عاصفة "رومية" تخلط الأوراق بتيار "المستقبل"
عاصفة "رومية" تخلط الأوراق بتيار "المستقبل"عاصفة "رومية" تخلط الأوراق بتيار "المستقبل"

عاصفة "رومية" تخلط الأوراق بتيار "المستقبل"

لم يكن اللبنانيون في حاجة إلى تسريب أشرطة الفيديو من سجن رومية، التي نقلت مشاهد مقززة عن تعذيب سجناء، لإثبات الحساسية التي تحكم العلاقة بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي، ذلك أن الخلافات والتباعد في وجهات النظر بينهما ظهرت إلى العيان بأكثر من مناسبة، رغم انتمائهما إلى "تيار المستقبل"، حيث يمثلان هذا الفريق في حكومة الرئيس تمام سلام.

ولم تستطع محاولات الرئيس سعد الحريري تغطية هذه السياسة وتلك الخلافات ببن ممثليه في الحكومة.

فلكل وزير أسلوبه في التعاطي مع القضايا السياسية، وهذا ما يعكسه ريفي حيال معارضته الشديدة لـ "حزب الله" واستعداده لمقارعته ليل - نهار.

ولم يتوان عن اتهام الحزب لوقوفه وراء تسريب شريطي التعذيب لسجناء إسلاميين في رومية، الأمر الذي لم يقله المشنوق وتأكيده حتى الآن أن لا معلومات لديه عن مصدر التسريب الذي أحدث كل هذه الضجة لدى الرأي العام اللبناني.

ولا يعني تعارض المشنوق وريفي حيال هذه النقطة، أن الأول يؤيد سياسات "حزب الله" ومشاركة مقاتليه في الحرب السورية، إلا أنه يفضل اتباع أسلوب آخر مع الحزب، على عكس صقور في "المستقبل" لا يتحدثون باللين مع الحزب وفي مقدمة هؤلاء الرئيس فؤاد السنيورة وريفي والنائب أحمد فتفت وسواهم.

وتعج الحلقات الداخلية في التيار الأزرق بالاعتراض على المشنوق، وليس في صفوف الجماعات والقوى الإسلامية فحسب وتتهمه بالعمل على مهادنة فرقاء "8 آذار" الذين هبوا في اليومين الفائتين لمناصرته ودعمه في وجه ريفي. وهذا ما برز في وسائل إعلامهم وتصريحات مسؤوليه ونوابه.

ومن الملاحظات عند "المستقبل" وقوى أخرى في "14 آذار" أنه أشرك قبل أشهر المسؤول عن وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا في اجتماع تحت قبة غرفة الاجتماعات في وزارة الداخلية، في حضور كبار القادة الامنيين الرسميين.

وجاءت أزمة الأشرطة لتفتح الضوء من جديد عن اتهام المشنوق بمحاباته فرقاء "14 آذار" واستغلاله العلاقة المتينة التي تربطه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وإبداء نواب في كتلة "حزب الله" إعجابهم بسياسة المشنوق وحسن إدارته للخطط الامنية التي نفذت في طرابلس وبيروت والضاحية الجنوبية وأكثر من منطقة والتي لم تخل من كيل الملاحظات عليها، خصوصا في البقاع.

ومنذ الأسبوع الأول لانطلاق حكومة سلام والتي تتعثر بأكثر من ملف ولا قدرة لها على الانعقاد اليوم، برزت ملامح الود من بري في اتجاه وزير الداخلية. وقال فيه أخيرا أنه "يمارس عين الصواب" ليتلقى جرعة دعم جديدة من عين التينة.

وتوضح أوساط رئيس مجلس النواب لشبكة "إرم" الإخبارية أن "المشنوق يقوم بالواجبات المطلوبة منه على أكمل وجه. ولا يستغل موقعه السياسي في تصفية حسابات مع الجهات التي لا يلتقي معها. وهو جدير بالأدوار والمهمات التي يقوم بها .ونجح في تفتيت ما يطلق عليه إمارة سجن رومية، على الرغم من الضغوط التي تمارس ضده حتى من تيار المستقبل، لكن الرئيس الحريري يمنحه كل الثقة".

وكان بري قد ابلغ وزير الداخلية دعمه الكامل له في سجن رومية "حتى لو كان السجناء من الشيعة. اعتمد القانون فيصلك ولا تخشى من أحد. وانا معك".

كذلك تلقى مواقف المشنوق محل تقدير من "حزب الله"، وهذا ما يقولوه مقربون من الحزب لـ"إرم" حتى "لو لم بتم الاتفاق معه حول مواضيع عدة، لكنه في المحصلة يطبق سياسة حكيمة في وزارة الداخلية، اضافة الى حرصه على انجاح الحوار القائم بين الحزب وتيار المستقبل برعاية الرئيس بري".

تجدر الاشارة إلى أن مراقبين يرددون ان من حسن حظ اللبنانيين والحكومة الحالية التي تمر في ظروف أكثر من صعبة في ظل البركان الذي يهدد البلد ان حقيبة الداخلية في يد شخصية سنية قوية وقادرة من "تيار المستقبل" وجادة في التصدي للإرهاب وجبه الضغوط التي تعترضه من الداخل والخارج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com