لمَن يصوت الإخوان والسلفيون؟
لمَن يصوت الإخوان والسلفيون؟لمَن يصوت الإخوان والسلفيون؟

لمَن يصوت الإخوان والسلفيون؟

تطرح الحالة الانتخابية المصرية أسئلة هامة أبرزها: هل يمكن أن تمضي الانتخابات الرئاسية المصرية هكذا دون ردة فعل واضحة من الإخوان المسلمين والسلفيين؟



ويمكن هنا الحديث عن محورين في هذا الشأن:

الأول يتعلق بأحداث وفعاليات العنف المتوقعة من قبل جماعة الإخوان، والثاني يتصل بكتلتهم التصويتية، وما إذا كانوا سيصوتون لأي من المرشحين أم سيمتنعون بتاتاً؟


في الأيام الأخيرة، كانت مصادر إعلامية وأمنية تؤكد أن تنظيم الإخوان بدأ في تنفيذ خطة لتدريب أعضاء التنظيم خلال مظاهراتهم المقبلة على مواجهة الشرطة بشكل مختلف والتصعيد ضدها، وذلك للتصدي لمحاولات وزارة الداخلية في إجهاض عنف الإخوان يوم الانتخابات.


أما المصادر التي تتحدث عنها "إرم" فتقول بأن التنظيم يراهن على تكثيف المظاهرات خلال الانتخابات، مع نشر حالة من الفوضى لإفساد اليوم الانتخابي أمام العالم الغربي، فضلاً عن ترهيب المواطنين من النزول للتصويت في العملية الانتخابية.


وهنا يُطرح سؤال آخر: هل عنف الإخوان يشمل الداخل فقط؟

وعلى ما يبدو فالأمر يتجاوز حدود الوطن في الداخل إلى ما هو خارج البلاد، فقد كلفت جماعة الإخوان المسلمين أعضاءها ومحبيها المقيمين خارج مصر بحصار مقار إجراء الانتخابات الرئاسية في الخارج بالسفارات المصرية، لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم لتعطيل الانتخابات ومنع استكمال خارطة الطريق، كما طبعت منشورات تدعو للمقاطعة، فيما بدأ قياديو الجماعة في أوروبا في القيام بعدة جولات إلى دول من بينها ألمانيا وبلجيكا والنمسا، لتنظيم مؤتمرات لإقناع الجاليات بعدم التصويت.


وتشير تقارير باستحالة أن يصوتوا للمشير عبد الفتاح السيسي مهما حصل، فالرجل عدوهم الأول والأخير، ولهذا يبقى السؤال: هل سيصوتون لحمدين صباحي؟


ومن المؤكد أن ثمة علاقة ما وتجاذباً ولو خفي بين صباحي والإخوان، وله اتصالات من قبل معهم.


ولأن السياسة لعبة متغيرة لا تعرف الثوابت مطلقاً، فإن الشواهد تؤكد أن أصوات الإخوان ستذهب لصالح المرشح الرئاسي حمدين صباحي، رغم أن الأخير لعب دوراً في إسقاط رئيسهم الشرعي كما يرون، وهناك شواهد تدعم هذا التوجه الإخواني، أولها أن صباحي نفسه أكد في تسريب صوتي أنه سيحاكم كل من تسبب في إراقة دماء المصريين وإن كان إخوانياً.


لكن ومع ذلك، يبدو أن الإخوان لا يثقون في أحد، فقد أكد ما يسمىب‍ "تحالف دعم الشرعية" أن حمدين صباحي المرشح في الانتخابات سيزيد من أزمة التيار مع الدولة، وأنه "أكثر شراً" من منافسة المشير عبد الفتاح السيسي.
أما أحد القيادات الشابة للإخوان فيرى أن وصول صباحي إلى السلطة سيزيد من تعاطف المجتمع الدولي مع الدولة المصرية، ويؤدي إلى اعترافه بثورة 30 يونيو، كما سيكون ألعوبة في يد النظام الحالي لأنه شخصية ضعيفة.


وأضاف أن الجماعة رفضت اقتراحاً قدمه عدد من الشباب الليبراليين بدعم صباحي، لأن وصوله للسلطة يمثل خطراً على الجماعة.


أما فيما يتعلق بتصويت التيار السلفي في الانتخابات، فثمة علامة استفهام هامة للغاية.


ويرى العديد من المحليين السياسيين أن السلفيين هم الوجه الآخر للإخوان بشكل أو بآخر، وأن بين الآلاف الذين احتشدوا في ميدانيْ رابعة والنهضة كان هناك عدد كبير منهم، بل أكثر من ذلك لا يثق هؤلاء في أية وعود يقطعونها، وأنهم رغم كافة أحاديثهم يحملون ضغينة كبرى للسيسي في الحال والاستقبال، والدليل على ذلك هو مشاركتهم الضعيفة جداً والتي تكاد تكون منعدمة في الاستفتاء الأخير على الدستور، بل أن البعض يتندر بأن الذين صوتوا للاستفتاء بين السلفيين هم ثلاثة من القادة لا أكثر ولا أقل.


وعن الموقف المعلن من الانتخابات، يجيب الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوى السلفية، بالقول أن الدعوى قررت دعم المشير عبد الفتاح السيسي، لأنه الأقرب لحفظ حقوق الناس وتحقيق مطالبهم.


وأضاف مؤخراً في مؤتمر جماهيري في الإسكندرية؛ معقل التيار السلفي في مصر، بأن الحزب لم يصرح أبداً بأن اختيار المرشح حمدين صباحي إثم أو كفر، قائلا إنه لا يعادي شريعة الله.


وفي نفس الوقت لم يصف الحزب السيسي بأنه خليفة المسلمين أو أنه الرجل الكامل، وإنما كل الأمر أنهم رأوه الأنسب للمرحلة.
وأوضح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وجود ثلاثة خيارات هي: دعم السيسي، أو صباحي، أو المقاطعة.


وأشار برهامي إلى أن الحزب لو قاطع الانتخابات الرئاسية كان سيدخل في صدام مع المجتمع، ومن ثم قرر أن يمنح صوته للشخصية الأقرب لتحقيق مطالب الجماهير وحفظ دماء المسلمين باعتباره الاختيار الأنسب، حسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com