مقتل "بلمختار" يكشف القناع عن تواجد القاعدة في ليبيا‎
مقتل "بلمختار" يكشف القناع عن تواجد القاعدة في ليبيا‎مقتل "بلمختار" يكشف القناع عن تواجد القاعدة في ليبيا‎

مقتل "بلمختار" يكشف القناع عن تواجد القاعدة في ليبيا‎

بنغازي- كشف الإعلان عن مقتل أهم قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي "مختار بلمختار"، القناع عن تواجد التنظيم داخل الأراضي الليبية، وأثار التساؤلات حول عدم إعلان الأخير عن نفسه في ليبيا صراحة طوال الأعوام الماضية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، والحكومة المؤقتة التابعة لبرلمان طبرق (شرقي ليبيا)، أمس الاثنين، مقتل القيادي بلمختار خلال غارة جوية شنها الطيران الأمريكي بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة، "استهدفت اجتماعا لقيادات متطرفة بمدينة أجدابيا (شرقي ليبيا)".

و"قتل خلال الغارة 17 من مجلس شورى ثوار أجدابيا (بالإضافة إلى بلمختار)"، بحسب ما أكد للأناضول مصدر مسؤول من المجلس.

و عن ذلك قال الملازم أول طارق الخراز الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة لمراسل الأناضول إن "مقتل بلمختار، القاعدي الملقب بالأعور، في ليبيا يؤكد حقيقة المعلومات المتواجدة لدى السلطات الليبية منذ سنوات عن وجود تنظيم القاعدة داخل البلاد".

وأوضح أن "بلمختار كان يجتمع في إحدى المزارع التابعة لما يعرف بمجلس شورى ثوار مدينة أجدابيا، بمنطقة الحي الصناعي، الأمر الذي اعتبرته واشنطن فرصة سانحة لتوجيه ضربة قاسمة للتنظيم".

و يتهم العضو البارز في تنظيم القاعدة الجزائري الجنسية مختار بلمختار بـ"التدبير" للهجوم الذي استهدف حقل غاز عين أمناس بالجزائر عام 2013، وقتل خلاله 38 شخصاً، من 10 جنسيات، بينهم 3 أمريكيين.

مسؤول بحكومة البيضاء شرقي ليبيا تسائل خلال حديث مع مراسل الأناضول عن "سبب عدم إعلان تنظيم القاعدة عن وجوده بشكل صريح في ليبيا، رغم ثبوت أن هناك عمليات إرهابية ارتكبت باسمه، في حين أعلن تنظيم داعش عن وجوده من خلال تبني عمليات إرهابية داخل الأراضي الليبية".

و برر المسؤول الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه ذلك قائلا إن "ضعف تنظيم القاعدة أمام قوة داعش التي يؤيدها الجزء الأكبر من المليشيات في البلاد، جعلت إعلان القاعدة عن وجودها بمثابة تحد لداعش، بالتالي ستجد القاعدة نفسها في مواجهة مع داعش قبل مواجهة الجيش الليبي، وهو ما لا تريده القاعدة".

أما الخبير الليبي في الجماعات الإسلامية محمد الناجي بومليقطة  فقد قال لمراسل الأناضول إن "تنظيم القاعدة الذي خفت نجمه بعد مقتل قائده أسامة بن لادن، وحدوث خلاف داخل صفوفه، هو الأمر الذي جعل التنظيم يؤخر خطوة الإعلان عن نفسه في ليبيا، التي يواجهه فيها خصمه القوي داعش، والذي سحب كل الأضواء خلال الأعوام الأخيرة".

وحاول الناجي برهنة استنتاجه بقوله  "دليل ذلك هو رصد المخابرات الليبية لعدة تحركات يقوم بها بلمختار، وقيادات أخرى من القاعدة في مختلف الأقاليم الليبية، خاصة الجنوبي منها"، موضحا أن "القاعدة تخطط للسيطرة على الجنوب الليبي، كونه يسجل أقل حضور لداعش فيه".

من جانبه ربط أستاذ العلوم السياسية أحمد الخمسي ظهور بالمختار في اجتماع للقاعدة شرقي ليبيا بـ"المواجهات الجارية في درنة (شمال شرقي ليبيا) بين داعش وكتائب توالي القاعدة".

و تجري في درنة معارك مسلحة منذ منتصف الأسبوع الماضي بين "مجلس شورى مجاهدي درنة"، وتنظيم داعش، بعد قتل الأخير قادة في الأول. وهو ما علق عليه الخمسي بقوله "من المعروف أن الفكر الذي يحمله منتسبي مجلس شورى مجاهدي درنة هو أقرب للقاعدة منه إلى داعش، وذلك تجلى في أول بيان للأول".

وتابع "معارك درنة بدأت حينما أقدم داعش على قتل أهم قادة مجلس شورى المجاهدين، وهو المعروف بـ(العكر) الذي قاتل في وقت سابق في أفغانستان، وغيرها من الأماكن، إلى جانب تنظيم القاعدة لمدة 20 عاما، قبل أن يعود إلى ليبيا"، معتبرا أن ذلك "كانت شرارة اندلاع المواجهة بين الطرفين".

وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما؛ الحكومة المؤقتة، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ الوطني، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس (غرب)، فيما تعاني الدولة التي عرفت بكونها إحدى دول الربيع العربي عندما اندلعت فيها ثورة شعبية ضد الرئيس السابق معمر القذافي في العام 2011، من حالة انفلات أمني وفوضى سلاح واسعة، أدت إلى وقوع العديد من العمليات الإرهابية على أراضيها خلال السنوات الأربع الماضية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com