في حوار خاص.. مصدر يكشف لـ "إرم" الفخ الذي أوقع فيه صالح الحوثي
في حوار خاص.. مصدر يكشف لـ "إرم" الفخ الذي أوقع فيه صالح الحوثيفي حوار خاص.. مصدر يكشف لـ "إرم" الفخ الذي أوقع فيه صالح الحوثي

في حوار خاص.. مصدر يكشف لـ "إرم" الفخ الذي أوقع فيه صالح الحوثي

اتهم النائب في البرلمان اليمني والقيادي في حزب الإصلاح شوقي القاضي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، بـ "إشعال الحرب والاقتتال في اليمن، كونهم هم من هدد بها وخطط لها ونفذها وتولى كبرها، في الوقت الذي كان اليمنيون يستعدون للبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والاستفتاء على الدستور".

واعتبر القاضي، أن "تأثير تداعيات تأخير حسم المعركة في اليمن، قد ينذر بكارثة على اليمنيين، ومزيداً من الضحايا والنازحين والدمار، بالإضافة إلى أن تأخير الحسم يصنع بيئة خصبة لجماعات العنف والإرهاب وتقوية لنفوذها".

وقال القاضي لشبكة "إرم" الإخبارية إن "الحوثيين أداة من أدوات انتقام علي عبدالله صالح وثورته المضادة، نظراً لتجربة الحوثيين المحدودة بالعمل السياسي، ما أوقعهم في فخ مخططاته، حتى فقدوا مستقبلهم السياسي".

وأشار النائب اليمني إلى "أن المملكة العربية السعودية قد خطت لنفسها مساراً جديداً مختلفاً عن سياساتها السابقة، باتجاه فاعلية أقوى، وتأثير أوضح"، مثمناً في الاتجاه نفسه "دور قطر في صنع قواسم مشتركة مع شعوب المنطقة، ووقوفها مع القضية الفلسطينية، وثورات الربيع العربي".

تفاصيل حوار النائب شوقي القاضي مع "إرم" في ثنايا السطور التالية:

* كيف تصف لنا الحالة التي يمر بها اليمن اليوم؟

- الوضع في اليمن مأساوي جداً، وينذر بكوارث قادمة ـ لا سمح الله ـ ستزيد الوضع تعقيداً، فعلى مستوى الحرب، هناك مليشيا "صالح-الحوثي" تمتلك السلاح النوعي والخِبرة والعدد والتدريب والمال، تواجهها حركات "مقاومة شعبية" من أبناء المحافظات محدودة الإمكانات والخِبرة.

وعلى المستوى الإنساني فقرٌ ونزوح ولجوء، وانعدام لأبسط مقومات الحياة، في ظل جرائم حرب ترتكبها مليشيا "صالح-الحوثي" وقتل مُتَعَمَّد ضد المواطنين والمدنيين والنساء والأطفال وأرقام مخيفة من الضحايا والجرحى على مستوى اليمن كله وخاصة محافظات الاقتتال "عدن وتعز ولحج والضالع والبيضاء وأبين وشبوة ومأرب والجوف".

* كيف تقيم عمليات قوات التحالف منذ البداية وحتى الآن بعد مرور أكثر من شهرين؟

- بداية لابد من التأكيد بأن دول التحالف ليست جمعيات خيرية، متطوِّعة للآخرين، بل هي دول لها مصالحها التي تنطلق منها، وخططها لحماية أمنها القومي، وحسب تصريح ناطقها الرسمي، حول هدف التحالف، بأنهم: "قضوا على كل الصواريخ التي كانت تهدد دول الجوار"!

لكن فيما يتعلق بالهدف الذي أعلنوه وهو: "إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"! لازال لم يتحقق منه شيء، بل على العكس جُرَّتْ تسع محافظات إلى الحرب والاقتتال، على أمل أن تجد في التحالف نصيراً وداعماً في معاركها ضد مليشيا "صالح-الحوثي"، لكننا ومن خلال متابعتنا لأخبار جبهات المقاومة، نجدهم يشعرون بريبة من تلك الوعود، إن لم يُشكِّك بعضهم بها، بل يذهب البعض إلى أسوأ الاحتمالات وهو إن دول التحالف أكلَتْ الثوم بفم المقاومة الشعبية، فحقَّقَتْ هدفها "بتدمير منظومة الصواريخ والأسلحة التي كانت تهدد أمنها" فقط، بينما تخلَّت عن الدعم "الحقيقي" و"الفعَّال" لجبهات المقاومة، وتركتها فريسة لانتقام مليشيا "صالح-الحوثي".

* كيف تابعت تغيرات المشهد اليمني منذ ثورة 2011، وحتى الآن؟

- ثورة فبراير 2011، هي ثورة شعب عظيم بامتياز، خرجت ملايينه، بطريقة سلميَّة، تطالب بحياة كريمة مشروعة، خالية من الفساد والجهل والفقر والمرض، وكاد أن يحقِّق مطالبه لولا إن "الحامل السياسي" للثورة ـ وأقصد به "اللقاء المشترك" ـ كان أضعف من أن يُعَبِّر عن تطلعات الشعب، وسقفُه أدنى من طموحات الثوَّار، ثم جاء الرئيس هادي ليضع المسمار الأخير في نعش الثورة، بحركته البطيئة وفريقه السيء وطريقة إدارته لفترته الرئاسية بنفس آلية سلفه، ولهذا انتكس مسار الثورة.

