شهود على المجاعة لـ"إرم نيوز": مخيما جباليا والشاطئ سيتحولان إلى يرموك جديد
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا خانقًا على كل القطاع، تركز على محافظتي غزة وشمال غزة. ومع استمرار هذا الطوق الأمني عليهما، ومنع إدخال المساعدات، واستهداف مراكز الإيواء بشكل مباشر، بدأت تظهر أعراض المجاعة على السكان المتبقين في هذه المناطق.
يقول المواطن محمد المدهون والمتواجد هو وعائلته في مخيم جباليا: رفضت أنا وعائلتي الانصياع لأوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء بيتنا؛ لأننا مدنيون ولا علاقة لنا بالتنظيمات العسكرية وبالتالي لا داعي للإخلاء والنزوح، وتحملنا القصف العنيف والعشوائي والمجازر التي ارتكبت في أماكن قريبة من بيتنا، ولكننا لن نستطيع تحمل الجوع، فمنذ الأسبوع الأول نفدت السلع الأساسية من الأسواق بشكل شبه كامل، وتبقى القليل منها الذي سرعان ما نفد".
وتابع حديثه الخاص لـ"إرم نيوز": توقفت المخابز عن بيع الخبز للمواطنين بسبب عدم وجود وقود، بالإضافة لعدم وجود دقيق، فأصبحنا غير قادرين على توفير الخبز لأفراد العائلة، فاضطررنا إلى الاستغناء عن هذه المادة وتعويضها بالأرز المغلي على النار بطريقة بدائية. واليوم أنا لا أملك نهائيًا ما أطعم به أولادي، نفد من عندي كل شيء، حتى الماء الصالح للشرب.. نحن اليوم نشرب مياها ملوثة بنسبة 98٪ ".
يضيف المدهون: "أنا عاجز عن فعل أي شيء لعائلتي. أطفالي يمضون ساعات الليل الطويل يبكون من شدة الجوع، لدي 9 أبناء، وأبي وأمي مقعدان لا يستطيعان التحرك، ولدي ثلاثة أبناء يعانون من إعاقات حركية خرجت أبحث لهم عن شيء ولم أجد، حيث لا سكان في المنطقة التي أسكن فيها".
في مخيم الشاطئ تواصل "إرم نيوز" مع المواطن المقيم والمتواجد في المخيم محمود الغرابلي، الذي قال: "كنت أستغرب من أي أحد يقول هناك في البلد الفلاني مجاعة، حتى اختبرت وعائلتي هذا الشعور، منذ أكثر من عشرة أيام لم يتجاوز مجموع ما أكلناه ما كان يأكله فرد واحد في يوم واحد قبل الحرب".
ويضيف الغرابلي: لقد تم تدمير أكثر من 60٪ من مخيم الشاطئ تدميرًا كاملًا و40٪ تدميرًا جزئيًا، فكل البيوت إما دمرت أو تضررت من القصف". واختفت ملامح الحياة في المخيم، وفق الغرابلي، "البيوت أصبحت إما مهدمة أو خاوية على عروشها، والدبابات الإسرائيلية تحيط بالمخيم من كل جانب، نريد النزوح إلى جنوب غزة ولا نستطيع".
أما الحاجة سميحة الشمالي من مخيم الشاطئ فكشفت لـ"إرم نيوز" أنها لم تأكل هي وأولادها وأحفادها شيئًا منذ ما يزيد على 72 ساعة.. وبدأ أحفادها يدخلون في حالات إغماء بسبب الجفاف وعدم وجود غذاء.
يقول ابنها الأكبر محمد: "حاولنا الاتصال بالإسعافات والصليب الأحمر من أجل إخلائنا، حين نتمكن من الوصول إليهم يخبروننا بأنهم غير قادرين على فعل شيء". يصمت قليلًا ويقول: "لم نمت من القذائف والصواريخ ولكننا سنموت من الجوع".
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان محافظتي غزة وشمال غزة إخلاء بيوتهم والنزوح باتجاه جنوب الوادي، بوصفه مكانًا آمنًا، والذي حصل على 49٪ من عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع، بحسب ما ورد على لسان رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
