نواب البرلمان الكويتي يتورطون في سجال طائفي جديد
شهدت قاعة مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، الثلاثاء، سجالاً بين عدد من نواب المجلس، على أساس مذهبي، انقسم فيه عدد من النواب على أساس انتماءهم السني أو الشيعي، في حادثة باتت تتكرر في الآونة الأخيرة.
وبدأت القضية عندما دخل النائبين حمدان العازمي (سني) وفيصل الدويسان (شيعي) في سجال، حيث كان العازمي يتحدث عن قضايا مالية تتعلق بعمل الحكومة، قبل أن يتدخل النائب الدويسان عارضاً وجهة نظر تخالف العازمي الذي قال للدويسان غاضباً "لا أنت ولا مذهبك".
وتدخل بعدها عدد من النواب الشيعة في السجال الدائر، وبينهم النائب عبدالحميد دشتي والنائب عبدالله التميمي، فاعتبر العازمي كلام النائب دشتي، طائفي، قبل أن يرد النائب الدويسان بالقول إنه سيقدم استقالته من المجلس احتجاجاً على ما اعتبره هجوماً على مذهبه.
وأضاف الدويسان "لو أني قلت لنائب سني روح عدل مذهبك، ماذا تظنون رد فعل أهل الكويت، لكن عندما يشتم مذهبي بذات العبارة ولا أجد أنصاراً وأعواناً يجبرونه على الاعتذار لشيعة الكويت، لا أجد بداً من تقديم استقالتي غداً من مجلس الأمة احتراماً لمذهبي ولشيعة العالم أجمع".
وتعد هذه الحادثة، الثانية خلال الشهر الجاري، بعد هوشة "مشاجرة" بين نائبين كويتيين في 2 يونيو/حزيران الجاري، نشبت بسبب اعتراض نائب شيعي على تدخل مشاركة بلاده في عملية عاصفة الحزم العسكرية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.
ويقول مراقبون إن الوحدة الوطنية في الكويت، مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن حوادث عادية تشهدها البلاد، تأخذ طابعاً طائفياً بسبب تصرفات النخب السياسية التي تستغل وسائل الإعلام والمناصب الحكومية دون أن تلقي بالاً لما يمكن أن تجره مثل هذه التصرفات.
وكان باحث اجتماعي كويتي قد قال لشبكة “إرم” الشهر الماضي، إن الكويتيين يكافحون لتجاوز تصرفات ذات طابع طائفي تمارسها النخب السياسية وبعض كتاب الرأي في وسائل الإعلام، لكن قد لا ينجحون في ذلك إلى الأبد مالم تتوقف تلك النخب عن طروحاتها الطائفية.
ويكافح البلد الخليجي للنأي بنفسه عن اضطرابات مذهبية في دول الجوار، لاسيما في العراق المحاذي للحدود، ومنع وصلها إلى البلاد التي يشكل فيها العيش المشترك بين سنة وشيعة الكويت نموذجاً هو الأنجح في المنطقة.
