الحصار يسرق فرحة التخرج من طلبة غزة
الحصار يسرق فرحة التخرج من طلبة غزةالحصار يسرق فرحة التخرج من طلبة غزة

الحصار يسرق فرحة التخرج من طلبة غزة

حزيناً بائساً، يأتي صوت زهير صادق، عبر برنامج "سكايب" على الإنترنت، وهو يسأل ابنه عن تفاصيل احتفال تخرجه من كلية الطب، في الجامعة الإسلامية، بغزة.

معبر رفح البري الحدودي مع مصر، حرم الأب المقيم في دولة الإمارات العربية، من رؤية ابنه وهو يؤدي قسم المهنة، كما حرمه من معانقته وهو يحمل شهادة تخرجه بعد ست سنوات من الدراسة.

يقول صادق الأب، إنه تمنى أثناء مشاهدته مراسم احتفالات التخرج عبر شاشة التلفاز، لو أنه يتحول إلى "طائر" يحلق بجناحيه كي يصل إلى غزة، ويضم عبد الكريم إلى حضنه.

وزهير صادق (58 عاماً) واحد من آلاف المغتربين الفلسطينيين، الذين غادروا في العقود الماضية، قطاع غزة بحثاً عن فرصة عمل في الخارج، لاسيما في دول الخليج، حيث يعمل مرشداً تربوياً في إحدى مدارس الإمارات، ويشعر اليوم بالعجز، وبما وصفه بمرارة الحصار، لعدم تمكنه من السفر والقدوم إلى حفل تخرج ابنه الطبيب.

ويضيف "جامعات قطاع غزة، عرفت دراسة الطب البشري حديثاً، ومن اللافت والمميز أن تحتفل العائلة بتخرج ابنها الطبيب، (...)، طوال الشهر الماضي ونحن نقوم بحجز التذاكر، ثم تجديدها على أمل فتح معبر رفح، كي نشارك عبد الكريم تلك اللحظة النادرة، لكن للأسف، قتل الحصار فرحتنا".

وعلى منصة الاحتفال يحبس عبد الكريم دموعه، ويزداد حزنه، كلما شاهد أحد زملائه الخريجين، وهو يلتقط صوراً مع والديه، لنشرها مفتخراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول عبد الكريم "بكيت قبل التخرج وبعده، هذه اللحظة بالنسبة لي تختصر كل تعب السنوات الطوال الماضية، والسهر والغربة، أردت أن أعانق أمي، أن أسمعها وهي تُطلق زغرودة الفرح، بابنها الطبيب، أن أقبل يد والدي، أن أحمل شقيقتي الصغيرة أفنان".

منال (47 عاما) والدة عبد الكريم، تقول إنها تشعر "بمرارة كبيرة"، لعدم تمكنها من احتضان ابنها في تلك اللحظة.

وتصف الأمر قائلة "لا يمكن لأي وسائل اتصال حديثة اختصرت المسافات، أن تقوم بدور التواصل الشخصي، لا أريد أن أراه على شاشة التلفاز، أو الحاسوب، أريد أن أضمه، أن ألتقط الصور معه، أن أشاركه هذه السعادة، أن أفتخر بابني الطبيب (..)، الحصار يقتل كل الأشياء الجميلة في غزة".

ومنذ أن فازت حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي.

فيما ابقت على معبرين فقط، هما معبر "كرم أبو سالم"، كمنفذ تجاري، ومعبر بيت حانون (إيريز) كمنفذ للأفراد ولا يتم سفر أي شخص عبر المعبر الأخير، إلا بعد حصوله على الموافقة الأمنية من قبل السلطات الإسرائيلية، ويرفض كثير من الفلسطينيين، السفر من خلاله خشية التعرض للاعتقال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com