هل تندلع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل؟
هل تندلع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل؟هل تندلع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل؟

هل تندلع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل؟

غزة - لم يستبعد محللون سياسيون، وكتاب فلسطينيون، إمكانية اندلاع حرب أخرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وإسرائيل في حال استمر إطلاق الصواريخ من قبل "التنظيمات السلفية الجهادية" في قطاع غزة تجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية.

 وقال المحللون، إنه في حال استمر إطلاق الصواريخ من قبل تنظيمات سلفية جهادية في غزة، على إسرائيل فإن ما وصفوه بـ"كرة الثلج، ستتدحرج إلى واقعٍ أبعد من الرد، ورد الفعل".

وفجر اليوم الخميس شنَّت مقاتلات حربية إسرائيلية، غارتين على موقعين تابعين لحركة حماس في قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ على مناطق إسرائيلية.

وتبنى تنظيم جهادي غير معروف، يُطلق على نفسه اسم "سرية الشهيد عمر حديد-بيت المقدس"، المسؤولية عن إطلاق الصواريخ.

وقال التنظيم في بيان نشرته مواقع مقربة من التنظيمات السلفية الجهادية في غزة، إنه أطلق 3 صواريخ من نوع "غراد"، على "عسقلان ونتيفوت ومجمع أشكول"، الساعة 11 من مساء أمس الأربعاء، ردا على مقتل أحد الكوادر السلفية صباح الثلاثاء الماضي، على يد قوات من وزارة الداخلية التي تُشرف عليها حركة حماس بغزة.

وأعلن التنظيم ذاته، في بيان سابق نشرته مواقع مقربة من التنظيمات السلفية الجهادية، في غزة، أنه في حلٍ من التهدئة التي أبرمتها حركة حماس مع إسرائيل، وأنه سيواصل ضرب الصواريخ، مطالبا حركة حماس بالكف عن ملاحقة "الدعاة" و"طلبة العلم".

وكان الشاب "يونس الحُنر"، وهو أحد نشطاء "السلفية الجهادية" في غزة، قد لقي مصرعه صباح الثلاثاء الماضي، في حي الشيخ رضوان بغزة، وقالت رواية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، إنه قُتل خلال محاولة توقيفه، بعد أن رفض تسليم نفسه، وهدد بتفجير منزله، وبعد أن بادر بإطلاق النار على القوى الأمنية.

ويرى الدكتور عدنان أبو عامر، عميد كلية الآداب بجامعة الأمّة بغزة، والكاتب السياسي، أن الجماعات الجهادية في غزة، تفتقد لوجود هيكل تنظيمي لها، غير أنه أشار إلى أنها تحاول من باب ما وصفه بـ"المناكفة" أن تتحدى حركة حماس.

وأضاف:" المجموعات السلفية، تحاول أن تبتز حركة حماس، فهي تعرف جيدا أن الحركة لا تريد حربا جديدة مع إسرائيل، كما أن إسرائيل هي الأخرى ليست في وارد الدخول في معركة أخرى مع القطاع".

ويرى أبو عامر، أنه في حال استمر إطلاق الصواريخ، في الأيام المقبلة، من قبل تلك الجماعات فمن الوارد أن تتدحرج "كرة الثلج" إلى واقع يتم فرضه على الجميع.

واستدرك بالقول:" لن تقبل إسرائيل أن يتم إطلاق الصواريخ بهذه الوتيرة، وربما ترد بحزم أكبر وهو ما قد يقودنا إلى حرب جديدة قد تكون أكثر عنفا".

وقد تلجأ حركة حماس، وفق أبو عامر، إلى محاورة هذه المجموعات وقياداتها في قطاع غزة، وتغليب ما وصفه بـ"الصفقة" على "الضربة".

وشدد على أن حركة حماس لا تريد حربا في هذا التوقيت مع إسرائيل.

وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة طويلة الأمد بعد حرب امتدت لـ"51 يوما"، وتضمنت بنود هذه الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.

وتوافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في 23 سبتمبر/ أيلول 2014، على عقد مفاوضات غير مباشرة، بوساطة مصرية، بهدف تثبيت التهدئة.

