رئيس الحكومة اللبناني يطالب "بالضغط على اسرائيل" من أجل وقف إطلاق النار
كثفت الفصائل والميليشيات العراقية خلال اليومين الماضيين هجماتها الصاروخية تجاه أهداف عسكرية في الداخل الإسرائيلي، رغم مطالبات طهران لها بعدم الانخراط المباشر في الحرب.
وبعد أن أنهى قائد الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، اجتماعه مع قادة الفصائل العراقية في بغداد، حاثاً إياهم على عدم التصعيد العسكري ضد إسرائيل والقوات الأمريكية في العراق وسوريا، نفذت ما تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" فجر الأربعاء، أربع هجمات تجاه إسرائيل.
ولأول مرة تستخدم الفصائل العراقية صاروخ "الأرقب"، وهو نسخة مطورة محلياً من صواريخ "كروز"، لضرب هدف عسكري في إسرائيل.
وأشارت في بيان لها إلى أنها استهدفت قاعدة رامون في النقب بطائرات مسيرة، مع هدفين آخرين لم تعلن عن طبيعتهما في الجولان.
الخبير الأمني المقرب من الفصائل المسلحة، مازن العايدي، يرى أن قرار ما أسماها "فصائل المقاومة في العراق" إسناد "حزب الله" في الجنوب اللبناني يأتي "منسجماً مع موقف الأحزاب السياسية والفعاليات الدينية في العراق".
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن "غالبية الفصائل المسلحة تنتمي عقائدياً إلى المرجعية الدينية في النجف... أي ليس بالضرورة التوافق مع آراء وتوجهات طهران ومرجعيتها الدينية".
وكشفت مصادر داخل الفصائل المسلحة العراقية استعداد عدد كبير من الفصائل للمشاركة الفعلية إلى جانب "حزب الله" في جنوب لبنان.
وقال مصدر بدرجة قيادي في أحد الفصائل، لـ "إرم نيوز"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "مئات المقاتلين على أهبة الاستعداد للانتقال إلى لبنان عبر سوريا، لإسناد حزب الله على الأرض".
وأضاف أن "عديد المقاتلين المستعدين للقتال في لبنان قد يصل إلى ستة آلاف مقاتل"، مؤكداً أن "إجماع الفصائل على المشاركة يأتي ضمن تكتيك استباقي قبيل أن تستفرد إسرائيل بالفصائل العراقية في حال تم القضاء على حزب الله اللبناني".
ويأتي حديث المصدر متطابقاً مع تصريحات النائب عن كتلة "حقوق" حسين مؤنس، التي أبدى فيها استعداد الفصائل للقتال في لبنان، في حال صدرت فتوى "الجهاد الكفائي" من المرجعية الدينية.
وقال مؤنس، الذي يمثل الجناح السياسي لكتائب حزب الله داخل البرلمان العراقي، "نحن على استعداد لتلبية هذا النداء مرة أخرى ومرات عدة"، في إشارة منه إلى فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني عام 2014 بعدما سيطر تنظيم داعش على الموصل، والتي أدت إلى تشكيل الحشد الشعبي.
وكان بيان لمكتب السيستاني قد طالب "ببذل كل جهد ممكن" من أجل "حماية الشعب اللبناني من آثار العدوان المدمرة".
ودعا البيان "المؤمنين إلى القيام بما يسهم في تخفيف معاناتهم (اللبنانيين) وتأمين احتياجاتهم الإنسانية".
ويأتي تصعيد الفصائل العراقية بالتزامن مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، التي أقر فيها بتنفيذ عمليات عسكرية داخل العراق، حيث قال "الجيش قاتل على عدة جبهات في اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، ومنها تنفيذ عمليات عسكرية داخل العراق".
وخلال الأشهر الماضية، تعرضت بغداد وعدد من المناطق العراقية الأخرى لضربات عسكرية، وغارات جوية، استهدفت قادة لفصائل مسلحة ومقار عسكرية، أدت إلى مقتل وجرح العديد من الأشخاص.
ومنذ بدء التصعيد الأخير في لبنان، أعلنت ثلاثة فصائل وميليشيات عراقية مسلحة بشكل صريح استعدادها للقتال في لبنان، وهي كل من (كتائب حزب الله في العراق وكتائب سيد الشهداء وحركة النجباء).
وعلى الصعيد السياسي أبدت الفعاليات السياسية في العراق استعدادها للوقوف مع لبنان، والذهاب إلى "أبعد الحدود في مساندة حزب الله".
وهذا ما أكده موقف تحالف، الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، من خلال حديث رئيسه نوري المالكي في اجتماع للتحالف عقده في منزله.
واستند المالكي إلى موقف السيستاني وبيانه، قائلاً إنه "يشكل خريطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد بأشكاله كافة".
واعتبر المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي، أحمد عباس، أن حديث المالكي "إيذان غير مباشر وضوء أخضر للأجنحة العسكرية بالتدخل في الحرب الدائرة في لبنان، عبر جملة (الدعم والإسناد بأشكاله كافة)".
وأضاف أن الإطار التنسيقي الحاكم دائماً ما يعد "حزب الله" امتداداً للمشروع المسمى بـ "الساحات الموحدة"، التي تشمل إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، وفق رؤية ما يسمى "دول المحور".
وأكد القيادي في الفصيل المسلح، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الفصائل ستصعد هجماتها خلال الأيام المقبلة عبر الطائرات المسيرة بشكل خاص ضد إسرائيل"، في حال لم تتوقف الضربات الجوية التي تشنها إسرائيل على جنوب لبنان.