القناة 13 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية ترجح نجاح عملية استهداف هاشم صفي الدين
يعكس نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيال الصراع الدموي في الشرق الأوسط، الاتجاه المناهض للتدخل الخارجي الذي رسخه داخل سياسة الحزب الجمهوري، بالإضافة الى مشاعره الشخصية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن هناك إجماعا واضحا في الحزب الجمهوري على دعم إسرائيل، لكن حملة ترامب الانتخابية وأنصاره يخططون لاستغلال الانقسام الكبير بين الديمقراطيين لصالحهم، بغية تحقيق مكاسب سياسية.
وناقش مقال نشرته الصحيفة، موقف ترامب من الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وسلط الضوء على نهج ترامب المناهض للتدخل وتأثيراته على سياسات الحزب الجمهوري.
وقال المقال، إنه رغم خطورة الصراع، ظل ترامب صامتًا نسبيًّا، ولم يتحدث كثيرًا عن الموضوع خلال الخمسة شهور التي أعقبت هجوم حركة حماس على إسرائيل والحرب التي اندلعت بعده.
ولفت المقال إلى أن ترامب قدم الحد الأدنى من الانتقادات لطريقة تعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحرب، ملقيًا باللوم في الأزمة على ما وصفه بـ"ضعف بايدن الملحوظ".
وتعزو الصحيفة توجه ترامب نحو عدم التدخل في الصراع الدموي في الشرق الأوسط، إلى التحول العميق المناهض للتدخل الذي أحدثه داخل الحزب الجمهوري على مدى الأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى مشاعره تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد هنأ بايدن بفوز في الانتخابات الرئاسية العام 2020، وهو أمر ربما لن يغفره ترامب أبدًا لنتنياهو، بحسب الصحيفة.
ولفت مقال الصحيفة إلى أن ترامب انتقد في البداية رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل أن يتراجع بسرعة ويدلي بتصريحات تعبر عن دعمه لإسرائيل، كما أطلق ادعاءات مثيرة فحواها أن هجوم حماس لم يكن ليحدث أبدًا لو كان هو رئيس الولايات المتحدة.
وفي ضوء ما تقدم، تقول الصحيفة الأمريكية، إن تعامل ترامب مع الصراع في غزة، يختلف عن مقاربات السياسة الخارجية التقليدية للحزب الجمهوري، التي عادةً ما تتضمن مشاركة ودعمًا أكثر نشاطًا لإسرائيل.
وبينما يعتبر أنصار ترامب أن الرئيس السابق لديه سجل قوي مؤيد لإسرائيل، يقول المنتقدون إن ترامب لم يقدم أي انتقادات موضوعية لرد بايدن على هجوم حماس، والانتقام الإسرائيلي الذي أعقبه، مكتفيًا فقط بإلقاء اللوم في الأزمة برمتها على "ضعف" بايدن، بنفس الطريقة التي يفعلها غالبًا عند وقوع أعمال عنف أو مأساة ما، وهو ما يعكس إحجامه عن تقديم خطط مفصلة للسياسة الخارجية.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي السابق في عهد ترامب، جون بولتون، قوله إن "أحد أقرب حلفاء واشنطن تعرض لهجوم، ومن المذهل أننا في مثل هذه الظروف لم نسمع سوى القليل من ترامب حول الموضوع".
ومع ذلك، يعتقد الأشخاص المقربون من ترامب، الذي يتقدم على بايدن في استطلاعات الرأي، أنه ليست هناك حاجة ملحة لوضع خطط للسياسة الخارجية، سواء حول إسرائيل أو أي مسألة أخرى، وفق الصحيفة.
وأوردت قول المتحدثة باسم حملة ترامب الانتخابية، كارولين ليفيت، إن ما فعله ترامب من أجل إسرائيل لم يفعله أي رئيس أمريكي في التاريخ، مشيرة إلى أنه تمكن من تحقيق سلام غير مسبوق في الشرق الأوسط.
وأضافت ليفيت، أن "عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ستوفر لإسرائيل الحماية مجددًا، فيما سيتم احتواء إيران وتحجيمها، وستتم مطاردة الإرهابيين، ووقف إراقة الدماء"، بحسب تعبيرها.
علاوة على ذلك، ناقشت الصحيفة أيضًا الانقسامات في صفوف الحزب الديمقراطي بشأن حرب غزة، حيث واجه بايدن تصويتًا احتجاجيًّا في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان، يوم الثلاثاء الماضي، بهدف الضغط عليه لتغيير نهجه تجاه ما يجري هناك.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة قولها، إن من بين الأفكار قيد المناقشة بين حلفاء ترامب كوسيلة لدق إسفين حرب غزة بشكل أعمق في الحزب الديمقراطي، هي نشر إعلانات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية للمسلمين في ميشيغان، تتضمن توجيه الشكر لبايدن بسبب وقوفه مع إسرائيل.
ورغم سجل ترامب المؤيد لإسرائيل خلال فترة رئاسته، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بين بعض الجماعات اليهودية والمدافعين المؤيدين لإسرائيل بشأن موثوقيته كشريك لها في فترة ولاية ثانية، إذ يكمن القلق في أن ترامب قد يدع عداءه لنتنياهو ينعكس على علاقته مع إسرائيل، وفق الصحيفة.
وقالت إن هناك مخاوف من أن ترامب قد يستمر في طلب الدعم من شخصيات معروفة بتبني وجهات نظر مثيرة للجدل ومعادية للسامية، مثل مغني الراب كاني ويست، والمتطرف القومي نيك فوينتيس، وكلاهما استضافهما ترامب في منتجعه بمار لاغو في أواخر عام 2022.