إسرائيل بعد 67 عاماً .. شرذمة داخلية واختراقات خارجية
إسرائيل بعد 67 عاماً .. شرذمة داخلية واختراقات خارجيةإسرائيل بعد 67 عاماً .. شرذمة داخلية واختراقات خارجية

إسرائيل بعد 67 عاماً .. شرذمة داخلية واختراقات خارجية

تشارف إسرائيل على دخول عِقدها الثامن على وجه الأرض، لتجد نفسها أمام تحديات جسيمة تحاول على الرغم منها أن تثبت للعالم أنها ما تزال الأقوى والأكثر ثباتاً من أي دولة أو كيان آخر، وهي تحديات تتعلق بالملف الفلسطيني والاستقرار الداخلي والأمن والدبلوماسية الخارجية.

ويطرح قادة الرأي في إسرائيل سؤالاً حول قدرة الكيان، بعد مرور 67 عاماً من تأسيسه، على معالجة ملفاتها الأصعب تلك في ظل التمزق السياسي والفرقة الحزبية والتآمر السلطوي الذي باتت تشهده ساحة العمل الإسرائيلي؟ وكيف تفسر دولة الاحتلال النزعة العنصرية التي طفت على سطح المجتمع الإسرائيلي وأفرزت نزاع الحكومة مع يهود الفلاشا؟

ويرى مراقبون أن ما يدور داخل الكيان الصهيوني من خلافات وصراعات بين العلمانيين والتلموديين وما طرأ من تزايد لنفوذ الحاخامات وتنامي سيطرتهم على معظم دوائر السياسة والمال بشكل مباشر وغير مباشر، أسهم في تفريغ إسرائيل من أقوى عوامل نفوذها وهو "التوافق السياسي الداخلي"، خاصة وأن منظومة التسلط الإسرائيلي على العالم يتم بلورتها في "الكنيست".

وتنتاب الأحزاب الإسرائيلة هذا العام مع احتفالها بيوم استقلالها، الذي يمثل نكبة عمرها 67 عاماً للفلسطينيين، حالة من التشرذم والتفكك أدت إلى تصاعد الخلافات وظهورها للعلن وأحدثت جدلاً واسعاً بين الجمهور الإسرائيلي الذي يطالب حكومته بالتركيز على الارتقاء بالمجالات الخدمية التي تهم المواطن.

وتلك الحالة، بحسب المحللين، لم تعهدها الأوساط الإسرائيلية التي كانت تتغنى بالاستقرار السياسي الدائم، حين كان "الحسم السياسي" لحزبي "العمل" أو "الليكود" يلوح في الأفق حتى قبل أن يعلن عن إجراء أي انتخابات.

ويتخوف قادة المجتمع الإسرائيلي من انعكاسات تلك النزاعات الفئوية داخل الحكومة على واقع المجتمع، والتي قد تتسبب في انعدام الإحساس بالأمن الداخلي وازدياد الجرائم والهجرة العكسية.

ويقدر متابعون للوضع الإسرائيلي أن نتنياهو عمق الأزمة الداخلية باتخاذ قرار يرفضه طيف واسع من الدبلوماسيين الإسرائيليين تمثل في تعيين اليمينية المتشددة تسيبي حوتوفيلي كنائبة لوزير الخارجية بصلاحيات الوزير، وذلك كون رئيس الوزراء يثق في قدراتها، كوجه جديد للدبلوماسية الإسرائيلية، على إصلاح ما أفسده سلفها ليبرمان، وهو ما يعكس تجاهلاً كبيراً من نتنياهو للملف الفلسطيني نظراً لأن حوتوفيلي تنتمي للقطاع الديني المتشدد وترفض حل الدولتين وتقسيم الدولتين وتؤيد توسيع الاستيطان، علاوة على صب تركيزها على تحسين العلاقات مع المحيطين الإقليمي والدولي.

ويؤكد المحللون أن الهاجس الأمني ما يزال يسيطر على العقلية الإسرائيلية، وهو ما يحاول نتنياهو تدعيمه من خلال علاقات أمنية متقدمة مع دول الجوار، تمكنه من تأمين حدوده من مختلف الجهات خاصة مع تصاعد خطر الجماعات المسلحة في كل من سوريا ولبنان والعراق علاوة على الخطر النووي الإيراني، وهو ما جعل الإسرائيليين يجزمون بأحقيته، كأقوى الشخصيات في التعامل مع القضايا الأمنية، ليكون رئيس الوزراء مجدداً، في وقت ركز منافسوه من حزب العمل والوسط على الشؤون الاجتماعية والاقتصادية وقضايا الفساد.

وبحسب مراقبين إسرائيليين، فإن الهاجس الأمني أدى إلى الإعلان عن علاقة الغرام التي توجت الجهود الأمنية الإسرائيلية الهندية مؤخراً والتباهي بها من قبل وزير الدفاع موشيه يعلون خاصة بعدما أصبحت إسرائيل ثاني أكبر مورد سلاح للهند بعد روسيا، ومشاركتها في معرض الصناعات العسكرية الذي استضافته مدينة بنغالور الهندية مؤخراً.

وركز يعلون أيضاً على أهمية خروج إسرائيل من عزلتها الشرق أوسطية من خلال التوسع آسيوياً ومنافسة حتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لتزويد القوى الكبرى هناك مثل الهند والصين بالسلاح، وهذه الأخيرة بالذات انتعشت علاقاتها العسكرية بإسرائيل كثيراً، خاصة مع شعور الصين بحاجتها إلى التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المتقدمة.

وكشف تقرير نشرته صحيفة "كلكليست" الإسرائيلية (أبريل/ نيسان) الماضي أن شركة "البيت سيستمز" الإسرائيلية المتخصصة في الصناعات العسكرية والتكنولوجية، زادت من مبيعاتها إلى دول آسيا وأمريكا اللاتينية بقيمة 6.3 مليار دولار، بزيادة قدرها حوالي 8% عن عام 2013.

ورأت الصحيفة أن توجه الشركة إلى آسيا ودول الباسيفيك يرجع إلى التوقعات بزيادة موازنات الدفاع في هذه الدول في الفترة بين 2014 -2018، لتصل إلى حوالي 830 مليار دولار، مقابل زيادة قدرها 0.2% في أمريكا الجنوبية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com