بلير يلتقي مشعل في الدوحة لمناقشة فك الحصار عن غزة
بلير يلتقي مشعل في الدوحة لمناقشة فك الحصار عن غزةبلير يلتقي مشعل في الدوحة لمناقشة فك الحصار عن غزة

بلير يلتقي مشعل في الدوحة لمناقشة فك الحصار عن غزة

كشفت تقارير إعلامية أن توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة مرتين، لبحث خطة تهدف إلى فك الحصار عن قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثمان سنوات.

وأكدت المصادر، أن المحادثات التي بدأها بلير ومرافقوه في مايو/ أيار الماضي لازالت مستمرة حتى الآن، وأن بلير يريد إنهاء ملف حصار غزة قبل استقالته.

ويذكر أن محور المحادثات كان وقف إطلاق النار، وشروطه ومدته وتفاصيل أخرى، كمقدمة لتأمين القطاع وإعداداً لمرحلة لاحقة، يتم فيها بناء ميناء بحري وربما مطار.

وتوني بلير هو واحد من بين مجموعة من مبعوثي الأمم المتحدة، أرسلهم الأمين العام (كي مون) إلى قطاع غزة في الشهور الستة الأخيرة، ومن بينهم محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية الدولية لإعادة إعمار غزة، والسيد (باول غارنر) السفير السويسري لدى السلطة الفلسطينية، ووزير الخارجية الالمانية (فرانك والتر شتاينماير)، والذي وصف قطاع غزة ببرميل البارود الذي قارب على الانفجار.

وأكدت المصادر أن محادثات الدوحة، تعد الأكثر جدية وأنها مستمرة بسبب الدعم الذي تتلقاه من رئيس الوزراء البريطاني (كاميرون)، ومن واشنطن والاتحاد الأوروبي ودولتين عربيتين، وبعلم من إسرائيل، ولم ينفِ بلير أو حماس المحادثات، بل أكدوا أنها ما زالت لم تصل مرحلة إعطاء نتائج للإعلام.

ويعتقد البعض أن العرض التي تقدم به بلير، يعد دليلاً واضحاً على فشل المحاولات الدولية، لقبول شرط إسرائيل باعتراف حماس بها قبل بدأ المفاوضات. ولذلك فإن هذا الشرط غير مطروح على طاولة المفاوضات ولا حتى صواريخ حماس.

واعتبرت المصادر أن اختيار الغرب لحماس كممثل لقطاع غزة، يمثل اعتراف الغرب بأن لا مفر من التسليم بالدور المحوري لحماس، وإدراك منهم بأن الحروب الثلاثة، والحصار ورفض عباس بدفع الأموال للقطاع، ما هي إلا محاولة للضغط على سكان القطاع لرفض الحركة.

ويمثل عرض (بلير)، فرصة لحماس للتخلص من التأثير الذي تفرضه مصر على القطاع، فقرار الرئيس (السيسي) بهدم نصف مدينة رفح الحدودية لإنشاء منطقة عازلة، وإغلاق 521 نفقاً، بالإضافة الى إغلاق المعابر، قد مثل نفس الضرر الذي مثل الذي مثلته إسرائيل على الجهة الأخرى من الحدود حسب المصادر.

ومن الجدير بالذكر أن مصر قد فتحت المعابر مؤخرا، لمرور الإسمنت لإعادة الإعمار وشطبت اسم حماس من قائمة المنظمات الإرهابية لديها.

وفيما يرى البعض أن العرض لا يمكن رفضه يراه آخرون بأنه مقلق، فهناك شكوك حول (بلير) نفسه بسبب الدور الذي لعبه في الشرق الأوسط، إبان رئاسته لوزراء بريطانيا، وإعطائه الغطاء الشرعي لممارسات إسرائيل آنذاك.

فمنذ الإطاحة بالإخوان المسلمين (حليف حماس) في مصر، قدم بلير الدعم الوضح للرئيس السيسي، وصرح للإعلام حينما كان مبعوثا للجنة الرباعية، "أن جماعة الإخوان كانوا سيأخذون الشعب المصري بعيدا عن قيمهم وآمالهم بالتقدم، وأن الجيش بالرغم من كل شيء سيقودهم للمرحلة القادمة، والتي يجب أن تكون ديمقراطية، ويجب علينا أن نساعده بذلك".

وفي بريطانيا، ربط بلير بين جماعة الإخوان المسلمين، بما أسماه (الاختراق الإسلامي للمجتمع الغربي) حيث صرح "أن تعداد المسلمين في الغرب قد تجاوز الـ 40 مليون، وهو نشيط ويزداد يوما بعد يوم، وأن جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من المنظمات، تعمل بجد وتنتشر دون رقابة على نشاطاتها، وحاليا الجدل في مدارس (بريمنغهام) ومثيلها في فرنسا يرفع مؤشر خطر الاختراق الاسلامي لمجتمعنا إلى درجة عالية".

وقد اعترف بلير بأن تدمير حماس عسكريا، سلاح ذو حدين وقد يؤتي نتائج عكسية، فللحركة شعبية كبيرة، تمثل الحركة لهم أملا في المستقبل، في حين قد تعطينا الصفقة السلمية نفس الثمار. وفي المستقبل قد نستطيع التغيير، ومنع الدعم الشعبي الذي تتلقاه حركة حماس.

وتعتقد حركة حماس، أن عرضا من بلير والذي يتمتع بعلاقة جيدة مع السيسي والإمارات، الذين بدورهم يحتضنون القيادي السابق في حركة فتح (محمد دحلان)، قد يمثل فخا لها.

ويرى محللون أن العرض لن يكون إنهاء للصراع، وأنه لن يتجاوز كونه هدنة وفرصة لفك الحصار، فالحركة مازالت تتأمل بحكومة التوافق الفلسطيني، وأي اتفاق مع إسرائيل بعيدا عن فتح قد يفصلها عن باقي فلسطين. وتخشى لحركة أن تواجه نفس مصير محاداثات فتح مع إسرائيل.

ويبقى السؤال المطروح الآن، هل ستتمكن حماس من بدء نمط جديد من المحاداثات مع إسرائيل والخروج بنتائج مختلفة، بعد سلسلة محادثات مخيبة للآمال قامت بها فتح، لم تؤد سوى إلى مزيد من الاستسلام والتنازلات؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com