ولم يتم تحديد موعد جديد لاستئناف تلك المفاوضات حتى الساعة.

وتلتزم الفصائل الفلسطينية، بوقف إطلاق النار، لكن جماعات "جهادية"، تواصل بين الفينة والأخرى، إطلاق بعض الصواريخ على إسرائيل، رافضة الالتزام بالاتفاق.

ويرى طلال عوكل الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة من رام الله في الضفة الغربية، أنّ الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو الذي يتعرض لانتقادات حادة من قبل المعارضة، لن تتهاون مع إطلاق الصواريخ من غزة.

وتابع:" إسرائيل تعلم أن من يقف وراء إطلاق الصواريخ هي تنظيمات سلفية تريد أن تتحدى حركة حماس، وتسعى إلى ابتزازها لتحقيق مطالبها المتمثلة في إطلاق السلفيين الذين تعتقلهم، لكن إسرائيل لا ترى في غزة سوى حماس التي تسيطر على القطاع، وتحملها مسؤولية أي توتر ميداني".

وأضاف عوكل، أن إسرائيل قد ترد في الأيام المقبلة بحزم على أي صاروخ قادم من غزة، وهو ما يدفع الأمور نحو "التوتر الأمني"، وصولا إلى معركة عسكرية كبيرة. 

واستدرك بالقول:" لنفترض أن إسرائيليا قُتل في الصواريخ القادمة، أو إن إسرائيل اغتالت قيادات التنظيمات التي تطلق الصواريخ، هذا المشهد يدفعنا نحو مشهد مماثل لما سبق للحرب الأخيرة، وقد نشهد تصعيدا عسكريا كبيرا". 

ويقول الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن حركة حماس مطالبة بفتح حوار عاجل مع المجموعات السلفية الجهادية، قبل أن تصل الأمور إلى حد لا يمكن التراجع عنه، وفق وصفه. 

وأضاف أبو سعدة:" الوضع في قطاع غزة لا يحتمل حربا أخرى، الحرب الأخيرة لا تزال آثارها في كل مكان، وحركة حماس لا تريد أن تخوض معركة جديدة مع إسرائيل فهي لم تلتقط أنفاسها بعد، ولكن أن يتم إطلاق صواريخ على إسرائيل بين الفينة والأخرى، فهذا يعيدنا إلى حالة من الرد ورد الفعل لا أحد يعرف إلى أين ستقودنا". 

وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون اليوم حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ ، مشيرا إلى أن "عدم إطلاقها للصواريخ لا يعفيها من المسؤولية". 

وقال يعلون إن "الجيش هاجم أهدافًا للحركة في القطاع فجرًا.. وحتى لو كان مطلقو الصواريخ أمس باتجاه إسرائيل هم عصابات من تنظيمات جهادية عالمية ومعنيين بتحدي حماس عبر إطلاق الصواريخ علينا فإننا نرى في حماس مسؤولة عن ما يجري هناك". 

وختم حديثه بالتهديد بأن "إسرائيل لن تحتمل محاولات المس بالإسرائيليين ولن تعود إلى تنقيط الصواريخ". 

وتوقعت مصادر أمنية إسرائيلية وقوف "جماعات سلفية" خلف إطلاق الصواريخ، وأن "خلفية الحدث تمت في محاولتهم للانتقام من حماس". 

ويرى أبو سعدة أن حركة حماس وكافة الفصائل والقوى الوطنية مطالبة بالاتفاق على استراتيجية وطنية ملزمة لكل ألوان الطيف الفلسطيني بما فيها المجموعات السلفية، مضيفا:" ومن يخرج عن الصف الوطني يتم محاسبته، اليوم قرار الحرب لا يجب أن يكون بيد فصيل أو مجموعة، المسألة تحتاج إلى قرار سياسي وإجماع فصائلي موحد". 

ودعا أبو سعدة حركة حماس إلى تغليب لغة الحوار على التعامل الأمني مع الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة. 

وتشن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة، بشكل مستمر حملة اعتقالات ضد أنصار جماعات سلفية جهادية، والتي تتهم بدورها حركة حماس، بالكفر والردة عن الإسلام.

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com