العيد في عدن.. قليل من الفرح وكثير من الحزن
العيد في عدن.. قليل من الفرح وكثير من الحزنالعيد في عدن.. قليل من الفرح وكثير من الحزن

العيد في عدن.. قليل من الفرح وكثير من الحزن

امتزجت فرحة أبناء وأهالي مدينة عدن جنوبي اليمن بالانتصارات المتتالية للمقاومة الشعبية التي حققتها وما زالت تحققها على ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح ، بالكثير من المنغصات والمآسي والمعاناة خلال عيد الفطر المبارك.

لكن مع ذلك كانت الفرحة والبهجة التي ارتسمت على محيا أبناء ونساء عدن بانتصار المقاومة الجنوبية وحلول عيد الفطر بعد ما يقرب من أربعة أشهر من القتل والتدمير والتشريد والنزوح الذي مارسته الميليشيات الغازية ، كانت أكبر من أي منغصات ، وأنستهم جزءا من المآسي والمعاناة التي أفرزتها الحرب المفروضة قسرا عليهم .

وكان أول أيام عيد الفطر في مدينة عدن يوما جديدا من أيام الحرب، لم تشهد فيه المدينة أي أجواء احتفالية كما سرت العادة في كل عام، لاسيما وأن العيد هذا العام جاء في ظل غياب أربع مديريات رئيسية عن الخدمة ونزوح كافة سكانها من منازلهم ، وباتت تسمع القذائف وهدير الطائرات فيها بدلا من الألعاب النارية .

صلاة العيد

لأول مرة في مدينة عدن ، اكتفى الأهالي بأداء صلاة العيد في المساجد عوضا عن الملاعب والأماكن العامة كما هو سارٍ في المدينة منذ سنوات ، وانخفض زمن المكوث في المساجد لأداء تكبيرات العيد خوفا من استهدافها بصواريخ وقذائف الحوثيين الذين لم يتوانوا عن قصف دور العبادة وبيوت الله في عدن منذ احتلالهم لها في مارس/ آذار الماضي .

أما المساجد العتيقة في المدينة والتي يتواجد معظمها في المدينة القديمة "كريتر" مثل مسجد العيدروس ومسجد أبان ومسجد العسقلاني وغيرها، فقد شهدت انخفاضا كبيرا لأعداد المصلين، وتم إغلاق بعضها بسبب ما تعرضت له المديرية من نكبات ومآس وكوارث دفعت بساكنيها للنزوح إلى مديريات أخرى أكثر أمنا .

حصار الحوثيين يفسد الفرحة 

أفسدت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح فرحة العدنيين بالعيد بعد فرضها حصارا خانقا على مدينة عدن منذ دحرها من قبل المقاومة الشعبية إلى ضواحي المدينة  وقالت مصادر محلية لمراسل إرم في عدن إن الحوثيين منعوا دخول المواد الغذائية والخضروات واللحوم والدواجن إلى مدينة عدن انتقاما للهزيمة التي لحقت بهم.

وغابت عن مدينة عدن خلال ليلة العيد جميع أنواع الخضروات والفواكه ، وتسبب انعدام اللحوم والدواجن بأزمة حادة للمواطنين الذين اعتادوا على أن تكون موائد العيد مكونة من اللحوم ومشتقاتها .

وفي هذا الشأن تقول أم معتز "42 عاما" في حديث خاص لشبكة إرم الإخبارية" الحوثيون وأعوانهم يمارسون ضدنا كل أساليب القتل والإجرام ، قصفونا بالقذائف والصواريخ ودمروا منازلنا وشردونا منها ، والآن يمنعون عنا المواد الغذائية والتموينية ويفرضون علينا حصارا خانقا إن لم يتم تداركه بسرعة ستكون عواقبه وخيمة على المواطنين".

عيد بلا كهرباء ولا ماء

ومن أهم المنغصات التي ضاعفت من معاناة أهالي عدن في عيد الفطر، انقطاع الكهرباء والماء لساعات طويلة عن المدينة مع أجواء الحر الشديد والرطوبة العالية خلال فصل الصيف.

