التوريث السياسي يفاقم أزمات حزب الله في لبنان
التوريث السياسي يفاقم أزمات حزب الله في لبنانالتوريث السياسي يفاقم أزمات حزب الله في لبنان

التوريث السياسي يفاقم أزمات حزب الله في لبنان

أكد محللون سياسيون أن حزب الله اللبناني أضاف لنفسه أزمة جديدة بعدما ألقى بنفسه في دوامة التوريث السياسي حين سمح صناع القرار فيه بتعيين مصطفى عماد مغنية وريثاً لعائلة مغنية في الحزب بعد مقتل شقيقه جهاد الذي استلم مهامه بعد مقتل والده أيضاً.

وأثار تعيين حزب الله لمصطفى مغنية مسؤولاً لعمليات الحزب العسكرية في منطقة الجولان، خلفاً لشقيقه جهاد الذي قتل في غارة إسرائيلية على القنيطرة في (يناير/ كانون الثاني) الماضي، حنقاً واستهجاناً كبيرين بين قيادات الحزب.

وأحدث هذه القرار بلبلة في أوساط حزب الله، بحسب محللين، نظراً لما اعتبروه قلة خبرة مصطفى في المجالين الأمني والعسكري، والمحسوبية والمجاملات العائلية التي يتم من خلالها إدارة العمليات في الحزب، على حد تعبير البعض.

وأشارت مصادر داخل الحزب إلى أن انتقادات واسعة تطال الأمين العام لحزب الله بعد هذا القرار نظراً لطريقة التعيينات في مختلف المناصب داخل هيئات الحزب، والتي ما تزال تعاني من ظاهرة تعيين الأقارب والأصدقاء بدلاً من تعيين ذوي الخبرة والاختصاص، بحسب السياسة الكويتية.

ويحظى "الأمير" مصطفى، كما يلقب بين قيادات الحزب، بمكانة خاصة لدى بعض مسؤوليه الذين يقدمون له دعمهم وتأييدهم التام، رغم أنه في العشرينات من العمر، لدرجة تسليمهم إياه مهمة بالغة الجسامة بالإشراف على جبهة الجولان الحساسة.

ونقل موقع بوابة الحركات الإسلامية حالة الغضب والقلق التي تنتاب قادة حزب الله خوفاً على مستقبل الحزب في إطار طغيان منهج التوريث للمناصب القيادية والعسكرية المهمة والحساسة، على مبدأ اختيار أصحاب الكفاءة والأكثر قدرة وفهمًا واستيعابًا للأحداث والملفات.

ولا يقتصر التوريث السياسي حالياً على حزب الله فقط، بل بدأت الظاهرة تطفو على سطح الساحة السياسية اللبنانية مجدداً من خلال إعلان عدد من النواب ورؤساء الأحزاب عزمهم نقل مسؤولياتهم وصلاحياتهم ومناصبهم النيابية والحزبية إلى أبنائهم.

ويرى مراقبون أن التوريث في الحزب التقدمي الاشتراكي هو صنعة عائلية بامتياز بدأت بالنائب الراحل كمال جنبلاط الذي نقل لنجله النائب الحالي وليد جنبلاط زعامة الحزب وأورثه زعامة طائفة الموحدين الدروز ورئاسة الحزب والمقعد النيابي والذي بدوره يستعد لتوريث المقعد النيابي لنجله تيمور.

وبدأ تيمور وليد كمال جنبلاط، الشهر الماضي، باستقبال طالبي الخدمات والمؤيدين لتياره، مدشناً بذلك ممارسة الشأن العام بمفرده بعد فترة من التدرب إلى جوار والده الذي يفترض أن يستقيل من البرلمان في غضون أسابيع لينتخب تيمور للمقعد ذاته، وفق المتابعين.

ورأى خبراء الشأن اللبناني أن رئيس حزب الكتائب النائب أمين الجميل، سار بنفس النسق العائلي التراتبي، حيث أعلن الشهر الماضي عزوفه عن الترشح لرئاسة الحزب مفسحاً المجال أمام نجله النائب سامي ليتبوأ المركز، وهو ما تحقق بعد فوزه بانتخابات الكتائب على منافسيه بفارق شاسع.

وأكد محللون رئيس حزب "المردة" سليمان فرنجية نهج ذات النهج حيث يُعد نجله طوني لرئاسة التيار ولاستلام الزعامة المسيحية شمال البلاد، بالإضافة لتولي مقعده النيابي.

ويشدد مراقبون للشأن اللبناني على أن ما تشهده لبنان من توريث حزبي ونيابي يعتبر حلقة في مسلسل الفشل السياسي الذي تشهده البلاد، وهو ما يجعل اللبنانيين غير مكترثين بما يحدث في السر كان أو في العلن لعدم اقتناعهم بقدرة النواب أو أبنائهم أو أحفادهم على تغيير وضع مأساوي استفحل في الجسد السياسي اللبناني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com