داريا السورية.. تفاقم الوضع الإنساني بعيداً عن الإعلام
داريا السورية.. تفاقم الوضع الإنساني بعيداً عن الإعلامداريا السورية.. تفاقم الوضع الإنساني بعيداً عن الإعلام

داريا السورية.. تفاقم الوضع الإنساني بعيداً عن الإعلام

تُظهر التقارير الصحفية الواردة من "داريا" السورية حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها هذه المدينة بعد حصار مستمر لأكثر من ثلاث سنوات، فيما تقدم تقارير المنظمات الدولية أبرز انتهاكات حقوق الإنسان.

واستفاقت داريا، غرب دمشق، اليوم الخميس، على عشرات الصواريخ والبراميل المتفجرة، في الوقت الذي تمكنت المعارضة من استعادة قسم كبير من الكتل والأبنية الاستراتيجية التي تطل على مطار المزة العسكري مباشرة، بحسب ناشطين.

ويبدو أن بعض المعارضين بدأوا بالتململ من الوضع الإنساني وعدم تقدمهم في المدينة على حساب النظام، مع توجيه الاتهامات لقائد جيش الإسلام زهران علوش الذي استطاع "الخروج من دوما والسفر لتركيا ثم العودة بسلام، وهو الذي يمتلك جيشاً ثقيلاً عرمرماً يتفاخر به ويقيم له العروض ويضم في قوامه الدبابات والصواريخ والراجمات"، بحسب المعارض السوري إياد شربحي، الذي كتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "خلال ثلاثة أيام فقط، مئات القذائف المدفعية، 100 صاروخ فيل، 140 أسطوانة وبرميل متفجر. كل هذه الحمم العمياء الحاقدة أسقطها الأسد فوق داريا".

ولكن شربجي يرى أن المعارضة تتقدم رويداً رويداً، قائلاً إن الرئيس السوري بشار الأسد "مرعوب جداً الآن، لأن هذه الجبهة هي عقدته الدائمة والمستمرة وخسر في سبيلها الآلاف من صفوة جنوده، دون أن يحرز فيها أي نجاح، بل على العكس هي الجبهة الوحيدة في دمشق التي يتقدم فيها الجيش الحر رويداً رويداً نحو سريره".

وتولي المعارضة السوري أهمية خاصة للمدينة القريبة من العاصمة دمشق، بعد أن دفعت آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى ومعتقلين ومهجّرين، ولاسيما أن الجبهة العسكرية فيها لم تتوقف أبداً، ويقاتل فيها الحرس الجمهوري الخاص بالأسد، بضراوة ضد الجيش السوري الحر.

وتشكل داريا مع كل من الزبداني وغوطة دمشق وجوبر وكفر سوسة غيرها، مناطق استراتيجية للنظام السوري والمعارضة، حيث يستميت الطرفان في السيطرة عليها، وخاصة أنها تطل على المطارات العسكرية ومداخل ومخارج المدينة على الحدود، وتشكل تهديداً للنظام، حيث تسكن أغلبية علوية بالقرب من هذه المناطق، كالسومرية مثلاً.

كما تمثل داريا أهمية خاصة لطرفي النزاع السوري، كونها تقع في الغوطة الغربية وتجاور دمشق وحيي المزة وكفر سوسة، وهناك توجد المقار العسكرية والبعثات الدبلوماسية ومبنى المخابرات الجوية ومطار المزة العسكري وغيرها.

ويتجاوز عدد سكانها حوالي ربع مليون نسمة، إلا أن الحصار قلّل عددهم إلى بضعة آلاف.

وتعتبر داريا من أولى المدن السورية التي خرجت بتظاهرات تطالب بإسقاط النظام السوري في مارس / آذار 2011، حيث عمد الجيش السوري إلى قطع الاتصالات عنها ونشر عشرات الحواجز الأمنية، وكان نتيجة ذلك أن قضى العديد من الناشطين البارزين أمثال غياث مطر والمعتز بالله الشعار وغيرهم، ويستذكر معارضون أول مجزرة ارتُكبت فيها (السبت الأسود) بتاريخ 25/8/2012، ومقتل 300 مدني.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com