تقرير: استراتيجية أردنية لمواجهة داعش خارج حدود المملكة
تقرير: استراتيجية أردنية لمواجهة داعش خارج حدود المملكةتقرير: استراتيجية أردنية لمواجهة داعش خارج حدود المملكة

تقرير: استراتيجية أردنية لمواجهة داعش خارج حدود المملكة

تظهر التصريحات العلنية للقيادات الأردنية أن عمان أضحت أكثر عزما على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خارج حدود المملكة، خاصة بعد أن أشار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلى استعداد بلاده لدعم القبائل السنية في شرق سوريا وغرب العراق، حسب متابعين للشأن الأردني.

وكان العاهل الأردني قال في مقابلة صحافية أجريت معه أخيرا، إن "العالم يدرك الدور المهم للأردن في الاستقرار الإقليمي وإنهاء الأزمة في سوريا والعراق"، موجهاً خطابه لوجهاء القبائل في الصحراء الأردنية الشمالية بالقول "إننا سندعم الأخوة من القبائل العربية خارج حدودنا".

وقال قائد القوات المسلحة الأردنية، مشعل الزبن، خلال كلمة ألقاها في مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال الأردني: "سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس ضد أي تهديد، حتى خارج حدودنا".

وفي حفل بثه التلفزيون العام الأردني، في 9 حزيران/ يونيو المنصرم، تلقى الزبن راية الهاشميين من الملك، وأضيفت الراية رسمياً إلى ألوية مختلف فروع القوات المسلحة.

وتعتبر راية الهاشميين، رمزاً للجذور التاريخية للعائلة الحاكمة في الأردن، وهي تحمل نفس العبارات الإسلامية الموجودة على راية "داعش".

وبحسب تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية، فإن "هذه الحركة الرمزية لإضافة الراية الهاشمية إلى ألوية القوات المسلحة، ربما تم تصميمها خصيصاً للإشارة إلى أن داعش لا تستطيع احتكار العقيدة". ومع ذلك، فإن التصريحات الرسمية الجريئة التي تزامنت مع الحركة الرمزية، أثارت موجة من ردود الفعل والتكهنات في كل من الأردن وسوريا والعراق.

وقامت السلطات السورية بتجميع بعض مؤيديها من وجهاء القبائل الـ12 في مؤتمر لإعلان "رفضهم التام لعرض العاهل الأردني". كما أدان السفير السوري في الأمم المتحدة "تهديدات الملك عبد الله الثاني للسيادة السورية"، على حد تعبيره.

في المقابل، رحبت قبائل النعيم في سوريا علنياً بعرض عمان. وأعلن مجلس قبائل النعيم، في بيان له الأسبوع الماضي، أن "القبائل العربية هي العمود الفقري لوحدة وطننا، وهي المخولة لحماية سوريا من التفتت الناجم عن القوى الطائفية ونظام الأسد على حد سواء".

من جانبهم، اعتبر متابعون في العراق، أن عمان "تريد أن ترث أراضي داعش بعد سقوط التنظيم وزواله".

وأشارت العديد من التقارير في دمشق وبغداد وحتى عمان إلى "خطة أردنية خيالية لضم الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومة في كل من سوريا والعراق". وأثيرت "نظريات المؤامرة حول محاولة أردنية لاستخدام انهيار حدود سايكس بيكو لتوسيع أراضيه".

ويتمثل التفسير المحتمل للتصريحات الرسمية الحذرة القادمة من عمان في أن السلطات الأردنية "تسعى إلى تعبئة السكان حول الراية الوطنية واعتبار داعش عدواً أجنبياً". وإضافة إلى التحذير، أرادت عمان استباق أي هجوم على أراضي المملكة الهاشمية إذا تم اكتشافه في بلد مجاور.

ووفقاً لتقرير "العرب" اللندنية، فإن أهم جانب من جوانب التصريحات الأردنية الجريئة يمكن التوصل إليه من خلال التوقعات المتداولة لدور أكبر مقترح لعمان، في تسليح القبائل العربية في سوريا والعراق لمحاربة "داعش". لكن الأردن ينفي أن تكون له أي نوايا في هذا الصدد.

وإذا كان ذلك هو الهدف في الواقع، فقد تم الترويج له بشكل سيء، لكن نادراً ما يتم الإفصاح عن السياسات الرئيسية. وحتى الآن، يقوم الأردن بكل ما يلزم من أجل صد تهديدات "داعش" وأي أخطار محتملة من "جبهة النصرة" (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، التي تتوسع بسرعة على الجانب الآخر من حدوده الشمالية.

وأنشأ الأردن سياجاً رقمياً على حدوده، وسخر موارد كبيرة وطاقة هائلة لحماية أراضيه. وتم نشر معدات المراقبة، وأجهزة الاستشعار (المجسات) ونظم الإنذار المبكر بطريقة أشبه ما يكون بإغلاق الحدود. ومع ذلك، لا يعتبر تحقيق الأمن مجرد تحد تقني، بل إنه بالأساس قضية إستراتيجية حيث تتكامل الجوانب السياسية والعسكرية والتقنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com