ما الذي يجري في الفوار جنوبي تونس؟
ما الذي يجري في الفوار جنوبي تونس؟ما الذي يجري في الفوار جنوبي تونس؟

ما الذي يجري في الفوار جنوبي تونس؟

الفوار- تصدر اسم "الفوار" المدينة المجهولة في الجنوب التونسي، النشرات وحديث الإعلام والساسة في تونس، منذ الأربعاء الماضي، إثر اندلاع مواجهات بين قوات الأمن، وعدد من المتظاهرين من أهالي المدينة.

وفيما يلي عرض لتسلسل الأحداث من خلال شهادات ميدانية في "الفوار":

الثلاثاء 5 مايو/أيار

تحدث وزير الصناعة، والطاقة، زكريا حمد، خلال جلسة في البرلمان عن اكتشاف بئر نفط جديدة في منطقة الفوار من محافظة قبلي، بطاقة تصل الى 4300 برميل نفط يوميا و 400 متر مكعب من الغاز الطبيعي. وفي المداخلة ذاتها، أشار الوزير إلى أنّ هذا سيسمح بتزويد ما يقارب 100 بلدية في تونس الكبرى، بالغاز الطبيعي، كما سيسمح بإقامة مشروع مصفاة للغاز في محافظة بنزرت (شمال) قادرة على تزويد 25 بلدية بالغاز الطبيعي في شمال البلاد.

- تلى هذا التصريح عدد من ردود الأفعال من السياسيين ومن نشطاء المجتمع المدني في المدينة، مفادها أن استخراج الثروة يكون من الفوار والاستفادة، والاستثمار يكون في العاصمة وفي بنزرت، في وقت تعتبر فيه المدينة في اشد الحاجة إلى استشمارات جادة نظرا لما تعانيه من تهميش اقتصادي يخلف فقرا كبير في الجهة.

الأربعاء 6 مايو/آيار

اندلعت أولى الاحتجاجات في "الفوار"، وكانت عبارة عن وقفة احتجاجية تطورت إلى مناوشات بين عدد من الشباب وقوات الأمن تركزت في وسط المدينة. ويقول عدد من شهود عيان من أهل المدينة إن قوات الأمن استعملت الغاز المسيل للدموع بشكل مفرط وأن قنابل الغاز كانت تنزل في البيوت الأمر الذي تسبب في حالات اختناق بين الأهالي شملت عددا كبيرا من الأطفال والنساء، وانتهت الحصيلة إلى اعتقال 8 شباب من المحتجين.

الخميس 7 أيار/مايو

اجتمعت الجمعية المستقلة للمعطلين عن العمل بالفوار وهي من اهم الجمعيات في المدينة وتضم 900 شاب وشابة من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل وأكثر من ألفين شاب وشابة معطلين عن العمل من غير حاملي الشهادات العليا، ودعت إلى تحرك سلمي يوم الجمعة في ساحة سوق المدينة ومن ثم الانطلاق إلى المعتمدية. وإثر هذا الإعلان، سارعت قوات الأمن إلى إطلاق سراح الشباب الذين اعتقلتهم قبل يوم في خطوة للتهدئة واستباق التحرك.

وفي مساء نفس اليوم، عادت الاشتباكات بين قوات الأمن، والشباب المحتجين في المدينة، وكانت أعنف في تلك الليلة، وكالعادة استعمل الغاز وانتهت المواجهات في ساعة متأخرة من الليل باعتقال 4 شباب.

الجمعة 8 أيار/ مايو

انطلقت المظاهرات التي سبق ودعت إليها الجمعية المستقلة للمعطلين عن العمل في الفوار من ساحة السوق، إلى المعتمدية، لكن واجهت قوات الأمن، المظاهرة بالغاز المسيل للدموع. وخلال هذه المواجهات، أفاد عدد ليس من شهود العيان الذين شاركوا في التحرك، تلفظ أحد رجال الأمن بكلام فاحش، وبحركات وصفت بغير الأخلاقية، إزاء المتظاهرين، الأمر الذي سبب احتقانا كبيرا بين المتظاهرين، لترفع بعد ذلك شعارات تطالب الأمن بالخروج من المدينة ومغادرتها.

في اليوم ذاته، شهدت الأزمة أول وساطة، وكانت من النائب عن المدينة في البرلمان ابراهيم بن سعيد، والذي طلب من الوالي إخراج قوات الأمن مقابل عودة الهدوء الكامل، إلا أن الوالي رفض المقترح، وتم ارسال تعزيزات أمنية أخرى.

السبت 9 أيار/مايو

وصول وزير الصناعة زكريا حمد، رفقة المحافظ في زيارة مبرمجة منذ فترة إلى آبار النفط المكتشفة حديثا في الفوار، دون المرور من وسط المدينة.

كما اندلعت مناوشات في المدينة قرب معهد ثانوي تلاه إطلاق غاز كثيف، ما أدّى إلى توقف الدروس وتوجه عدد من الأساتذة إلى أبار النفط للقاء الوزير واطلاعه على ما تعيشه المدينة منذ أيام.

حوالي الساعة 11 صباحا، تم اتخاذ قرار بسحب قوات الأمن من المدينة، وغادرت كل قوات الأمن بعدها بقليل ليقدم عدد من الشباب على إحراق مركز الأمن بالمدينة. وفيما بعد أوكلت إلى الجيش مهمة تأمين المدينة، وبعد تفاوض مع المحتجين تم الاتفاق على أن يتم إطلاق سراح الشباب الذين اعتقلوا في المقابل ليتم فض الاعتصام، وإطلاق سراح 11 شاب اعتقلوا يوم الخميس، والجمعة. وفي المقابل، تم فك الحصار على بيت عون الأمن المعني.

وشهدت المدينة عودة الهدوء إلى أن تمت الدعوة إلى اجتماع عام في المدينة يوم الإثنين 11 مايو/أيار، تم على اثره تكليف لجنة تفاوض لإيصال مطالب الجهة إلى الحكومة.

الثلاثاء 12 أيار/مايو

عقد أول اجتماع في مقر محافظة قبلي بين اللجنة التي تمثل مدينة الفوار، والمحافظ وتم الاتفاق على عدد من الحلول العاجلة وهي:

- تركيب الموزع الآلي بمركز البريد

- فتح قسم الاستعجالي بمستشفى الفوار

- انطلاق الحافلة الوطنية في اتجاه تونس ليلا انطلاقا من الفوار وحافلة صفاقس صباحا كذلك.

كما تم الاتفاق على عقد جلسة خاصة بترتيب من الوالي بين مديري الشركات النفطية الثلاث، ولجنة التفاوض، وذلك بتاريخ 25 أيار/مايو الجاري. وتحديد موعد للجنة التفاوض مع رئاسة الحكومة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com