سوريون يسجدون ويعانقون الغرباء بعد وصولهم اليونان (صور)
سوريون يسجدون ويعانقون الغرباء بعد وصولهم اليونان (صور)سوريون يسجدون ويعانقون الغرباء بعد وصولهم اليونان (صور)

سوريون يسجدون ويعانقون الغرباء بعد وصولهم اليونان (صور)

ليسبوس- خاض الرجل الذي ارتدى قميصا أحمر اللون مرقطا بالأبيض في المياه بحذر حاملا طفله الرضيع.

بعد ثوان من خلعه سترة النجاة التي يرتديها عانق اللاجئ السوري مصطفى محمد أول شخص التقاه في اليونان.

يقع هذا الشاطىء في جزيرة ليسبوس بشمال اليونان على مسافة ساعتين بالبحر من السواحل الغربية لتركيا وقد أصبح البوابة الرئيسية لدخول الاتحاد الأوروبي التي يقصدها اللاجئون الذين يفرون من الصراع في سوريا ومن الشرق الأوسط بوجه عام.

صاح آخرون في القارب المطاطي الأبيض وهللوا حين وصلوا الى الشاطىء. سجد رجلان على صخور الشاطىء شكرا. التقطت امرأة محجبة حصاة وقذفتها في البحر.



وتقول مصادر إعلامية، كانت في الجزيرة، إنها في غضون ساعة،الخميس، شاهدت وصول قاربين يحملان لاجئين الى الأراضي اليونانية وكان أحدهما يحمل قرابة 40 سوريا بينما حمل الآخر عددا مماثلا من الأفغان.

إنهم ضمن عشرات الآلاف الذين دخلوا اليونان بطرق غير مشروعة منذ بداية العام فيما وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الانسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

قال شاب عمره 26 عاما سافر بصحبة اخته الصغيرة "لا يهمني الى أين أذهب. أنا سعيد لخروجي من سوريا وحسب. نستحق جميعا الحياة."


وأضاف الشاب، الذي اكتفى بذكر المقطع الأول من اسمه وهو عيسى ويعمل حلاقا "ما زال والداي في حمص" وهي المدينة التي دمرتها الحرب وشهدت بعضا من أشرس المعارك خلال الصراع السوري.

وطبقا لتقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين استقبلت اليونان اكثر من 107 آلاف لاجىء ومهاجر هذا العام اي اكثر من مثلي من استقبلتهم عام 2014 وبلغ عددهم 43500.

ووفقا لما جاء في روايات عدة أشخاص بمراكز الاستقبال في الجزيرة ينتظرون الأوراق اللازمة للانتقال الى دول أوروبية أخرى فإن القوارب هي وسيلة النقل الرئيسية عبر مضيق بحري طوله 20 كيلومترا بين تركيا وليسبوس.

ويشهد على ذلك طريق ترابي بين منطقتي ميثيمنا وسكالا سيكامينياس في شمال ليسبوس. تتناثر فيه بقايا القوارب المطاطية وسترات النجاة التي ألقيت على الشاطىء.

وتتمزق القوارب لدى وصول اللاجئين الى اليابسة. بالنسبة للقاربين اللذين وصلا اليوم وفي غضون دقائق وصل رجال في شاحنات صغيرة الى المنطقة ليحملوا ما يمكن أن يستفيدوا منه مثل المحركات والقواعد المصنوعة من الخشب والفايبرجلاس التي توضع في قاع القارب.

ويقول مراقبون إن تدفق اللاجئين يصل الى 250 يوميا في المتوسط. وينجح البعض في الوصول الى المتطوعين الذين يعدون الترتيبات لإطعامهم ونقلهم بحافلات الى ميتيليني المدينة الرئيسية بالجزيرة حيث يتم اصطحابهم الى مراكز الاستقبال لتحديد هوياتهم.



ويهيم آخرون على وجوههم فيسلكون الطريق الترابي ليصلوا الى أقرب منطقة مأهولة على بعد نحو عشرة كيلومترات.

ومع أن مصطفى محمد ما زال مبتهجا لكنه يبدو حائرا ويتساءل قبل أن يتبع بقية اللاجئين الذين اتجهوا لصعود جبل "الى أين أذهب الآن؟"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com