اضطرابات جديدة تهدد حزب "الوفد" في مصر
اضطرابات جديدة تهدد حزب "الوفد" في مصراضطرابات جديدة تهدد حزب "الوفد" في مصر

اضطرابات جديدة تهدد حزب "الوفد" في مصر

يعيش حزب الوفد، أعرق وأقدم الأحزاب السياسية المصرية، الذي أسسه الزعيم الوطني سعد زغلول قائد ثورة 1919، حالة من الاضطراب وعدم التوازن التنظيمي خلال الأيام الماضية، برغم قرب إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة التي تتطلب الاستقرار والتكاتف لحصد أكبر عدد من المقاعد.

بداية الأزمة..كانت بعد انتخابات رئاسة الحزب الأخيرة، التي فاز فيها الدكتور السيد البدوي شحاتة رجل الأعمال، على منافسه فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب سابقاً وحفيد فؤاد باشا سراج الدين الزعيم الثالث للحزب، حيث اتهم بدراوي رئيس الوفد الحالي بتزوير نتائج الانتخابات لصالحه، وهو ما كان بمثابة صدام جديد بينهما.

كيان موازٍ

الخطوة التالية...كانت تأسيس تيار معارض لرئيس الوفد الحالي تحت مسمى "تيار إصلاح الوفد"، ويقوده أعضاء سابقون تم فصلهم من الهيئة العليا للوفد، عقب الخلاف مع البدوي، ويزيد من الأزمة قيام التيار بعمل مقر خاص به، يبعد أمتاراً قليلة عن المقر الرئيسي للحزب، وهو ما يعد بمثابة إنشاء كيانين موازيين للحزب، الأمر الذي يمثل خطورة على حزب كان زعماؤه سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين.

شائعة انتشرت خلال أيام عن تقدم رئيس الوفد الحالي باستقالته، رغم بقاء 3 سنوات في مدته، على أن يتولى المستشار بهاء أبوشقة المحامي المعروف وسكرتير عام الحزب حالياً زمام الأمور، إلى أن كانت المفاجأة في تقديم أبوشقة لاستقالته دون أن يفصح عن أسبابها وهو أمر كان بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل.

الأزمة الأخيرة.. تمثلت في قيام إحدى عضوات الحزب باتهام أحد أعضاء الحزب بمحافظة القليوبية بطلبه رشوة جنسية منها، وهو أمر تم تكليف المستشار أبوشقة ببحثه واتخاذ إجراء فيه في حالة ثبوت الواقعة، وتؤكد مصادر أن هذا الأمر كان بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير" كما يقولون، حيث شعر أبوشقة بتزايد المشاكل التي من المحتمل أن تصب ضد موقعه بالحزب كمسئول عن المقرات والشؤون التنظيمية.

اتهامات متبادلة

المنافسات الانتخابية..جاءت لتضيف مشاكل جديدة داخل الحزب، بسبب اختيار المرشحين والمفاضلة بينهم، واتهامات متبادلة بين من تؤكد المصادر وقوع الاختيار عليهم لخوض الانتخابات تحت شعار الحزب، وبين من لم يحالفهم الاختيار، هذا على المستوى الداخلي للحزب.

على المستوى الخارجي، تبادل حزبا "الوفد" الذي يرأسه الدكتور سيد البدوى رجل الأعمال، و"المصريين الأحرار" الذي أسسه المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال، الاتهامات بشأن سعي حزب ساويرس لضم قيادات وفدية، ومرشحين وفديين سابقين لخوض الانتخابات على قوائمه، وهو ما يفسره سياسيون بأنه صراع رجال أعمال للتحكم في نسبة كبيرة من البرلمان القادم.

 اجتماع طارئ

وقد أوضحت قيادات بحزب المصريين الأحرار أن أعضاء الوفد لجأوا لحزبهم بعد المشاكل التي تحاصر حزب الوفد داخلياً، وسط توقعات باحتمالية اتخاذ إجراء تنظيمي جديد عقب الساعات القادمة، خلال اجتماع الهيئة العليا الطارئ للحزب اليوم، الذي تمت الدعوة لانعقاده عقب تقديم أبوشقة لاستقالته.

ولا تزال الأمور على صفيح ساخن داخل أروقة حزب الوفد، الذي يحظى بتقدير غالبية المصريين لدوره التاريخي تجاه مصر وقضايا الوطن خلال القرن الماضي، بل كان الحزب الأعرق الذي تخلى عن فرصة حكم البلاد عقب ثورة 25 يناير، لكونه لم يكن جاهزاً بالقدر الكافي لمتطلبات الثورة، وترك الأمر لأحزاب وتيارات دينية، لم تجنِ مصر من ورائها سوى التأخر والتسلط مما كان سبباً رئيسياً في قيام ثورة 30 يونيو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com