ويقول المواطن محمد مختار "31 عاما" إنه ومع تزامن احتفالات أبناء عدن بانتصارات المقاومة الجنوبية وحلول عيد الفطر ، ضاعفت كهرباء عدن عدد ساعات انقطاع التيار عن المدينة بدلا من أن تخفضها ، انسجاما مع الفرحة التي عمت مديريات عدن ، لكن مؤسسة الكهرباء كأنها تعمدت إفساد تلك الفرحة التي لم تدم طويلا .

كما تشهد بعض المديريات في عدن انقطاعا في خدمة إمدادات المياه.

المواطنون بلا رواتب 

طل عيد الفطر هذا العام في عدن ومواطنيها دون مرتبات منذ أشهر، بعد إغلاق كافة مرافق البريد والبنوك أبوابها ، الأمر الذي فرض على الموظفين في عدن خيارين للحصول على مرتباتهم إما السفر إلى محافظة أخرى وهذا خيار يكاد يكون صعبا في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات الحوثية، وإما توكيل أحد أقاربهم أو أصدقائهم في صنعاء أو أي محافظة أخرى لاستلام راتبهم ومن ثم تحويله إلى أحد مكاتب الصرافة في عدن .

تعقيدات كثيرة يجد الموظف البسيط نفسه أمامها للحصول على أبسط حقوقه في عدن، وفي هذا الشأن تقول ذكرى محمد سالم "53 عاما" وهي موظفة في مكتب وزارة الثروة السمكية بعدن إنه ومنذ شهر آذار/مارس الماضي لم تستلم مرتبها بسبب إغلاق مكاتب البريد .

وأضافت في حديث خاص لشبكة إرم الإخبارية : "منذ شهر مارس الماضي لم استلم راتبي الشهري بسبب الحرب ، وفي يونيو الماضي عندما أبلغت ببدء صرف مرتباتنا في مكاتب البريد بصنعاء فرحت كثيرا وحاولت الاتصال بأحد أقربائي هناك ليقوم باستلام راتبي وتحويله لي ، لكنه فاجئني بأن مكاتب البريد امتنعت عن ذلك وأغلقت أبوابها فيما عدا مكتب واحد خاص بالموظفين الجنوبيين يقع في منطقة سعوان".

وأشارت بأن هذا المكتب يطلب من الموظفين أرقام حساباتهم وأسمائهم وصور من بطاقاتهم الشخصية ويقوم هو باستلام مرتباتهم وتحويلها إلى عدن دون أي ضمانات، "الأمر الذي دفعني للرفض والإبقاء على راتبي في صنعاء" .

دمار شامل 

حل الدمار والخراب الشامل في أربع من مديريات عدن كانت ميليشيات الحوثي وصالح سيطرت عليها قبل أشهر ، ومع دخول المقاومة الجنوبية لها وتحريرها قبل يومين ، كانت الصدمة الكبرى لدى المواطنين الذين عادوا فرحين إلى منازلهم ليجدوها أطلالا ينعق فيها الغراب .

المواطنون الذين أجبروا على النزوح من منازلهم قبل أشهر في مديريات كريتر وخورمكسر والمعلا والتواهي بعدن،  لم يتخيلوا يوما أن يروا منازلهم كما هي اليوم، وفي هذا الشأن يقول المواطن عبدالسلام تركي "36 عاماً" موظف ، إنه عاد صباح  الجمعة إلى مديرية كريتر ليتفقد منزله الذي تركه مع أسرته مجبرا قبل شهرين ونصف في حي القطيع ، لكنه صدم عندما بدأ يدنو إليه ليجده حطاما وركاما من التراب لا تظهر فيه آثار أي شي سوى الأحجار.

وتابع القول: "كنت فرحا بالعودة لأتفقد المنزل كي تعود أسرتي إليه، لكن ما رأيته من بقايا منزلي جعلني أتحسر ألما حتى فاضت الدموع من عيناي، فقد كنت مشتاقا للعودة القريبة إلى المنزل، لكن ما رأيته جعلني افقد الأمل كليا في ذلك وهو ما زاد من ألمي وحزني".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com