أمّ سورية تحكي قصة ابنها الذي مات ثم عاد للحياة
أمّ سورية تحكي قصة ابنها الذي مات ثم عاد للحياةأمّ سورية تحكي قصة ابنها الذي مات ثم عاد للحياة

أمّ سورية تحكي قصة ابنها الذي مات ثم عاد للحياة

 تضرر آلاف المدنيّين السوريين طوال أكثر من أربع سنوات من الأزمة، وتفرّقت عائلات كثيرة، بسبب اختلاف الولاءات، وافتراق الرؤى، ووجهات النظر ما بين أفرادها وناسها.

تقطن عائلة الحاجّة "أم علاء" في حي "الجزماتي" بمدينة حلب (شمال سوريا). وهي امرأة سبعينيّة العمر، مازالت تعيش مع بنات ابنها الثلاثة، وزوجته في الحي نفسه، بعد أن تركهنّ ابنها، والتحق بتنظيم "داعش"، قبل نحو خمسة أشهر.

تقول الحاجة في حديثها لشبكة "إرم" الإخبارية: "بالبداية كان ابني ينوي السفر إلى تركيا، كي يعمل ويحسّن وضعه المادي من جهة، ويغطّي معيشة عائلته من جهة أخرى، لاسيما أنّ حالته الماديّة مزرية، فهو متوقّف عن العمل منذ نحو سنتين، في البداية منعته من السفر فهو الرجل الوحيد في المنزل".

وتضيف: "لكنّه كان يشكي قلّة العمل في حلب، فقرر أخيراً السفر نحو تركيا، وأنه سيزورنا كلّ شهرين، ليطّلع على حالنا. وكنا ننتظره أن يعود بعد شهرين، لكني فوجئت بخبر من صديقه، أنّه لم يذهب إلى تركيا، بل أكمل طريقه شرقاً نحو ريف حلب، ليبايع تنظيم "داعش".

بعد فترة، وصلها خبر أن ابنها قُتل، خلال معارك مع وحدات حماية الشعب الكرديّة، وأنّه دُفن في منبج بريف حلب الشرقي، فقامت بإخبار أقربائها وجيرانها وأقامت العزاء في منزلها. ثم تركت زوجة ابنها المنزل، وعادت لأهلها، بينما بقيت أم علاء تعيش في حزنها.

بعد حوالي أكثر شهر، سمعت أمّ علاء خبراً عن ولدها، من أحد الأشخاص المقرّبين منه، أنّه على قيد الحياة، وهو في أحد المشافي الخاضعة لسيطرة التنظيم، صُعقت أمّ علاء بالخبر، فطلبت من صديقه أن تكلّم ابنها.

وتكمل أمّ علاء: "عندما تلقّيت الخبر صعقت، ثم شعرت بفرحةٍ ما بعدها فرحة، ابني الذي مات، عادت إليه الحياة من جديد.. فطلبت من صديقه، أن يؤمّن لي اتصالاً معه، حتّى اطمئنّ عليه.. وبالفعل بعد انتظار ثقيل، أعطاني الهاتف وقال لي ابنك على الخط.. عندما كلّمته لم أتمالك نفسي، وطلبت منه أن يأتي إلى حلب على الفور، لكنه قال لي، بحرقة وأسى، أنّه لا يستطيع، لأن هناك معارك بين الثوار وداعش".

وتنهي أمّ علاء حكايتها، بالقول: "أربعة أشهر مرت ولم أر ابني، الذي يقارع الموت في أحد مشافي ريف حلب الشرقي، كم أتمنى أن تنتهي الحرب، كي أراه سالماً، بالرغم من أني غير راضية عن انضمامه لتنظيم داعش، لأن تقتل الناس، وحتى الثوار، تقول عنهم مرتدين، وتكفر كل المسلمين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com