أزمات الكهرباء والوقود تحاصر سكان طرابلس الليبية
أزمات الكهرباء والوقود تحاصر سكان طرابلس الليبيةأزمات الكهرباء والوقود تحاصر سكان طرابلس الليبية

أزمات الكهرباء والوقود تحاصر سكان طرابلس الليبية

تشهد العاصمة الليبية طرابلس أزمات متتالية وخانقة، بين انقطاع يومي للكهرباء، ونقص في الخبز والدقيق ليتبعها دخول أزمة الوقود بنوعيه (البنزين والديزل) على خط الصعوبات المعيشية التي تواصل تدهورها يوماً بعد آخر.

عروس بحر المتوسط كما يحب أن يلقبها سكانها أضحت مدينة شاحبة الخدمات، وصارت على أعتاب انفجار اجتماعي بسبب ضنك العيش فيها إذا ما أخذنا بالاعتبار، أن العاصمة يقطنها نحو 3 ملايين أي ما يعادل نصف عدد سكان ليبيا الذي تجاوز 6 ملايين نسمة، بحسب تقديرات شبه رسمية.

الحياة مستحيلة في طرابلس

"الحياة أضحت مستحيلة ولاتطاق في طرابلس...، كهرباء تنقطع أكثر من 10 ساعات يومياً، وطوابير الخبز بالمئات، والأدهى هو دخول أزمة جديدة على خط ضنك العيش، وهو الازدحام على محطات الوقود، والذي جعل الحياة في المدينة، لا تطاق دون شك"، هكذا لخص الحالة أنور حمادي الطالب الجامعي.

وتابع صاحب الـ 25 ربيعاً ، في حديثه مع (إرم) "بكل صراحة ندمنا على إسقاطنا لنظام القذافي، لأننا وبعد أربع سنوات على زوال نظامه ، لم تزداد في ليبيا إلا سوء الحالة المعيشية ، وانعدام الأمن في كافة مدن البلاد ، وأصبح الخلاص هو الهجرة خارج الوطن الجريح ، الذي مزقته المليشيات والساسة مزدوجي الجنسية " .

وأردف بالقول "كل يوم نقول إن الأمور ستتحسن، وإن الأزمة ستتجه للانفراج ، لكن الحقيقة أن الناس باتت تموت حتى بسبب انقطاع الكهرباء، حيث يوجد مرضى لا يحتملون ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة".

وتعاني العاصمة الليبية طرابلس، من انقطاع يومي للتيار الكهربائي يتجاوز 10 ساعات يومياً، بل ويصل أحيانا إلى 16 ساعة، بسبب عجز الشبكة العامة للكهرباء، التي تنتج نحو 50 ألف ميغاوات، حيث يبلغ العجز 1200 ميغاوات يومياً.

وتتباين أسباب انقطاع الكهرباء في ليبيا، بين توقف مشروعات تطوير قطاع الطاقة، بعد مغادرة الشركات الأجنبية لتدهور الأوضاع الأمنية، بالإضافة إلى فساد مالي يطال القطاع تجاوز ملايين الدولارات، دون إغفال أعمال التخريب والسرقة، التي تطال محطات التوليد وأبراج نقل الطاقة.

الخبز والكهرباء وجهان لعملة واحدة

يعبر محمد عطية صاحب أحد المخابز في العاصمة طرابلس في حديثه مع (إرم) عن واقع المأساة ، قائلاً "الدقيق الذي نصنع الخبز منه شبه مختف منذ أيام، بعد إعلان شركات المطاحن نفاذ مخزونها، وحتى عند توافر الدقيق، الأفران تعمل بالكهرباء، وبالتالي نعاني من انقطاع للتيار بنحو ثلثي اليوم"، وأضاف متسائلاً "كيف يمكن صناعة خبز في ظل هذه الظروف؟ وهل يمكن لوم المواطن البسيط ، من الوقوف في طوابير أمام المخابز تحت أشعة الشمس الحارقة للصيف؟".

وعن طريقة إدارة الأزمة أجاب "لا يوجد حل بأيدي أصحاب المخابز تحسن الكهرباء وتوفير الدقيق المدعوم وحدهما سينهيان أزمة الخبز ودون ذلك كلها حلول تلفيقية ، الهدف منها الكذب والمناورة على الشعب الليبي، بأن السياسيين يسعون لحل الأزمة".

من جهته، أكد جمال الشيباني مدير جهاز صندوق موازنة الأسعار، بأنه تلقى وعوداً جادة هذه المرة، بشأن وضع حلول للأزمة خلال أسبوع، مشيراً إلى أن الصندوق راسل الجهات المختصة عديد المرات للتدخل، وحل أزمة الدقيق بشكل نهائي .

وأرجع الشيباني في تصريح لوكالة أنباء التضامن الليبية ،أسباب النقص الحاصل حالياً في المخابز والازدحام ، إلى انقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى جشع أصحاب بعض المخابز ، الذين يحاولون رفع الأسعار من خلال التحكم في كميات الخبز، بحجة عدم توفر الدقيق، على حد وصفه.

لافتاً أن "مخازن السلع التموينية لازالت تقوم بتسليم مخصصات المخابز، مبيناً أن الكميات المتوفرة بالمخازن محدودة، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيل محتويات المخازن لأسباب قد يستغلها بعض ضعاف النفوس.

وبحسب أرقام رسمية صادرة عن صندوق موازنة الأسعار المعني بتوفير السلع الغذائية المدعومة من الدولة فإن الديون المتراكمة المستحقة لشركات المطاحن تجاوزت 2 مليار دولار للعامين الماضيين، والتي لم يتم تسديدها حتى الآن.

الوقود أزمة جديدة قديمة

دخلت أزمة الازدحام أمام محطات التزود بالوقود بشكل مفاجئ والأمر حسب سلطات طرابلس الموازية ليس له علاقة بنقص الوقود فحسب، بل يتعلق مرة أخرى بانقطاع الكهرباء، حيث تعمل مضخات تعبئة الوقود بالطاقة الكهربائية.

وقال أحد المواطنين التقته (إرم) أمام إحدى محطات الوقود بوسط طرابلس وسألته عن عدد الساعات التي يتواجد بها أمام المحطة، أجاب "منذ أكثر من 4 ساعات ولم يصل دوري بعد لتعبئة البنزين، وبعد أن حان دوري للتعبئة أبلغنا القائم على المحطة بأن الوقود نفذ ويجب الانتظار ساعات إضافية غير محدودة حتى تصل شاحنة نقل الوقود للمحطة".

وعقدت المؤسسة الوطنية للنفط أمس اجتماعاً مع ممثلين عن إدارة التصنيع وإدارة التزويدات وإدارة النقل البحري وإدارة تسويق المنتجات النفطية والبتروكيماوية ومن جانب شركات القطاع شركة الزاوية لتكرير النفط، وشركة البريقة لتسويق النفط.

وتم خلال الاجتماع مناقشة العديد من الأمور ذات العلاقة بنشاط التزويد للمشتقات النفطية، واقتراح الحلول الكفيلة للتغلب على المشاكل والصعوبات.

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com