان لها، إن "الإرهابي المذكور قام بتسليم نفسه وأقربائه لمصالح الأمن المختصة إقليميا وهؤلاء يعاملون معاملة حسنة وفقًا لنصوص قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية".

وجددت الوزارة دعوتها لكافة "المغرر بهم" حتى يستفيدوا من الإجراءات الخاصة حال استجابتهم للدعوة التي وجهها أيضا إليها الإرهابي الموقوف والذي أشاد بحسن معاملة قوات الجيش الجزائري له وأفراد عائلته حسب التصريحات التي أدلى بها.

وتراهن السلطات الحكومية في الجزائر على "المقاربة السياسية" لمعالجة مخلفات الأزمة الدموية التي عصفت بالبلاد في سنوات الجمر حين أدخلتها في دوامة عنف ما تزال آثاره ماثلة للعيان إلى حد الآن.

وكشف مصدر قضائي مسؤول لــ"إرم" أن عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش والأمن واستفادوا من تدابير القانون المسمى "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" قد تجاوز في ظرف 9 سنوات، زهاء 15 ألف مسلح صارت تطلق عليهم لفظة "التائبين" بعد تطليقهم العمل المسلح والخارج عن القانون.


تعهدات بوتفليقة

وفور انتخابه رئيسا للجزائر، عرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الشعب الجزائري قانون "الوئام المدني" تضمن عفوا عن نحو 6 آلاف مسلح بموجب الإجراء الذي استفتى عليه الشعب بأغلبية ساحقة عام 1999.


ويرتكز الإجراء على اتفاق سابق بين "مسلحي الجيش الإسلامي للإنقاذ المحل" وقيادة أركان الجيش الوطني الشعبي سنة 1997 يتضمن "عفوا" على الإرهابيين الذين يقررون تسليم أسلحتهم والنزول من الجبال والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وبعد سنوات من ذلك، عرض الرئيس بوتفليقة بدعم من جنرالات الجيش ، قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية على الاستفتاء الشعبي في 28 أيلول 2005، ما مكن من "نزول طوعي بدون مقاومة" لحوالي 10 آلاف مسلح قصد الاستفادة من التدابير الجديدة.

تصدير التجربة

وتتمسك الجزائر بالمقاربة السياسية والاجتماعية لإنهاء مخلفات الأزمة الدموية، وأضحت مرجعًا لدول العالم في مكافحة الإرهاب بما في ذلك القوى العظمى التي تستنجد بالتجربة الجزائرية في هذا المجال.

ويدافع الموالون للرئيس بوتفليقة عن سياسته بذكر منافع "إطفاء نار الفتنة" حيث كان أحد أبرز تعهداته في انتخابات الرئاسة التي جرت في شهر أبريل/نيسان 1999، وأوصلته إلى سدة الحكم حين تقدم إلى الاستحقاق السياسي كمرشح وحيد ورجل إجماع أمام اسنحاب ستة من منافسيه هم عبد الله جاب الله، أحمد طالب الإبراهيمي و مقداد سيفي و يوسف الخطيب ،حسين آيت أحمدو مولود حمروش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com