مجلس الأمن الدولي يعرب عن "قلق بالغ" بعد إصابة جنود حفظ سلام في لبنان
يثير احتجاز السلطات التونسية لنحو 95 قياديا من حركة النهضة، تساؤلات حول مصيرها، خصوصا فيما يتعلق بقيادات الصف الأول، الذين يواجهون العديد من التهم، مثل تلقي تمويلات من الخارج وغير ذلك.
ويواجه رئيس الحركة راشد الغنوشي العديد من الاتهامات والأحكام بالحبس، ومن غير الواضح ماهية التهم التي سيُلاحق بسببها الموقوفين الجدد، فيما كشف مصدر قضائي، لـ "إرم نيوز"، أن "معظم التهم تتعلق بقضية التآمر على أمن الدولة وتهم أخرى تتعلق بالإرهاب".
وتأتي هذه التوقيفات قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها ثلاثة مرشحين، هم: الرئيس الحالي قيس سعيد، والأمين العام لحركة "الشعب" زهير المغزاوي، والأمين العام لحركة "عازمون" العياشي الزمال، حيث تقاطع النهضة هذا الاستحقاق الرئاسي.
وقال المحلل السياسي التونسي نبيل الرابحي، إن "حركة النهضة انتهت سياسيا، إلا أن هذه التوقيفات ليست هي التي ستنهي النهضة، بل نهاية الحركة تعود إلى العام 2012، حيث كانت هناك انقسامات بين جماعة الداخل وجماعة الخارج".
وأشار الرابحي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إلى أن "هناك من ارتأى أن ينشق عن الحركة لتكوين أحزاب جديدة على غرار الـ 100 شخصية التي استقالت في 2021، ثم استقالة عبد اللطيف المكي وتكوينه حزبا سياسيا".
وتابع المحلل السياسي قائلا: "ربما الخطوة القادمة ستكون هي حل حركة النهضة التي انتهت كفاعل سياسي في تونس، فهي ترتبط بها العديد من الاتهامات من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات".
وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت، في وقت سابق، السلطات التونسية إلى الإفراج الفوري عن قيادات حركة النهضة الإسلامية الذين تم إيقافهم، ولم تعلق السلطات على الفور على هذه الدعوة.
وقال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي، إن "الإيقافات أنهكت واستنزفت حركة النهضة الإسلامية، التي تجني ما زرعته بالأمس، حيث ارتبطت بالفعل بعلاقات خارجية مثيرة للجدل، واتهامات لها باستقدام أموال من الخارج لإنجاز حملات إعلامية وغير ذلك".
وأضاف العبيدي، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "حركة النهضة لم تعترف بأخطائها، ولم تقم بمراجعات ذاتية، وهو أمر يجعلها اليوم تواجه مصيرا غامضا، ليس فقط في علاقة بالإيقافات بل أيضا بالاستقالات والانشقاقات التي ضربتها في وقت سابق".
وشدد على أن "الحركة سواء استمرت أو تم حلها فإنه لم يعد متاحا لها أن تعود إلى الساحة بقوة كما فعلت في العام 2011؛ لأن شعبيتها انهارت بشكل يكاد يكون كاملا، وبالتالي نحن أمام نهاية غير معلنة لحركة النهضة، والتي خسرت حتى حلفاءها الخارجيين".
وأنهى العبيدي حديثه بالقول، إن "مأزق حركة النهضة الإسلامية قد يتعمق في ظل غياب قيادة حالية لها قادرة على إعادة ترتيب صفوفها الداخلية".