واستطاع رأس النظام الساقط الذي خرج الشعب ضد فساده وطغيانه ـ وأقصد به علي عبدالله صالح ـ أن يُرَتِّب أوراقه، ويعيد تنظيم صفوفه، لينقضَّ على "وليد" اليمن المنشود الذي كان يتخلَّق عبر "مؤتمر الحوار الوطني

* من المسؤول عن الدخول في مشهد الحرب الذي نشاهده هذه الأيام؟

- مسؤولية إشعال الحرب والاقتتال في اليمن بالمقام الأول والمباشر يقع على من هدَّد بها وخطط لها ونفَّذها وتولى كِبَرَها ـ نهاراً جهاراً ـ وهو علي عبدالله صالح ووحداته العسكرية وعبدالملك الحوثي ومليشياته، فبينما كان اليمنيون يستعدون للبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والاستفتاء على الدستور وغير ذلك، اقتحمت مليشيا "صالح-الحوثي" صنعاء في 21 سبتمبر2014 وأسقطت الدولة ومؤسساتها، كذلك الدور المشبوه للمجتمع الدولي الذي تهاون في واجباته تجاه معرقلي التسوية بموجب قرارات مجلس الأمن وصلاحياته.

* ماهية تداعيات تأخير الحسم على المشهد اليمني؟

- تداعيات تأخير الحسم كارثة على اليمن واليمنيين، ومزيداً من الضحايا واللاجئين والنازحين والدمار، كما أن في تأخير الحسم صناعة بيئة خصبة لجماعات العنف والإرهاب وتقويةً لنفوذها، ولدى علي عبدالله صالح خبرة كبيرة في صناعتها واستقطابها وتوظيفها، مما يهدد أمن اليمن والخليج والمنطقة كلها.

* هناك من يقول إن الحوثي وصالح صمدوا بقوة أمام ضربات قوات التحالف، وهجمات المقاومة الشعبية.. ما هو رأيك في هذه الزاوية؟

- نعم الحوثي وصالح صمدوا بقوة أمام ضربات قوات التحالف، بدليل إن مليشيا "صالح-الحوثي" لازالت تقتل اليمنيين وتدمِّر بيوتهم في أكثر من 9 محافظات، وتمتلك أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة والمُدَمِّرة، كما أنها لازالت جاثمة على صدر الدولة وناهبة لمؤسساتها .. فماذا يعني هذا؟!

* هل يمكن أن تجدي نفعاً، التحركات السياسية للمبعوثين التابعين لصالح والحوثي في مسقط وروسيا وغيرها من الدول؟

- نعم تجدي لصالحهم ولتحقيق أهدافهم، باستخدام الأوراق التي ذكرناها، ولأن المجتمع الدولي ـ للأسف ـ يدير صراعاته ومصالحه بأنانية وبلا أخلاق وبالمنطق الميكيافيللي "الغاية تبرر الوسيلة" ولو على حساب دماء الشعوب ودمار أوطانها، وما النموذج السوري إلا دليل على ذلك.

* برأيك.. كيف يفكر العقل الحوثي ويحكم علاقاته وتعاملاته مع الداخل والخارج؟

- الحوثيون أداة من أدوات انتقام "صالح" وثورته المُضادة، وتجربة الحوثيين بالعمل السياسي محدودة وناشئة، مما أوقعهم في فخِّ صالح ومخططاته، ففقدوا مستقبلهم السياسي، وتراكمت عليهم ثأرات الشعب اليمني، وأظن أنها بحاجة إلى عقود وقرون لتجاوزها.

* كيف تتابع التداعيات السياسية التي ترافقت مع الضربات العسكرية لقوات التحالف؟

- يقولون إذا لعلع الرصاص خرستْ الألسُن، فالتداعيات السياسية الداخلية توارت عن المشهد تماماً، وانكتم صوتها، وهذا دليل على الحضور الهش للمكونات السياسية، حيث انقسم المجتمع إلى جبهتين، الأولى مع الحوثيين وضد تدخُّل دول التحالف، والثانية ضد الحوثيين وعلى أمل أن يساعدهم إخوتهم في دول التحالف العربي لمواجهة بطش مليشيا "صالح-الحوثي"، وهناك فئة صامتة تتقاسم مع اليمنيين كل الهموم والأزمات والمشاكل.

*ما هي توقعاتك لمسار الأزمة في اليمن؟

- يصعب عليَّ أن أتوقَّع مستقبل مسار الأزمة اليمنية، بسبب تشابك مصالح أطرافها، وتعدد ملفاتها، ولكني متفائل بشباب اليمن وعقلائه، الذين نعوِّل عليهم، بعد الله، أن يسهموا في إنقاذ بلدهم وشعبهم.

* كيف قيمت التحرك السعودي الخليجي في اليمن وما مدى تأثيره على المنطقة؟

- واضح أن المملكة العربية السعودية خطَّت لنفسها مساراً جديداً مختلفاً عن سياساتها السابقة، باتجاه فاعلية أقوى، وتأثير أوضح، وهو إيجابي لصناعة توازن نسبي في المنطقة.

* هل نحن قادمون على تأثير سعودي خليجي على القرار في المنطقة العربية إن لم يكن قيادة القرار العربي؟

- نتمنى ذلك شريطة أن ينطلق من مصالح "الأمة العربية" ونصرة قضاياها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com