الجزائر تجدد دعمها للأسد وحل الأزمة السورية سلمياً
الجزائر تجدد دعمها للأسد وحل الأزمة السورية سلمياًالجزائر تجدد دعمها للأسد وحل الأزمة السورية سلمياً

الجزائر تجدد دعمها للأسد وحل الأزمة السورية سلمياً

حذّر رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح من استمرار ما أسماه "مسلسل العنف في سوريا على مستقبل البلاد والمنطقة العربية"، مشددا أن "التطرّف الديني تنجرُّ عنه انزلاقات نحو الإرهاب المهدد لأمن الشعوب ومقدراتها الاقتصادية".

وجاءت تصريحات بن صالح جاءت في سياق مباحاثاته مع رئيس المجلس السوري الأعلى للإفتاء الشيخ بدر الدين حسون في مقر الغرفة العليا للبرلمان الجزائري، حسب بيان للهيئة التشريعية وتحصلت شبكة "إرم" الإخبارية على نسخة منه.

وذكر المصدر أن بن صالح وهو الرجل الثاني في الدولة الجزائرية حسب دستور البلاد، قد استقبل في مكتبه المفتي العام السوري، وتدارس معه "مستجدات الأزمة السورية وكذا الأوضاع السائدة في البلاد وما يعانيه الشعب السوري من صعوبات أمنية واقتصادية".

وركّزت المحادثات أيضا على "ضرورة تصدي العلماء و الأئمة والشيوخ للفكر التكفيري المتطرف بتقديم الإسلام على صورته الحضارية الصحيحة".

وجدّد رئيس الغرفة العليا في البرلمان الجزائري، دعم بلاده ووقوفها الثابت إلى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وبعيدا عن التدخل االأجنبي، مؤكدا "حرص الجزائر على الدفع بالحل السلمي لإنهاء مسلسل العنف المدمّر في سوريا".

وحمل الشيخ بدر الدين حسون "تقديرات الشعب السوري وحكومته عاليًا للجزائر قيادةً وشعبًا على الدعم الذي توليه للقضية السورية ومأساة السوريين".

نشاط سياسي لافت

وفي وقت لاحق، التقى رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا، وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي وتباحث معه حول "مسائل التعاون المشترك بين الجزائر وسوريا في المجال الثقافي وأهمية الثقافة في الارتقاء بالخطاب الديني ليكون متجانسا مع الواقع المعيش وبعيدا عن التطرف".

كما اجتمع رئيس مجلس الإفتاء السوري بوزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة منية مسلم التي عبّرت له عن "تضامن الجزائر مع سوريا في محنتها" دون الكشف – من عدمه- عن وجود قوافل مساعدات إنسانية جزائرية قادمة لإغاثة المتضررين من الحرب في سوريا، حيث تختص وزارة التضامن الجزائرية بهذه المسائل وتسييرها بواسطة مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري.

ويحمل النشاط السياسي الذي يرافق جولة المفتي السوري العام عدّة دلالات أبرزها حشد الدعم الرسمي والشعبي الجزائري لحكومة بشار الأسد التي تواجه تنظيمات مسلحة في حرب مكلّفة دامت نحو أربع سنوات.

ولم تعلن الحكومة الجزائرية عن برنامج محادثات المفتي العام السوري مع المسؤولين الجزائريين واكتفت وزارة الشؤون الدينية بالإعلام فقط عن الأنشطة التي يحضرها ويشرف عليها الضيف السوري في المساجد والمنابر الدينية.

وواضح أن الحكومة تجنبت الخوض في الجدل الذي تظهره بعض الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي و التي أبدت رفضا صريحا لاستقبال المفتي السوري على غرار حركة النهضة الإسلامية المعارضة التي وصفت الشيخ بدر الدين الحسون بــ"مفتي النظام السوري" ونددت باستقباله.

ويبدو أن هناك لقاءات أخرى مدونة في أجندة الشيخ بدر الدين حسون حيث يطغى النشاط الدبلوماسي على النشاط الديني للمسؤول السوري، بيد أنه يتحدث بصفته مبعوثا للرئيس بشار الأسد ويتباحث مع مسؤولي عدّة قطاعات ودوائر سياسية ووزارية، باشرها بمباحاثاته مع وزير الشؤون الدينية الجزائري محمد عيسى.

زيارة دينية بمكاسب دبلوماسيّة

ويعتقد سليمان أعراج أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أن سوريا "تبحث عن تحصيل مكاسب دبلوماسية في صراعها مع الغرب والميليشيات المسلحة، وهي في هذه الحالة لن تجد لهدفها سبيلاً خيرًا من الجزائر التي دعّمتها ووقفت إلى جانبها منذ اندلاع الأزمة حيث عارضت سحب مقعد دمشق في الجامعة العربية للمعارضة المسلحة ورفضت قطع العلاقات الدبلوماسية العربية مع دمشق".

ويشدد الباحث أعراج في تصريح لشبكة "إرم" الإخبارية أن "الجزائر مدركة تمام الإدراك لمخاطر انهيار الدولة السورية على المحيط الجيوسياسي"، مضيفا أن "العالم يتأكد يوما فيوم بصحّة المقاربة الجزائرية لمكافحة الإرهاب وأولوية الحوار والحل السلمي للأزمات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com