الأمم المتحدة: أنباء عن نزوح 60 ألفاً من الحسكة

قال مكتب الأمم المتحدة في سوريا، الجمعة، إنه ترددت أنباء عن نزوح 60 ألف شخص بسبب هجوم تنظيم "داعش" على مدينة الحسكة شمال شرق البلاد، وإن ما يصل إلى 200 ألف قد يحاولون الفرار في نهاية المطاف.

وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن هجوماً شنه مقاتلو تنظيم "داعش" على مدينة عين العرب (كوباني) السورية وقرية قريبة، أسفر حتى الآن عن مقتل 146 مدنياً على الأقل، في ثاني أكبر مذبحة يرتكبها "داعش" بالبلاد.


وشن التنظيم الإرهابي هجوماً على مناطق تحت سيطرة الحكومة في الحسكة، الخميس، فاستولى على منطقة على الأقل في جنوب غرب المدينة الواقعة في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا والعراق.
والحسكة مقسمة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت إدارة كردية.
إلى ذلك قال مدير "المرصد السوري" رامي عبد الرحمن، إن التنظيم دخل عين العرب (كوباني) الواقعة على الحدود مع تركيا، ثم اندلعت اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردية في المدينة.
وأضاف عبد الرحمن أن الهجوم يمثل ثاني أكبر مذبحة يرتكبها "داعش" بحق المدنيين، منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنية شرق سوريا العام الماضي.


وتدور اشتباكات متقطعة، الجمعة، بين مقاتلي "داعش" ومقاتلين أكراد وسط مدينة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية، في ظل حصار مطبق ينفذه مقاتلو "داعش" على مناطق مدنية مأهولة بالسكان.


وتتركز الاشتباكات في مناطق الثانوية والمركز الثقافي وشارع ثمانية وأربعين وحي المقتلة.
وقالت مصادر إن الاشتباكات التي بدأت الخميس أسفرت عن نحو 150 قتيلاً وعشرات المصابين، وما زالت جثث قتلى آخرين في البيوت والشوارع لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول لها.

وتجمعت عشرات الأسر الكردية الفارة من الاشتباكات منذ ليل الخميس في محيط معبري "مرشد بينار" و"يامورتا لك" الفاصلين بين سوريا وتركيا، أملاً في أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول إلى الجار الشمالي.
وقالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية على الحدود إن السلطات التركية لم تتخذ قرارا بعد بالسماح للاجئين بالدخول إلى أراضيها، موضحة أنها سمحت فقط بدخول الجرحى لتلقي العلاج في مشافيها.
وأكدت المصادر أنها سمحت منذ الخميس بدخول 154 جريحاً للعلاج في المستشفيات التركية، 4 منهم فقدوا حياتهم.


وعلى الصعيد السياسي، دان الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، الجمعة، المجزرة التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية ضد المدنيين الأكراد في مدينة عين العرب، والهجوم على مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد.


وأكد الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط، في تصريح صحفي أن "تنظيم الدولة والنظام السوري يزرعان الرعب والإرهاب في مدينة الحسكة وكل مكان". وأضاف أن الائتلاف الوطني السوري "يدين تحويل المدنيين إلى دروع بشرية والمناطق السكنية إلى ساحات حرب، ويدين جرائم تنظيم الدولة الإرهابي ونظام الأسد ضد الشعب السوري".


وقال المسلط، "إن الأنباء التي ترد من مدينة الحسكة مقلقة ومروعة إلى أقصى الحدود، المدنيون محاصرون بين طرفين يتنافسان في زرع الرعب والإرهاب في كل مكان. وإن الاستمرار في ترك المدنيين رازحين ما بين مطرقة النظام الإرهابي وسندان التنظيمات الإرهابية لن يقود إلا لما هو أسوأ".
وأضاف "كما ندين المجازر المروعة التي يقوم بها تنظيم الدولة الإرهابي بحق الأكراد في عين العرب (كوباني)، وإن حالة الشلل على المستوى الدولي، والتأخر في وضع نهاية لهذا النظام وملحقاته من التنظيمات الإرهابية، سيساهم في تفاقم الأمور على نحو ليس في مصلحة أحد، خاصة بعد أن تبين عجز إستراتيجية التحالف الدولي التي يستمر تنظيم الدولة الإرهابي في الالتفاف حولها وتجديد فتح جبهاته هنا وهناك، حيث نجده اليوم يهاجم مدينة عين العرب ويهدد ويقتل المدنيين مرة أخرى".