دعوات في تونس لإستراتجية ضد "الإرهاب"
دعوات في تونس لإستراتجية ضد "الإرهاب"دعوات في تونس لإستراتجية ضد "الإرهاب"

دعوات في تونس لإستراتجية ضد "الإرهاب"

أمام تزايد العمليات الإرهابية، التي تشهدها تونس، والتي ذهب ضحيتها، طوال السنوات الأربع الأخيرة، عشرات الضحايا من مواطنين وأمنيين وعسكريين وسيّاح أجانب، لم يبق أمام السلطات التونسية، والجمعيات المدنية إلاّ التفكير في خطة وطنية لمكافحة ظاهرة الإرهاب، والتصدّي لهذه الآفة الخطيرة، قبل أن تستفحل وتضرب استقرار البلاد.

وعبرّ عدد من قيادات الأحزاب السياسية لشبكة إرم الإخبارية عن رؤية أحزابهم في التصدّي لظاهرة الإرهاب، حتى تستعيد تونس عافيتها، ويستقرّ الوضع الاقتصادي، وتتحقق التنمية الشاملة.

المشروع الإرهابي

أكد القيادي في حزب نداء تونس، وعضو البرلمان خالد شوكات، أنّ مخاطر "المشروع الإرهابي" لا تتوقف عند حدّ عرقلة العمل الحكومي بل يتجاوز ذلك إلى ضرب المشروع الديمقراطي والذي يعد استثناء في المنطقة، مشيراً إلى أنّ "الجهد المبذول من طرف مراكز البحث الإستراتيجية والمتخصصة في المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب يعتبر محدوداً ومحكوماً بما هو إيديولوجي سياسي أكثر مما هو أكاديمي وعلمي ويقلّل بالتالي من الفاعلية".

وأشار شوكات إلى ما سمّاه "الجيل الثالث للجماعة المتطرفة" بالتطور إلى بلوغه الشكل الجديد لهذه التنظيمات ومنها تنظيم "داعش".

وانتقد الطبقة السياسية "الضعيفة"، إلى جانب ضعف العمل الحكومي "الذي كان دون مستوى الانتظارات في وقت تطلب فيه المرحلة مزيداً من العمل للقضاء على هذه الآفة."، مشدداً على "صعوبة تأسيس نظرة إستراتيجية دون تكاتف المجهودات الداخلية والتشبث بمنوال تنموي اقتصادي واجتماعي مع الدعم الإقليمي، الذي تبقى تونس في حاجة إليه".

إفشال التجربة التونسية

من ناحيته، اعتبر الناطق الرسمي لحركة النهضة، والبرلماني التونسي، أسامة الصغير، أنّ الإرهاب "يبقى أداة تستعملها بعض الأطراف لإفشال التجربة التونسية، من خلال ضرب النجاحات التي تحققت2011"، مشيراً إلى أنّ "الفشل الإقليمي والدولي في صدّ هذه الظاهرة منذ 2001، فالتنظيمات انتقلت من جماعات منفردة إلى دولة ذات تنظيم محكم أو يسوّق لها كذلك".

أما بخصوص سياسة مكافحة الإرهاب في تونس، فقد أشار الصغير إلى ثلاثة محاور مهمّة "تتلخص في تطوير المنظومة الأمنية والقتالية لدى قوتنا المسلحة والتنسيق الدولي والإقليمي وتطوير المنظومة القانونية والقضائية مع إعادة الاعتبار للفكر الديني المعتدل بعد فترة من التصحر الفكري".

واستشهد الصغير بالنموذج المغربي في محاربة الإرهاب، من خلال السّعي لكسر الشرعية الدينية للجماعات الإرهابية للحيلولة دون تمكّنها من حاضنة شعبية، لم تتوفر لها داخل المجتمع التونسي".

خلق الفوضى

واعتبر الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، محمد عبّو، أنّ غاية الإرهاب "ليست قلب الأنظمة بقدر ما هي خلق الفوضى على مستوى الداخل، بغرض تغيير سياسي أو حرب إقليمية أو داخلية".

ودعا عبّو إلى الابتعاد عن "التوظيف السياسي لعمليات الإرهابية، من أجل صدّها والقضاء عليها"، مؤكداً على أنّ عدداً من الشباب التونسي "انخرط في الصراعات الإقليمية مثل تحرير ليبيا، ومقاومة الاحتلال في فلسطين والعراق".

وأكد الأمين العام للتيار الديمقراطي أنّ انسياق الشباب التونسي في صراعات مذهبية وأيديولوجية "جعلهم ينساقون في العنف والإرهاب".

الإصلاح الأمني

وحمّل عبّو ظهور ظاهرة الإرهاب في تونس إلى "كل الحكومات المتعاقبة" مسؤوليتها، مشدداً على أنّ الإصلاح الأمني "يبقى ضرورة ملحّة"، مؤكداً "غياب رؤية أمنية واضحة"، داعياً إلى "احترام حقوق الإنسان، حتى لا يخلق غيابها النقمة التي تغذّي الإرهاب وتخلق له الأرضية الخصبة التي تساعده على الانتشار".

وختم حديثه بالدعوة إلى "دعم التعاون الدولي ومصارحة الشعب بخصوص المسائل الحيوية كالثروات الطبيعية، ووجوب التروّي في مسألة غلق المساجد".

الوحدة الوطنية

وشدّد القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، طارق الكحلاوي، على "أهمية المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب، والعمل بمنظور ومنهجية علمية"، مؤكداً على "الحاجة إلى الوحدة الوطنية"، ومنبّهاً من "الاعتقالات العشوائية والقرارات الارتجالية حتى لا تتوسّع دائرة الخصوم مع الدولة".

ودعا الكحلاوي إلى ضرورة فتح حوار مع الأحزاب والجمعيات، ومنها حزب التحرير، مشيراً إلى أنّ ذلك "أهمّ من التضييق عليه وهو ما قد يدفعه إلى العمل السّرّي".

واعتبر القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أنّ الأجهزة الأمنية "تعاني نقصاً في التدريب"، منوّهاً بالتجربة المغربية وتمكنها من احتواء المتطرّفين.

وعاشت تونس عديد العمليات الإرهابية، التي لم تعرفها سابقاً، كاغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد الإبراهمي، إلى جانب قتل عشرات الضحايا من أمنيين وعسكريين وسيّاح.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com