الحملة العسكرية التركية تنعش آمال الحزب الحاكم
الحملة العسكرية التركية تنعش آمال الحزب الحاكمالحملة العسكرية التركية تنعش آمال الحزب الحاكم

الحملة العسكرية التركية تنعش آمال الحزب الحاكم

يحاول حزب "العدالة والتنمية" الذي خسر الأغلبية التشريعية في الانتخابات البرلمانية بعد تفرده بالحكم 13 عاماً الخروج من المأزق السياسي بلفت الأنظار إلى حرب خارجية تظهره بمظهر القوي بإطلاقه حملات لقصف مواقع في سوريا والعراق.
وانخرطت تركيا في النزاع الإقليمي المتشعب، ببدئها بتنفيذ ضربات عسكرية لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شمال سوريا، بالإضافة لضرب معاقل حزب "العمال الكردستاني" (بي كي كي) في جبال قنديل شمال إقليم كردستان العراق، بعد تفجير مدينة سروج الدامي، جنوب البلاد، الذي يحمل بصمات تنظيم "داعش" المتشدد، يوم 20 تموز/يوليو الجاري، وراح ضحيته 32 ناشطاً كرديا يسارياً، وحوالي 100 جريح.

ويُعدّ التفجير؛ أول عملية لتنظيم "داعش" في العمق التركي، منذ توسعه في سوريا والعراق، منذ أكثر من عام، ما تسبب باتساع دائرة العنف في تركيا، في ظل التواجد الكثيف لمناصري التنظيم داخل تركيا، ونقمة الأكراد، من تلكؤ السُّلطات في التصدي لهم.

ويأمل حزب "العدالة والتنمية" ذو الجذور الإسلامية، الذي يتلقى دعماً مباشراً من زعيمه السابق، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحقيق مكاسب سريعة داخل الأراضي السورية، ليظهر بمظهر المنتصر، ما يساعده على استقطاب أصوات القوميين الأتراك في حال دخول البلاد في مرحلة الانتخابات المبكرة.

ويخول الدستور التركي، رئيس الدولة، بإعادة الانتخابات في حال فشل الأحزاب الرئيسية الكبرى، في تشكيل ائتلاف حكومي، يبدو بعيد المنال، في ظل الخلافات الجذرية بين الأطراف السياسية.

وبالرغم من فوز "العدالة والتنمية" في انتخابات المجلس الوطني الكبير (البرلمان) التي جرت يوم 7 حزيران/يونيو الماضي، بنسبة 40.87% من الأصوات، ما منحه أكثرية في المقاعد النيابية بلغت 258 مقعداً، من أصل 550 مقعداً، إلا أن ذاك غير كافٍ لتشكيل الحكومة منفرداً، وفي حال فشل المفاوضات المتعثرة مع الأحزاب المعارضة في تشكيل حكومة تحصل على الثقة، بحلول منتصف آب/أغسطس القادم، ستتجه البلاد إلى انتخابات مبكرة للبرلمان.

وتسببت الحملة العسكرية التي أطلقتها تركيا، بازدياد حدة نقمة الأكراد على أنقرة، وخروجهم باحتجاجات اتسمت بالعنف المتبادل في المدن الرئيسية التركية.

كما قوضت الحملة مساعي السلام مع الأكراد، بعد وقف لإطلاق النار، دام ثلاثة أعوام، ما ينذر بتجدد الحرب مع "الكردستاني" التي راح ضحيتها حوالي 40 ألف شخص، على مدى 30 عاماً، إذ وجه الحزب المحظور الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون كـ "منظمة إرهابية" هجمات تسببت بمصرع بضعة ضباط وجنود ورجال شرطة أتراك.

ومن شأن الحملة أن تتسبب بخسارةٍ لأصوات الناخبين الأكراد في حال إعادة الانتخابات، إلا أن أردوغان يعول على تعويض تلك الخسارة، بتلقي دعم الناخبين المحافظين من قواعد حزب "الحركة القومية" اليميني المعارض، في صناديق الاقتراع، ليتمكن "العدالة والتنمية من الفوز بالأغلبية البرلمانية مجدداً، ما يحقق طموح أردوغان في تغيير الدستور، وتحويل البلاد إلى نظام رئاسي، يمنحه المزيد من السُّلطات، ويجعله أول رئيس تنفيذي لتركيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com