الأحزاب اللبنانية تنفجر في وجه عون "لتهييجه" المسيحيين
الأحزاب اللبنانية تنفجر في وجه عون "لتهييجه" المسيحيينالأحزاب اللبنانية تنفجر في وجه عون "لتهييجه" المسيحيين

الأحزاب اللبنانية تنفجر في وجه عون "لتهييجه" المسيحيين

تصاعدت حدة التوتر وتعالت أصوات التنديد والاستنكار في لبنان، الاثنين، اعتراضاً على الدعوة التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، لأنصاره ومؤيديه للنزول للشارع لتصعيد الاحتجاجات وإطلاق تحركات شعبية لمواجهة ما أسماه "تعدياً على حقوق المسيحيين".

ورأى محللون سياسيون أن هذه الدعوة تأتي لمحاصرة رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، وحلفائه ووأد جهوده لإحياء الحكومة وإعادة عجلتها للدوران مجدداً، خاصة بعد الجلسة التي عقدت الخميس الماضي وحاول خلالها تحريك المياه الحزبية الراكدة.

ويأمل عون أن تكون جلسة الحكومة المزمع عقدها، الخميس القادم، الشرارة التي ستشعل جذوة الاحتجاجات المسيحية التي يقودها، من باب خروج الجلسة بلا أية مكاسب حقيقية كسابقتها، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بملف تعيينات الجيش التي يصر عون على أن تكون أول ملفات الحكومة التي يجب حلها والوصول لقرار ينهي أزمتها.

وتباينت ردود الأفعال الرسمية والحزبية على دعوة عون، ولكنها اتفقت في مجملها برفض تلك الدعوة، حيث انقسم الساسة اللبنانيون ما بين مهاجمين لعون وتياره أو مطالبين بالاحتكام للعقل والحكمة في هذه المرحلة الحرجة.

ورفضت وزيرة المهجرين أليس شبطيني، ما أسمتها "لغة التهويل والتهديد" المتبعة من قبل البعض، مؤكدة أن الحكومة لن تنجر إلى مهاترات وسجالات تخضع في معظمها لإملاءات ومصالح شخصية لم تقدم سوى العرقلة والخراب والضياع، حسب تعبيرها.

وقالت الوزيرة: "نحن مسيحيون موجودون في لبنان ومشاركون في الحكومة، ونرى بأن الاستقرار والاستمرارية هما الضمانة لوجودنا، لذا ندعو الذين يهددون بإنزال الناس إلى الشارع وإرهاق الساحة اللبنانية بمطالب ليست ملحّة، للنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للبلاد، لأن ذلك سيحقق مصالحنا وسيزيل مصاعبنا، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام.

ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن العودة إلى الشارع غير مجدية لأنها لن تعطي "التيار الوطني الحر" ما يعجز تمثيله النيابي ووزراؤه عن منحه له.

واعتبر "درباس" أن النزول إلى الشارع غير مقبول، لأن كل فصيل وحزب له شارعه، منوهاً إلى أن الدخول في لعبة حقوق المسيحيين قد يؤدي إلى دخول آخرين في لعبة حقوق الطوائف الأخرى.

من جهته، اعتبر رئيس "التيار المستقل" اللواء عصام أبو جمرة في بيان له، أن تهديدات عون هي نوع من الغوغائية التي لا تحصّل حقوق المسيحيين، ولا حقوق المسلمين.

وأكد أنه لا ولن يبنى الوطن على "العونية"، ولن يصل الداعي إليها إلى الرئاسة، لافتاً إلى أن الناس اليوم غيرهم في الأمس، فشتان بين نضال عون لتحرير البلاد من المحتل السوري وبين التحركات الانقلابية التي قام بها والتحالفات التي انغمس بها مع شعار "أنا أو لا أحد" و"الصهر أو لا أحد"، على حد قوله.

وختم بالقول: "الوقت والظرف في المحيط وفي لبنان لا يفسحان المجال لمثل تلك العنتريات التي يسعى أصحابها للوصول إلى مبتغاهم من خلاها، إنما هي ستكون سبب نهايتهم.

وشدد "تجمع عائلات الطريق الجديدة" في بيان له، على أن قرار العماد ميشال عون واحدة من حروبه الخاسرة التي تضعف لبنان وتعمق الانقسامات بين مكونات شعبه وطوائفه"، مبدياً أسفه لاستخدام عون لغة التهديد والوعيد والكلام الاعتباطي الخارج عن المألوف وعن اللغة السياسية التنافسية التي ينتهجها حليفه حزب الله".

وانتقد مصطفى الحكيم رئيس حزب "النجادة" دعوة عون لاستثارة المسيحيين، مؤكداً أن التهديد بالنزول إلى الشارع ستقابله دعوات من الأطراف الأخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى تصادم حتمي، في وقت يستقوي عون بدعم حليفه حزب الله اللامحدود لمخططاته الإنقلابية، على حد تعبيره، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

وتبقى كافة الاحتمالات مفتوحة بمرور أيام الأسبوع الجاري، انتظاراً لجلسة الحكومة الخميس القادم، حيث يترقب التيار العوني مخرجات جلسة الحكومة، فيما تترقب الحكومة تحركات أنصار "التيار الوطني الحر"، فيما ينتظر الشارع اللبناني الفرج بغض النظر عن مصدره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com